العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

آمنا بالله... «بصوتك تقدر»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

يحق لكل من قرر المشاركة في الانتخابات، سابقاً ولاحقاً، أن يكون محترم الرأي محفوظ الحقوق، وكذلك الحال بالنسبة لمن قرّر المقاطعة (سابقاً ولاحقاً)، أن يكون كذلك، له احترامه وحقه فصوته أمانة، حتى لا يضطر إلى أن يقف اليوم على مشارف الصدامات والخلافات تحت القبة التشريعية ويقول: «الحمد لله لم انتخب أحداً»، حتى لو عض الآخر على أصابع الندم وقال: «هؤلاء الذين (بصوتي أوصلتهم.. وبهم أقدر!)»، وربما رأى ثالث أن من انتخبهم هم بالفعل (اختيار موفق صادق)، وهم بالفعل يمكنونه من أن يترجم عبارة: «بصوتك تقدر» من مجرد شعار إلى تطبيق واقعي له ثماره.

نعم، آمنا بالله.. بصوتك تقدر؟ ولكن آنذاك، حين كانت النقاشات والجدالات والتراشقات تدور بين بضع مؤيدين وبضع مقاطعين، على صعيد المجالس الأهلية وفي الوظائف وعلى مستوى وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد ولا سيما حسابات «تويتر»، تنطلق من سؤال مهم: «بصوتك تقدر.. تقدر شلون؟ ومن قال لكم أن هؤلاء سيكونون لكم عوناً؟ نعم، حتى المخلصين منهم لن يتمكنوا من تحقيق شيء على الإطلاق؟»، فيما يصر المؤيدون على أن «بصوتك تقدر» تعني باختصار: «أننا سنسعى لإنجاح المشروع الإصلاحي بكل أبعاده، ولن نتوقف ولن ينقطع مسار الممارسة الديمقراطية، وسنصل بمستوى الأداء الديمقراطي في المؤسسات التشريعية إلى أعلى مستوى بأصواتنا.. نقدر.. سنسهم بتحسين المعيشة للمواطن.. فبأصواتنا نقدر.. ونحقق المزيد من المكاسب على صعيد التوظيف والأجور وتطوير التشريعات الداعمة للاقتصاد المتطور وللرفاهية.. أيضاً بأصواتنا نقدر.. فيما يكتفي طرف بمقولة مقتنع بها تماماً: «بصوتك تقدر.. تقدر طل»!

على العموم، كانت بضع مشاحنات تدور على أساس أن المشاركة في الانتخابات هي واجب وطني، دون أن يكون هناك تحليل مجرد حول معنى الواجب الوطني وأساسه ومفهوم خدمة الوطن بيد من لا يملك أن يخدم، أو أنها انطلاقة متجددة نحو أفق الديمقراطية المتقدمة. ولم نجد من أحدٍ من المنظّرين شرحاً مقنعاً ومنطقياً حول الانطلاقة المتجددة لأفق الديمقراطية وما الذي كان يقصده من هذا الأمر سوى إعادة لعبارات حفظها من مقالات أو مقولات شهيرة، ولا يمكن أن يستقيم لها المقام لتُطبق على أرض الواقع، فيما هناك فئة من المقاطعين كانوا يرون في المشاركة شوكة قوية تغرس في أعين المقاطعين، أي أنها ميل مع الهوى، وصدام بين موالاة ومعارضة، وبين مقاطعة ومشاركة. أما عن قراءة واقع «الوطن والشعب» من تلك المعادلات المضطربة، فلا أثر إطلاقاً، وليسمح لي من يعترض على هذا الكلام أن يقدّم لي ما يمكن أن يمثل دليلاً ولو واحداً كمكسب جاء نتيجة «بصوتك تقدر».. فأنا شخصياً كمواطن، في حاجة لأن يدمغ شخص ما بدلائل تقول لي هذا ما تحقق بصوت من «صوت وقدر».. تفضل!

من حق المشارك أن يشارك ويرشح من يشاء، ومن حق المقاطع أن يفعل، لكن ليس من حق أحد أن يتهم المشارك بأنه «يمثل قمة الصدق والوطنية والإخلاص» من جهة، ويتهم المقاطع بأنه «يمثل قمة الخيانة والغدر والتآمر»، فهذه أصلاً ليس من أبجديات من يعرف الديمقراطية، إلا أن الحاصل اليوم من تراشق وصدامات ومشاحنات تحت قبة البرلمان، وأحياناً خارجها، في الملتقيات والندوات والمجالس، كل تلك الصور لا يمكن أن تقنع مواطناً بأن التجربة البرلمانية في طريقها إلى التطور على الإطلاق، وحتى الأخوة النواب الذين يبذلون جهداً لا بأس به وفق مقدورهم بل وربما أكبر من مقدورهم أحياناً، لا يمكن أن يملأوا شغف المواطن الذي ينتظر الكثير والكثير من الإنجازات، ولا يمكن إقناعه بأن هذا هو الحال، وهذا هو الواقع.. وإننا، كسلطة تشريعية، ليس في يدينا إلا أن نكون هكذا.. منكم وإليكم والسلام عليكم؟

أما بصوتك تقدر، فلنرجع إلى زملاء وكتاب ومغردين شهيرين شنوا حملات لا يمكن إدراك مؤشرها المرتفع جداً على شبكات التواصل الاجتماعي في فترة الانتخابات، حتى جعلوا «بصوتك تقدر» قبلة الآملين في النفائس، لكنهم ذاتهم اليوم، يشنون حملات مضادة على أنفسهم وعلى من أيّدهم وعلى من هتف معهم «بصوتك تقدر» بسبب ما يرونه أمامهم من أداء لممثلي الشعب الذين هم من اختارهم وأوصلهم إلى مقاعدهم.

