العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

زوجتي كتومة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

يشتكي الكثيرون من البحرينيين من أن زوجاتهم كتومات في إظهار مشاعرهن وأحاسيسهن تجاههم، ودائماً ما تكال التهم لنسائنا اللاتي هن من هذه الشاكلة، على أنهن بخيلات في التعبير عمّا يختلج في قلوبهن، في لحظات الضيق والحزن، وأنهن لا يثقن في أزواجهن ويأتمنّهم على أسرارهن.

وقد لا يكون الأمر مسبباً لقلق كبير إذا كان الزوجان في بداية حياتهما، فهما للتو يتعرّفان إلى بعضهما البعض بحذر، ولكن الأمر يبدو سيئاً كلما ازدادت سنوات الزواج والشراكة بين الرجل والمرأة، حيث يفترض تلقائيّاً أن الحواجز أزيلت بين الاثنين وأن كلا الطرفين فهم كثيراً لغة نفس وقلب الآخر.

إذن، ماذا يعني أن تكون زوجتي كتومة بعد 10 أو 15 عاماً من الزواج، ولا تصارحني بمشاعرها وضيقها وحزنها؟ ولا تجدني صديقها الذي تبوح له بأسرارها وقصصها، وهل اللائمة في هذا الموضوع تُلقى دائماً على المرأة؟

في الحقيقة، فإنّ الكتمان هو مشكلة المشاكل في العلاقات الزوجية بين الأزواج البحرينيين وغير البحرينيين في زماننا هذا؛ لأنّ الزواج شراكة روحية قبل أن تكون جسدية، وكلا الطرفين يحتاجان لأن يمدانها بمبررات توهجها ومعالجة كل ما يعترضها من صعوبات ومشاكل ستكون حاضرة - شئنا أم أبينا - لأنها ملح هذه الحياة، لذلك فنحن نحذر من أن يصبح الكتمان - مهما كانت الأسباب - القاعدة التي تُبنى عليها العلاقات الزوجية؛ لأنّ كلا الطرفين يحتاج إلى أن يحظى بتقييمٍ لتصرفاته من قبل الطرف الآخر حتى يُعطى فرصة أخلاقية لتصحيحه، وإلا فكيف لشخص لا يعرف جرمه وخطأه أن يقوم بتعديله.

ما لا قد نعرفه نحن الرجال أن الصمت لغة مفضلة لدى النساء خاصة، ولكنها ليست حكراً عليهن، فأحياناً تلجأ المرأة للكتمان لمواجهة ذات الصفة عند زوجها، على قاعدة أن الصمت يُوَلِّدُ الصمت، والكتمان يَجُرُّ الكتمان، وأحياناً تلجأ له لأنها ترى أنها يئست من الحديث مع زوجها وإصلاحه وأنه لا فائدة من الكلام، وأحياناً تلجأ له لتفهم انتقادات زوجها لها، وأحياناً تصمت المرأة لتفادي تأزيم المواقف أثناء النقاشات الحادذة، لذلك ينبغي على الزوج المحب أن يتفهم كل حالة من هذه الحالات قبل أن يصدر حكماً على تصرفات زوجته.

إذا كانت زوجاتنا كتومات، فعلينا نحن الرجال أن نفتح قلوبهن بفتح قلوبنا لهن، فكلما أحست المرأة بأنذ زوجها قريب منها كلما اقتربت منه، كما أن على الزوجة الكتومة التي تريد أن تعيد دفء علاقتها مع زوجها وحبيبها وشريك حياتها، أن تساعد زوجها في ذلك، ولو بإعطاء إشارات له ليعرف من أين يبدأ وكيف يصلح ما أفسده الدهر!

