العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ

«ولقد آتينا لقمان الحكمة»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يقول المولى عزّ وجل في كتابه الكريم: «وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)» (لقمان: الآيات 12 - 19).

سورة أنزلها الله قبل 14 قرناً تحتاج إلى تأمّل عميق في هذه الأيام المباركة، فالحكمة ضالة المؤمن، والحكمة يستدل بها الملوك والأمراء والسلاطين، فالأوطان من دون الحكمة تنهار، وبها تتثبّت وتتقدّم، ولنا في التاريخ أسوة حسنة.

يقول الفيلسوف هيغل: «الحكمة هي أعلى المراتب التي يمكن أن يتوصل إليها الإنسان؛ فبعد أن تكتمل المعرفة ويصل التاريخ إلى قمته تحصل الحكمة، وبالتالي فالحكيم أعلى شأناً من الفيلسوف، والحكمة هي المرحلة التالية والأخيرة بعد الفلسفة، إنها ذروة الذرى وغاية الغايات وهنيئاً لمن يتوصل إلى الحكمة والرزانة».

نحن اليوم في نصف شهر رمضان، لنرجع إلى ما قدّمناه في حياتنا، وما تغيّر فيها، ولنضع النقاط على الحروف، ولنحاول تعديل ما خرّبناه سابقاً، فالأمل مازال موجوداً ما دمنا على قيد الحياة، وبالطّبع كلّما تمر السنين نكتسب الحكمة من خلال المعرفة والأخطاء.

لقمان الحكيم خيّره الله بين النبوّة والحكمة فاختار الحكمة، لما لها من شأن عظيم على النفس وعلى البشرية، فالحكيم يخلق الأجواء من أجل التعايش وبث السلام بين الكائنات، ولا يرتاح حتّى يصل إلى هذا الهدف السامي، أمّا الأحمق فهو يقتات على زيادة الاختلاف وعدم التعايش.

نحن في الدنيا عابرو سبيل، وفي يوم سنمضي كما مضى سابقون، ولكن ستبقى بصمة الحكيم لا تموت، لأنّ الحكيم يقرّب ولا يفرّق، ويلمّ الشمل ولا يشتّته، وله في ذلك نظرة ثاقبة للمستقبل الذي لا يعرفه، وما أجمل الأوطان عندما تزدان بالحكماء.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 6:47 ص

      لقمان الله يرحمه

      مو الا عدنا ماسكين السلم بالعرض وناس تصفق بغباء ليهم وماخذين البلد للهاويه لاحرمه لصيام ولا لانسان المشتكى لله

    • زائر 23 | 6:42 ص

      تسلمين اختي انشالله دوم من اهل الخير

    • زائر 21 | 5:47 ص

      أستاذة هل من متعض

      يارب اصلح امور الإسلام والمسلمين

    • زائر 20 | 5:35 ص

      المشكلة اختى مريم الاشرار لايتعظون

    • زائر 19 | 5:23 ص

      رحم الله والديش دائما قول الحق على لسانك

    • زائر 16 | 3:44 ص

      لقمان وما ادرك ما لقمان

      هذولة وش عرفهم بلقمان علية السلام

    • زائر 15 | 3:28 ص

      الحكمة تتطلب اجتماع الجمعيات السياسية السنية والشيعية إلى أن نصل بالعمل السياسي المشترك بيننا وإنشاء الله نصل بمطالب تجمع الجميع وكذلك نبعد وطننا الغالي عن الصراع الخارجي فالوحدة قوة

    • زائر 14 | 2:43 ص

      كلام راقي، مفهوم ، جميل، به أناقة،به حكمة، به تدبر، وبه مغزى ورسالة، وبه ناس لا تفهم لا تقرأ وعلى قلوبهم أكنة!!! رائعة بنت الشروقي وراقية، أختصرت الحياة بمقال بسيط، دنيا لا تستحق1 .. ولا تقطع اليأس 2 وأترك أثراّ جميلا وأرحل

    • زائر 13 | 1:49 ص

      كلام للقلب .. شكراً لكِ

    • زائر 12 | 1:43 ص

      لا وجود للحكماء مع الفتنة الطائفية أصبح المذهب من يسير العقول ويحدد الموقف من الأحداث حتى على مستوى المنطقة

    • زائر 10 | 1:21 ص

      ما شاء الله
      كلام من ذهب يخرج من ذهب

    • زائر 7 | 12:12 ص

      هدية النصف من رمضان

      أجمل هديه يتلقيها الإنسان بع قضاء 15 يوم من شهر رمضان المبارك شهر المغفرةوالرحمة والموعظة والحكمة الف شكر اختي الغاليه مريم على هالمقالات الحكيم الجميل الله يعودنا والبحرين وبلاد المسلمين بالف خيروسلام (بحراني فقير-*)

    • زائر 6 | 12:03 ص

      حقاً ما أجمل الأوطان عندما تزدان بالحكماء........

    • زائر 4 | 11:26 م

      أحسنتي أختي العزيزة مريم الشروقي! رحم الله والديش على هذه الموعظة الصادقة من إنسانة صادقة!

    • زائر 3 | 10:51 م

      لن تري الحكمة...

    • زائر 2 | 10:12 م

      حكمة

      كلاام سليم لمن يعرف

    • زائر 25 زائر 2 | 9:32 ص

      حفظك الله ورعاك اختي مريم ،
      كلامك في صلب القضيه ندعو الله سبحانه ان تصل الموعضة الى من يهمهم الامر ،،

اقرأ ايضاً