العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ

دبي...

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

كان صديقي الإماراتي يعبر عن هزيمته (مازحًا) حين تحدث عن (خسارته للرهان)، لكنه في غاية الاعتزاز! الرهان كان على جهود سلطات الدفاع المدني والشرطة وكل مرافق وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة في حادثة احتراق أحد الفنادق في يوم الخميس (31 ديسمبر/ كانون الأول 2015)... أي في احتفالات رأس السنة، وكيف كانت حرفية عمل شباب الإمارات في تلك القطاعات على رغم صعوبة الموقف.

ولب الرهان كما أخبرت بعض الأصدقاء حينها، أن جهود هذه القطاعات (ستكون ضمن قائمة المكرمين للأداء المتميز في دبي وهم يستحقون ذلك)، ولم يكن أحدهم يتوقع أو حتى يتفاعل مع الفكرة! فمن جهة، ما قامت به تلك الجهات هو من صميم عملها وواجبها، ومن جهة أخرى، فإن هذا القطاع لم يكن يومًا يحظى بالتكريم الكبير.

خسارة (صديقي للرهان) كانت خسارة مربحة، فقد كان سعيدًا بتكريم الدفاع المدني على جهودهم في السيطرة على الحريق ضمن برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في دورته التاسعة عشرة يوم الثلثاء (19 إبريل/ نيسان 2016) على يد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحقيقةً، فإن دبي تستحق الإشادة ورفع القبعة؛ كونها تستهدف أبناءها المبدعين والمتميزين والمبتكرين – دون اعتبار لدين أو مذهب أو مستوى اجتماعي أو طبقية - وترصدهم و(توجبهم) بتكريمهم في محافل متعددة اختارت لكل محفل اسمًا ومضمونًا وهدفًا وحفلًا دون حواجز أو موانع يضعها فلان وعلان.

لذلك، فإن دبي لا تعجزها الأفكار التحديثية والريادة؛ كونها لا تمنع مبدعًا من أبنائها من أن يتقدم ويصعد منصات الإبداع بسبب مذهبه أو طائفته أو حتى ميوله السياسي أو معتقده الفكري... هناك، يتضاعف المبدعون بكل حرية... حينما التقيت سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأول مرة في دبي العام 2005 ضمن جوائز الصحافة في مهرجان دبي للتسوق وكنت حينها الفائز بجائزة أفضل تحقيق صحافي خليجي، كان سموه يتحدث إلى الزملاء الفائزين بالقول: «في الخليج وفي الوطن العربي... لدينا طاقات قادرة على الابتكار... ما تعجزكم الأفكار اليديدة. شمروا عن سواعدكم والله يوفجكم»، لهذا لم يكن غريبًا أن تتجاوز دبي بكل قوة وثبات المعوقات، ولم تعجز في أن تكون لها قدرتها الذاتية في تجاوز المحن، لكن ذلك - كما هو واضح – قائم على جهود الشباب الذين نراهم يتولون المناصب القيادية في العديد من المرافق المهمة... أما الأكبر سنًّا، فهم موجودون أيضًا بخبرتهم واستشاراتهم، وليس بكروشهم الكبيرة ونعاسهم الدائم وترهلهم في إدارة العمل كما يحدث في العديد من البلدان «الدايخة».

في العديد من القطاعات والتخصصات، ومنها القطاع الإعلامي ممثلًا في نادي دبي للصحافة، لا تجد الأبواب موصدة من جانب الإخوة هناك في حال الحاجة إلى التعرف على بعض التجارب الإدارية والتنموية والاقتصادية الناجحة في دبي، وسواء كان ذلك عن طريق التواصل الميداني أو بالمراسلات الإلكترونية، فإن ثمة تفاعلاً مخلصاً بتوفير المعلومات والبيانات، وتطبيق متطلبات الاقتصاد المعرفي يفتح المجال للاطلاع على أفكار جميلة ورائدة يمكن أن تُنقل إلى الكثير من البلدان، للاستفادة منها إن كانت «الإرادة والقناعة» متوافرتين، وحتى على مستوى الإنتاج الثقافي المقدم للطفل على سبيل المثال، وهو قطاع مهم، يمكن أن نلمس اهتمام دبي بالإصدارات والمنتجات الخاصة بالطفل باعتبارها مرتكزًا لتنمية قدرات ومهارات وشخصية الطفل؛ لكي ينشأ متمتعًا بشخصية قادرة على الإبداع.