وعلينا ألا ننسى أن للنساء لغة أخرى مختلفة عن لغتنا كرجال، وفهم هذه اللغة يحتاج إلى الحوار والكلام والفضفضة مهما كانت قاسية وفتح القلوب أمام بعضها البعض بنيّة الإصلاح وإعادة خيوط الحب والمودة بين الزوجين، وعدم اليأس من أن شريك حياتنا لا يتغيّر ولا يتبدّل، فلا شيء في الحياة لا يتبدّل، إلا الحب الصادق فإنه لا يتغيّر ولا يتبدّل مهما كانت المشاكل والأزمات التي تعترضه!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:25 م

      اكثر الزواج او الرجال في العالم لاا يعرفون يطلعون ما بداخلهم حتى اذا حبوا او صادهم مشاكل عكس المراءه

    • زائر 12 | 10:33 ص

      للاسف الشديد ما اقدر اقول بعض الأسرار لزوجي لأنه ما يقدر يحتفظ بالاسرار...خسارة

    • زائر 6 | 3:17 ص

      بدون تبادل للتهم بين الزوجين ...
      الزوج صار كتوم أكثر وينخاف منه .. ولا نستطيع توقع ردة فعله ..

    • زائر 5 | 3:15 ص

      زوجي نسى عيد ميلادي ... تألمت وكتمت في نفسي ولم أخبره .. وهو لم يتذكر إلا بعد أسابيع عديدة فإستغربَ كثيرا" كيف أني لجأت للصمت ولم أذكره ...
      أحيانا" الصمت يكون هو الحل الأفضل .. لا خير في إهتمام يأتي بعد اللوم والعتاب لأنه سيكون مجرد مجاملة مكشوفة ...

    • زائر 7 زائر 5 | 5:08 ص

      بل

      وش صار يعني اني ما احب احتفل بعيد ميلادي واولادي على حسب رغبتهم اذا حبو او لا ..

      لا تكبرين السالفه خير ياطير تاريخ ميلادش خيتي لا تنسين امور كثيره وتركزين على شغلات بسبييطه الله يهديش

    • زائر 8 زائر 5 | 5:09 ص

      اووووه صج !!!!؟

      انزين عاادي

    • زائر 10 زائر 5 | 6:42 ص

      اوه
      ياكبرها عندالله
      مانسا الا عيد ميلادك

    • زائر 4 | 3:10 ص

      أنا من كثر الصراحة والفضفضة مع زوجي حسيته ملّ مني لدرجة صار يقطع كلامي وما يخليني أواصل الموضوع وأحيانا" ما يعيرني أي إهتمام .. ألحين لجأت للصمت لأني أحس روحي أأذن في خرابة !!!

    • زائر 9 زائر 4 | 6:40 ص

      ماينلامً
      مطحون

    • زائر 3 | 2:24 ص

      كنت احب اقرإ مقالاتك ....

    • زائر 2 | 2:17 ص

      بامكاني اكون كتومه لكن الحب ومسئولية الاولاد والبيت واهمية وجوده لا استطيع هو لا يتكرر مهما تخاصمنا لكن لغة الحوا سواء باللوم او المناوشات لا ينقطع الحمدلله الله يصلح بين الازواج

    • زائر 1 | 2:09 ص

      لا تلوموا الزوجه هناك ازواج ايضا بنفس الشيء كتومين لا يثقون في زوجاتهم مهما اظهرت لهم الانس والقرابه وحتى يتغيرون بقدر قليل

    • زائر 11 زائر 1 | 6:53 ص

      زوجي شخصية كتومة و يفضّل أني ما اعرف شي عنه ... هذا كان يتعبني بداية زواجنا بس اللحين مع مرور الزمن ما عاد شي مهم ... فنش من الشغل و لا تكلم ..آخر شي سواه انه باع السيارة بدون ما يخبرني و لمااسأل ليش ما تخبرني يقول الموضوع مو مهم ... ارجع من الشغل فرحانة او حزينة ما عندي من أشاركه فرحي او حزني ... يبغي حياة هادئة على طول

    • زائر 13 زائر 11 | 10:48 ص

      زواج هذا ولا زمالة عن بعد؟ ????

اقرأ ايضاً