العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

أدوات التواصل والإعلام الاجتماعي في التعليم والتعلم

محمد الحمامي

أستاذ مساعد بجامعة العلوم التطبيقية وعضو مجلس ادارة النادي العالمي للاعلام الاجتماعي

غيرت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أوجه التواصل بين الأفراد والمجتمعات، ومما زاد من شعبية استخدام الأدوات والتطبيقات المرتبطة بها توفر ورخص البنية التحتية العائدة لها والتي تشمل الأجهزة والبرامجيات والتطبيقات. ان ادوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي هي احدى اهم النتائج لهذه الثورة والتي اخذت تلعب دورا رئيسيا في الحياة الانسانية ولمختلف الجوانب.

سأحاول في هذا المقال التركيز على استخدام ادوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي في التعليم. فعلى الرغم من ان ادوات التواصل ومنصات الإعلام الاجتماعي قد وجدت في الاساس لبناء علاقات اجتماعية وترتبط في ذهن الكثيرين بأنها وسيلة للترفيه، وخصوصاً عندما يتم استخدامها على المستوى الشخصي وحتى اعتبارها مضيعة للوقت في بعض الاحيان، لكنها بالمقابل تعتبر من افضل الوسائل التي تستخدم للتعليم والحصول على المعرفة ولكافة فئات المجتمع سواء كانوا طلبة او موظفين أو غير ذلك. لكن من المهم التأكيد على ان الحكومات والمؤسسات التعليمية تلعب دوراً رئيسياً في استثمار هذه الادوات والمنصات عن طريق وضع اللوائح والسياسات وتوفير البنية التحتية المساندة اضافة الى التوعية حول الاستخدام الامثل ومعرفة المخاطر المرتبطة بها.

يمكن ان تستخدم ادوات التواصل ومنصات الاعلام الاجتماعي كوسيلة للتعليم والتعلم خارج الصفوف التعليمية ومشاركة المعلومات والمعرفة التي تتعلق بالمقرر المقصود مثل المواضيع التي تم شرحها وتقديم الواجبات ومشاركة اجوبة الأسئلة والحلول عن طريق استخدامها بالأشكال التالية:

- تواصل الاستاذ مع طلبته اضافة الى تواصل الطلبة مع بعضهم البعض وتبادل المعلومات والمعرفة عن طريق استخدام ادوات التواصل الاجتماعي مثل «الواتساب». احد الامثلة على ذلك هو تكوين مجموعة لمقرر محدد تحتوي على جميع الطلبة المسجلين في المقرر اضافة إلى المحاضر.

- استخدام منصات متخصصة للتعليم والتي تقدم إمكانيات التواصل الاجتماعي مثل المحادثات والتفاعل المباشر ومشاركة المحتوى الى آخره. ومن الجدير بالذكر بأن اغلب منصات التعليم الالكتروني المتطورة مثل «Moodle» لها هذه الامكانيات.

- التواصل عبر حسابات الاعلام الاجتماعي وللمنصات المختلفة بشكل مباشر بين الاستاذ وطلبته، حيث توفر المنصات العديد من الوسائل لتسهيل عمل ذلك مثل تكوين مجموعة متخصصة بين المحاضر وطلبته في «الفيسبوك» او يقوم المحاضر بإدراج حسابات الطلبة في قائمة خاصة كما في «تويتر».

اما على مستوى الافراد، فإن منصات الاعلام الاجتماعي تعتبر من افضل الوسائل للحصول على التعليم غير الرسمي، المقصود بالتعليم غير الرسمي ان الشخص هو الذي يبحث عن المعلومات والمعرفة التي يهتم بها دون ان يكون هنالك اتصال رسمي مباشر بينه وبين المؤسسات التعليمية. ان ذلك يقدم فرصة التعلم الى الاشخاص الذين لا يستطيعون الاشتراك في نظم التعلم الرسمية لاسباب مختلفة.

يمكن التعلم غير الرسمي في ادوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي والذي يتم بواسطة الطرق التالية:

- الاشتراك في منصات الاعلام الاجتماعي المتخصصة للتعليم مثل (Lynda) والاستفادة من المحاضرات والدروس التي تقدمها.

- متابعة حسابات المؤسسات المختصة والتي تقدم المعلومات التي تهم المتعلم.

- الاشتراك في المجاميع المتخصصة والتي تطرح المواضيع التي تهم المشتركين في تلك المجاميع سواء كانت في منصات الاعلام الاجتماعي او في ادوات التواصل الاجتماعي.

- متابعة الحسابات الاخبارية والتقنية لمعرفة اخر الاخبار والمستجدات للمواضيع التي تهم المتعلم.

- متابعة حسابات الشخصيات المؤثرة في منصات الاعلام الاجتماعي مثل العلماء والمتخصصين والاستفادة من المعلومات والمعرفة التي يقدمونها.

- مشاهدة المحاضرات والافلام الفيديوية التعليمية في منصات الاعلام الاجتماعي والاستفادة منها وكذلك الاطلاع على التعليقات والردود المرتبطة بها.

- إن المدونات تعتبر من افضل المنابع لاثراء المعلومات والمعرفة بواسطة المقالات التي تنشر فيها وكذلك التعليقات والتفاعل الذي يتعلق بتلك المقالات.

وبشكل عام فإن استخدام ادوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي يعتبر بحد ذاته وسيلة للتعليم وتطوير المهارات للاسباب التالية:

- يحتاج استخدام منصات الاعلام الاجتماعي الى مهارات تقنية ترتبط بالاستخدام. كذلك ان التواصل يحتاج الى مهارات تتعلق بالقراءة والكتابة وحتى الى تطوير الذات، لذلك فإن الكثيرين حتى اذا كان مستوى تعليمهم منخفضاً فإنهم يحاولون تطوير مهاراتهم لكي يستخدموا منصات الاعلام الاجتماعي بشكل كفوء.

- إن الحاجة الى التعامل مع لغات متعددة في بعض الاحيان مثل اللغة الانجليزية اضافة الى اللغة العربية تجبر مستخدمي منصات الاعلام الاجتماعي على تطوير مستوى تعليمهم فيما يتعلق بهذه اللغات.

- تعتبر منصات الإعلام الاجتماعي للأشخاص ذوي الدخل المحدود وسيلة رئيسية للحصول على التعليم بواسطة المعلومات المختلفة التي يقدمها والموجودة في المحتوى المنشور فيها وبشكل مجاني.

مما سبق ذكره نستنتج بأن ادوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام الاجتماعي من الممكن ان تكون من افضل الوسائل التي تستخدم في التعليم والتعلم اذا تم استخدامها واستثمارها بشكل صحيح من قبل المؤسسات والأفراد.

إقرأ أيضا لـ "محمد الحمامي"

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:08 م

      يا حبذا لو يتعلم الباحثين كيفية البحث ويذكروا منصات عربية مثل رواق، وادراك، وندرس.كوم.

اقرأ ايضاً