قال صاحبي ممازحًا بعد أن عبر عن اعتزازه بالمساحة الإبداعية المفتوحة للجميع: «دبي التي تموت.... أقصد بالطبع تموت فيها الأفكار السوداء وتموت فيها ممارسات الإحباط وتموت فيها كل غرسة سيئة؛ لأن تربتها تعيش فيها أفكار الإبداع والإنتاج»... حقًّا، ما الذي يمنع كل بلداننا من أن تستفيد من تجربة دبي التطويرية وتترك عنها الواسطات والمحسوبيات والتمييز والطائفية وهذا ولدنا... وهذا مو ولدنا لتبقى في دوامة الأداء المتخلف؟ على الأقل، لننظر إلى مستقبل أبناء الوطن، فلا أحد يريد لهم أن يعيشوا حالة البؤس وهم في قمة العطاء والإبداع.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4977 - الجمعة 22 أبريل 2016م الموافق 15 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:23 ص

      نواة الشيء أم/ أو لبه!! فالنواة مؤنث أما اللب فمذكر لا محال!!
      فيقال لب الشيء أي مزيته باللّهجة المحليه لأهل البحرين. فلب الناس اليوم ليست أموالهم ولا أولادهم وإنما ما يعقلون لا ما يمتلكون. فالملك لله! فالفكره قبل أن تطير السكره من الأقوال ومنها أيضا لا تجرب المجرب لأن من يجربه يمكن أو أكيد رأسه مخرب!فالبلدان الائخة اليوم تحتاج لمدواخ لكي تزداد دوخة مع مستشاريها العازة. أليس كذلك باللغة الإنجليزية؟

    • زائر 17 زائر 15 | 9:26 ص

      نعم ؟

      نعم ؟
      ممكن تعيد ؟
      بس وحده وحده من فضلك
      تراك واجد سريع

    • زائر 14 | 8:19 ص

      أشوه

      أخيراً أستاذ سعيد طلعت من كآبتك المعهوده وزرت دبي وانشاءالله تزور الهند ودول أخري بعد
      تري السياحه تغيّر المزاج وتريح الاعصاب وتكسب الانسان مفاهيم جديده
      وعن الانطواء لأن إهي اللي تسبب لك الكآبه\

    • زائر 18 زائر 14 | 11:46 ص

      زين اخوي زائر 14 كونك محلل نفساني احنه كقراء ويش نستفيد من كلامك؟ ويش الهدف يعني؟ عن الموضوع ابغي أقول اني عملت في الإمارات 5 سنين ولله الحمد والمنة كانت احسن أيام حياتي من ناحية بيئة العمل والتقدير والاحترام ولا أحد حاربني بسبب مذهب او معتقد لكن إذا ديرتك تحرمك من حقوقك بكذبة وافتراء الولاء للخارج اللي تتخرص عليها من سنين طويلة

    • زائر 12 | 5:16 ص

      من دبي دار الحي إلى البحرين نور العين نباكم فالكم طيب يا هل البحرين الكرام. ..ما قصرت اخ سعيد بارك الله فيك على هالكلام الطيب

    • زائر 11 | 4:09 ص

      The True

      .....

    • زائر 10 | 3:14 ص

      حبيببي ...

    • زائر 9 | 3:06 ص

      دبي تتقدم و تتطور

    • زائر 8 | 1:35 ص

      انا إماراتي ومن إمارة دبي وقرأت آلاف الكثير من المقالات والكتابات والكتب عن الإمارات وعن دبي لكن بلا مبالغة هذا المقال أعجبني بقوة وأعجبتني مقالات كثيرة غنية لكن مثل مذاق ومضمون مقالك أخ سعيد ما قرأت من قبل ونحن نعلم كأهل دبي وغيرنا أن التحديات كبيرة لكن سمو الشيخ محمد ما يقصر لخدمة الوطن وأهم شي العدالة الاجتماعية والحقوق والواجبات.