ليس المكان للتشفي و»تقديم طرف محق على طرف آخر كان ولا يزال مخدوعاً»، على الإطلاق، وليس الهدف القول: «انظروا إلى أصواتكم ماذا تفعل»، ولكن الحق يقال.. إن كنت تريد المشاركة فاختر الصوت الذي تثق به لا الصوت الذي دفعوك له، وإن كنت مقاطعاً، فلك الخيار المطلق في أن تبدل رأيك وتشارك، أو أن تبقى مقاطعاً، لكن ليس من اللطيف أن يأتي أحدهم (ويسندرنا يومياً) بأن اختياره كان فاشلاً وأن صوته (راح خرطي)!

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 5:49 ص

      بصراحة أستاذ سعيد:
      بسندرك
      صوتي راح خرطي
      صوتي راح خرطي
      صوتي راح خرطي
      خرطي ونص بعد

    • زائر 11 | 4:19 ص

      بقول لك شي اخوي
      انتخبت قصب عني
      والله لو يقصون راسي الانتخابات الياية موب مصوت حق أحد حتى لو ملاك. ..على ظهورنا عايشين وموب مستفيدين منهم شي

    • زائر 10 | 3:55 ص

      لن اصوت فى الانتخابات اله اذا خرجو جميع المعتقلين وعلى راسهم الرمووز وجلسون معهم على طاولة حوار ..

    • زائر 9 | 3:38 ص

      بالدسم تقدر

      أغلب الذين صوتوا في الأنتخابات الأخيرة صوتوا بثمن (بفلوس) ولم يصوتوا لسواد عيون النواب ، نعم البعض صوت لأنه يعتقد أن بتصويته قد يكون وطني حتى النخاع وأن الذي لم يصوت فهو خائن ولكن الأغلبية من الذين صوتوا أستلموا مسبقا الأموال والبعض ثلاجات ومكيفات والبعض أستلم وظيفة(بالواسطة)! والناس تبع المصالح ! وكما قال المثل( ريحته ولا عدمه) !

    • زائر 8 | 1:35 ص

      المشكلة ياجماعة هم ماعليهم من كل كلامكم لانهم حصلو على الايبونه وجاهة دولية ورواتب عالية ومميزات أخرى وعندهم قناعة تامة بأنهم لم يخطئو في حق الشعب بل العكس الشعب غلطان عليهم لذلك ترى حب الأنتقام والتشفي في أعينهم لذلك أكثرو من قول حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب سينقلبون..

    • زائر 7 | 1:16 ص

      لك الحمد يارب باني لم أصوت

      لا مجال لهذا المجلس بصلاحياته المحدودة جداً ان يكون عون وإضافة للوطن والمواطنين ١٨نائب متجانس ولهم صفة المعارضة استقالوا من غير أسف كونهم لم يستطيعوا عمل شيء وملف الاراضي المنهوبة خير دليل وأقول من اتى بعدهم اكثرهم من محبي المال والرزة لن أصوت

    • زائر 6 | 12:58 ص

      كما ذكر احد الاخوة المعلّقين احمد الله أنني لم انتخب ولم أشارك بصوتي في هذه المهازل

    • زائر 5 | 12:46 ص

      بصوتك تدخل السجن هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تحقّقت من خلال ضجّت النوّاب . بدل مقولتهم بصوتك تقدر تغير اصبحت بصوتك تقدر تدخل السجن ..
      نعم سيشرعون لسجن من ينتقدهم لأنهم محطّ نقد وانتقاد بسبب الاحباط الشعبي الذي تسبب به هؤلاء

    • زائر 4 | 12:11 ص

      بصوتك تق در

      أثبت هذا المجلس والمجالس السابقة أنهم ديكور فقط لأن في الأساس لا يوجد صلاحيات لهذا المجلس الكسيح ، أستغرب كن وعود بعض النواب الذين يعدون ناخبيهم بفرش الورود لهم وهم يعلمون أن الورود لا تزرع في مثل هذه التربة(مجلس النواب الكسيح)!

    • زائر 2 | 10:52 م

      لن ننتخب حتى يرجع الحق لأصحابه وايا يكون.

    • زائر 1 | 10:28 م

      بصوتك تهلك روحك

      بصوتك تقدر تندفن وانت حي بصوتك تقدرتنسجن مؤبد بصوتك تقدر تنقتل ومحد درى عنك هذا هو هدف هذا الشعار الذي تم التركيز عليه في مجلس يترك المهم ويتحدث في الأشياء التافهة وكل جلسة تنعقد ضد المواطن هدفهم شفط فلوس الديرة والفقاره اسبوعيين ينابحون ويصارخون بالمجلس حق الشو وآخرتها ولا شيء حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

    • زائر 3 زائر 1 | 12:02 ص

      الونيس

      لم أنتخب ولن أنتخب

اقرأ ايضاً