العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ

التيار الديمقراطي والمرحلة الجديدة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع دخول البحرين في مرحلة جديدة من العمل السياسي، وفي ظل اقتصار الجمعيات السياسية المعارضة «المشهرة رسمياً» على التيار التقدمي أو اليساري، أصبح هذا التيار أمام تحديات تستوجب الكثير من الحكمة والشجاعة في قراءة الساحة قراءةً صحيحةً من منظور جديد، يراعي المستجدات التي حدثت سريعاً، وما سيتبعها من إجراءات لاحقة قد لا تكون في حسبان أحد.

لقد جمعت الساحة في البحرين منذ السماح بتشكيل الجمعيات السياسية في العام 2001، وما تبع ذلك من إصدار قانون الجمعيات السياسية في العام 2005، الكثير من الجمعيات السياسية من بينها سبع جمعيات معارضة، لم يبق منها الآن غير أربع جمعيات فقط «جمعية العمل الوطني الديمقراطي، جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، جمعية التجمع القومي الوحدوي، جمعية التجمع الديمقراطي الوطني»، وجميع هذه الجمعيات محسوبة بصورة أو بأخرى على التيار اليساري أو القومي، ولم تبق جمعية سياسية واحدة تمثل التيار الإسلامي.

بشكل «رسمي» أصبحت هذه الجمعيات في الوقت الراهن هي من تمثل الشارع المعارض في البحرين، وبالطبع فإن لذلك تبعات يجب أن تستوعبها هذه القوى بشكل صحيح، وأن تزن كل خطوة تخطوها بالميزان.

جميع الخيارات الممكنة صعبة، ولكل خيار نتائج مختلفة، ولكن ما هو أكيد أن هذا التيار وجد نفسه الآن في موقف لم يختره بنفسه أو يسعى إليه ويستعد له بشكل مسبق... لقد أصبح الآن في المقدمة وعليه أن يختار من بين طرق عدة.

ليس من السهل العمل بشكل علني «دون أنياب أو حتى أظافر»، فأغلب الأدوات السياسية غير متاحة أو ممنوعة، وحتى مع ذلك يخطيء من يظن أن هذه الجمعيات في دائرة الأمان، فجميع الاحتمالات لا تزال مفتوحة.

من الواضح أن الجمعيات اليسارية في البحرين، كلاً على حدة، لن تتمكن من أن تصبح رقماً صعباً في المعادلة، ولذلك من أهم الأولويات التي يجب العمل على تنفيذها هي المزيد من الوحدة، ومن ثم تشكيل تيار ديمقراطي تقدمي، لا يقتصر على الجمعيات الأربع، وإنّما يضم في صفوفه جميع الشخصيات والفعاليات الوطنية المؤمنة بحل الأزمة السياسية عن طريق الحوار والمصالحة الوطنية.

ما لم تتخطى الجمعيات المؤثرة في هذا التيار خلافاتها الفكرية والنظرية والتاريخية، وتعلن عن تشكيل هذا التيار في أسرع وقت ممكن، فإنها ستكون قد فوّتت فرصة تاريخية من المستبعد أن تعود مرة أخرى.

بعض التسريبات تشير إلى أنه وقبل الأحداث الأخيرة، قد تم الانتهاء مما يقارب من 70 إلى 80 في المئة من التحضير لتشكيل هذا التيار، وأن الإعلان عنه سيكون قريباً جداً، ربما «أيام معدودة»، فإن كان الأمر كما يتم الحديث عنه، فإنه لا يوجد مبرر لتأخير الإعلان عن تشكيل هذا التيار، ليس لمجرد أن يكون كردة فعل، وإنما لتعلن الجمعيات عن استعدادها لأن تكون رقماً صعباً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:49 ص

      للتذكير والفائدة أيضاً

      يقول المثل الشامي : إش جمّع المتعوس بنائب الرجا .

    • زائر 5 | 1:13 ص

      احلام يقظة ليس إلا

      القوى التي ذكرت لا تملك واحد في المائة من ثقة الشباب والشارع ، متشرذمة ،كل منها تهرول نحو الزعامة الفردية و.... الكثير .

    • زائر 3 | 11:18 م

      لقد حان وقت لم اليسار والجمعيات الأربع تملك كل المقومات لذلك وهي من سوف تساهم في حل أزمة السلطة مع الوفاق

    • زائر 2 | 11:12 م

      أحسنت أستاذي فَلَو فعلاً تشكل التيار الديمقراطي عبر اتحاد الجمعيات الأربع وعد التقدمي الوحدوي والقومي فسوف تحين لهم الفرصة للم الشمل أولاً ومن ثم المساهمة في تبريد هذا الوضع الملتهب والعبور بالبحرين وشارعها السياسي لبر الأمان

    • زائر 1 | 10:23 م

      البحرين للأسف تتجه لمنزلق خطير جدا ..

اقرأ ايضاً