    • زائر 5 | 12:20 ص

      جميع من يتكلم عن الولاءات

      هم اول من ينقلب ولاءهم حين تفرغ أفواههم. لو فعلت اي دولة في العالم ما تفعله البحرين في شعبها الأصلي من تهميش واستبدال بشعب مستورد لتغيرت بوصلة الولاء الى من يستخلف دور الدولة. هذه سنة الحياة وليست خيانة ولا قلة ذوق. الأب الذي لا يملك الولاء لأهل بيته لا يحق له ان يطلب ولائهم له.

    • زائر 4 | 11:58 م

      مقالة قيمة

    • زائر 2 | 11:17 م

      أحسنت استاذي الكريم. هناك المواطن يعتز بمواطنته لأن الدولة لا تجنس المتردية والنطيحة على حساب أهل البلد. هناك لا يتم اختيار المسئولين والوزراء على حسب القابهم أو مذهبهم، بل مؤهلاتهم العلمية والعملية. وهناك لا يتم توزيع المناصب والمنح، والخدمات بحسب الدين أو اللون أو العرق أو المذهب، بل المقياس هو المواطنة.

    • زائر 13 زائر 2 | 7:54 ص

      بالضبط

      كما هو الحال في إيران

    • زائر 16 زائر 13 | 8:24 ص

      حتى لو كان الحال في الوقواق لماذا يصر بعض أصحاب العقول الصغيرة خلط الحابل بالنابل هل هي أفكارهم السطحية هل هي تربيتهم والله ما اعرف. ..نحن نتكلم عن واقع ومستقبل وطننا وما علينا من غيرنا. ..سبحان الله بعض الناس يمشون والشبح البعبع وراخم

    • زائر 1 | 11:12 م

      اذا عرف السبب بطل العجب

      اولا في البحرين يكرم المواطن والمقيم اذا استحق التكريم بعضّ النظر عن مذهبه وطائفته ولكن اصحاب القلوب السوداء ينكرون ذلك. اما موضوع الامارات..... ولاء الاماراتي اولا وآخرا للامارات وليس لأي قوة خارج الامارات... الإماراتي يحترم بلده وحكومته وشيوخ الامارات ولا يطعن فيهم مثلما يحدث في البحرين. الإماراتي يؤمن بأن الاولويه هي للامارات وليس لمذهبه او طائفته. حمى الله البحرين تحت ظل جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفه والإمارات تحت ظل سمو الشيخ خليفه بن زايد ال نهيان

    • زائر 3 زائر 1 | 11:56 م

      اللي يده في الماي مو مثل اللي يده في النار.
      اسطوانة الولائات الخارجية مأخوذ خيرها. لو كان هناك رب بيت لا يطعم اولاده، وهناك جار أخذته الرأفة وقام باطعام الأولاد، فهل يحق للأب أن يلوم أبنائه على ولائهم ورد الجميل لجارهم الذي رأف بحالهم؟ هل لهذا الأب الحق في أن يخوض في حديث الولائات وهو لا يعرف أبسط واجباته تجاه أبنائه؟
      ليكن ولاءك لربك قبل رب دينارك فالدنيا دار امتحان وفناء.

    • زائر 6 زائر 1 | 12:48 ص

      ..

      ..
      داعش اليوم وبلغة رسمية موجودة بالبلد ولها اجندة خارجية حقيقية وليس من خيالنا

      وولاؤهم للبغدادي والشيشاني والافغاني وانتم تغمضون عنهم عينا
      وترمون الشرفاء بما ليس فيهم
      كاللتي رمتنا بدائها وانسلت
      فيا غريب كن اديب
      وانتظر ....

      اليس الصبح بقريب

    • زائر 7 زائر 1 | 1:16 ص

      الكاسر

      وين نوصل لمستوي دبي وهالاشكال موجودة بيننا
      من المستحيل يعترفون بالخطأ الإمارات محترمة شعبها الإمارات اذا تملك شهادة تستحق المنصب مافيها محسوبية ولا ولاءات ولا حسب ولا نسب
      اعترف بالخطأ عشان تصعد فوق

اقرأ ايضاً