العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ

بلدٌ واحدٌ... ومجتمعٌ واحدٌ

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منذ اندلاع انتفاضات وثورات وأحداث الربيع العربي في مطلع 2011، فإنَّ مختلف بلدان العالم العربي تواجه تحديات جمَّة، ولعلَّ أهمها يتمثل في إمكانية الحفاظ على سيادة البلد الواحد، وأنْ يكون بداخله مجتمعٌ واحدٌ. من السهل أنْ تبقى الحدود الرسمية للبلد على ما هي عليه، كما نرى في ليبيا وسورية والعراق وغيرها، إلَّا أنَّ التحدِّي هو في أنَّ هذه الحدود السيادية تعني بلداً واحداً ومجتمعاً متماسكاً وواحداً.

هذا التحدي تراه ينعكس حتى على الخطابات السياسية، فإذا تحدث طرفٌ ما وقال، مثلاً: «إنَّ الشعب يتطلع إلى...»، فمن المحتمل أنَّ المقصود بكلمة «الشعب» هو جزء من المجتمع فقط، وأنَّ الجزء الآخر ليس مهمّاً في المعادلة السياسية.

هذا لا يحدث فقط عندما تنهار البنية التحتية للبلد، إذ إنه ومن الناحية النفسية، فإنَّ من يتحدث عن «الشعب»، يقصد ربما جزءاً من المجتمع، وهذا يعني أنه قام - نفسيّاً - بإلغاء الجزء الآخر من حساباته. وعليه، فقد يجد ما يقوم به، أو ما يقوله، مبرراً من الناحية النفسية، بأنَّه يمثل الشعب.

ليس من الصعب تفتيت مجتمع ما، أو إعادة تعريف المجتمع بحيث يمكن إبعاد هذا أو ذاك من صفة الانتماء للمجتمع، وبحيث لا تكون له أهمية في الحسابات والقرارات المتخذة في الحياة العامة.

غير أنَّ هذا لن يُغيِّر من غاية سامية للمعنيين في كلِّ البلدان، والتي تتمثل في وجوب استيعاب كلِّ فئات المجتمع، والتأكد من تكامل المجتمع وتماسكه، لأنَّ هذا هو الانتصار الحقيقي لأي بلد ولأي مجتمع.

البلدان الصغيرة، مثل البحرين، لها إمكانيات أكبر لتعزيز وجود وتماسك مجتمع واحد فقط في هذا البلد الطيب، وهذه الإمكانيات متوافرة للجميع من مسئولين وناشطين ومهتمين بالشأن العام. ولذا، فإنَّه سيكون من المؤسف جدّاً ألَّا نرى كلَّ ما يتوافر أمامنا من إمكانات، كما سيكون من المؤسف اعتماد خطاب «نحن وهم»، والسير في اتجاه يكون فيه الغالب مهزوماً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 3:53 م

      كلام صحيح ولكن هناك عقول أكل الدهر عليها وشرب كما يقال... فمالمتوقع منها غير فرق تسد !

    • زائر 25 | 9:31 ص

      لو الشعوب لها الحق أن تقرر ما تريد كما هو حاصل في بريطانية لما تمكن أي شخصاً كان أن يتقدم ويتكلم بأسم الشعب

    • زائر 19 | 3:38 ص

      بلد واحد بس اصبحنا مجتمعين نخاف من بعض ولا نقرب إلى الحقيقة

    • زائر 18 | 3:28 ص

      مسيرة ٩ مارس ٢٠١٢ بمثابة إستفتاء شعبي لمطالب الشعب.. و كفى.

    • زائر 17 | 3:23 ص

      بس يادكتور منو اللي بدا المشكله اقرا التقرير المثير واللي لحد الان لم تقر الحكومه بصحته ولم تنفي ذلك
      يعني شعب ما شي في سبحانيته لكن الطرف الاخر يحيك المؤامرات ضده ويحاول الغائه

    • زائر 14 | 2:27 ص

      مشكلتنا هي عدم الرغبة في التعايش...يقابلها رغبة عارمة في إلغاء الآخر وعدم الإعتراف بوجوده...

    • زائر 20 زائر 14 | 3:57 ص

      زائر 14
      بالضبط هذا الواقع
      وكل طرف ينفيه عن روحه
      وصراحه
      الحقد والكره
      يرضعونه اليهال من هم اجنة ببطون أمهاتهم وهالشي موجود عند الاثنين
      عبارة إخوان وخرابيط
      تقيه وشلخ

    • زائر 13 | 2:23 ص

      لا يصلح العطار ما أفسد الدهر !!!

    • زائر 12 | 1:48 ص

      المشكله يطلع لك واحد مربي لحيه ويمشون وراه كم اقرع ويجيك مصدق روحه ويتكلم باسم الشعب ...وفوق هدا يخوف في الشعب ويطالب بسحب جنسيه ويطبل للحكومه في جميع قراراتها

    • زائر 21 زائر 12 | 4:26 ص

      هناك شياطين ينشرون الفتن وهناك اغبياء يصدقونها

    • زائر 4 | 12:20 ص

      واذا كان المعنيين فى البلد لا يعون ما يقولونه ؟ فقط سرد الكلام على من ليس له حول ولاقوه الا السمع والطاعه لمن يسرد له الكلام!!؟؟

    • زائر 3 | 11:19 م

      اقرا

      اقراء مقالاتهم ونحن بس يكفيك شكرا دكتور

    • زائر 2 | 11:04 م

      بالامس قرأنا اعمدة في جرائد محليه تصب الزيت على النار ونسب كل شي الى الشعب ، تقول ان الشعب فرح بوقف نشاط جمعية الوفاق وتقول ان اسقاط الجنسية عن الشيخ مطلب شعبي
      لو بس تنفتح الدراز ثلاث ساعات سيعرفون قيمتهم وانهم جزء من المعادلة وليسو الوطن كله

اقرأ ايضاً