العدد 506 - السبت 24 يناير 2004م الموافق 01 ذي الحجة 1424هـ

الأخطاء اللغوية... في المؤتمرات الرسمية

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

وقعت عيني - وأنا أتصفح الكلمة التي ألقاها رئيس وفد مملكة البحرين المشارك في مؤتمر سياسي بإحدى الدول العربيةنشرها في هذه الصحيفة - على بعض الأخطاء اللغوية التي ما كان لها أن تبرز هكذا لو كانت هناك مراجعة لهذه الكلمة قبل إلقائها.

والمراجعة المتكررة لكلمات الوفود المشاركة في المؤتمرات والتجمعات السياسية وغيرها شيء ضروري لتجنب الأخطاء التي تقع، والتي تسيء إلينا قبل أن تسيء إلى «لغتنا الجميلة» التي يجب أن نحافظ عليها ونحترمها غاية الاحترام. وهذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن «اللغة العربية» واستخدامها في الصحافة والإذاعة والتلفزة، وكذلك المسرح وغيرها من وسائل الإعلام التي نتوقع منها أن تكون أكثر حرصا على سلامة اللغة، لأنها لساننا ورسولنا إلى الأمم الأخرى، التي يجب أن نوصل إليها لغتنا وهي خالية من العيوب، قوية الصوغ، مهابة الشخصية.

لغتنا العربية أمانة في أعناقنا جميعا، يجب أن نصونها من الضعف، وننأى بها عن سخرية الآخرين، وهذا لن يتحقق إلا إذا أحسنَّا استخدام هذه اللغة العظيمة فيما بيننا، وعلى صعيد العالم من حولنا، فاحترامنا للغتنا مطلوب منا قبل غيرنا، فأمة لا تحترم لغتها إنما تقترف جناية كبرى بحقها وأية جناية، بل إن أمة لا توقر لغتها غير جديرة بالتوقير.

إنه خلل بلا شك، وهذا الخلل يمكن أن نرجعه إلى جذوره، وأعني بهذه الجذور: البيت والمدرسة، فالطفل في البيت وهو يتعايش مع أفراد أسرته، من حقه علينا، ومن واجبنا نحوه، أن نسمعه لغة سليمة، ولا أعني بها الفصحى الخالصة، ولكن على أضعف الإيمان لغة خالية من الكلمات الأجنبية والألفاظ المعيبة (لغة الخادمات)، حتى ينشأ متشبعا بروح لغته الأم، محترما لها، محاولا استخدامها الاستخدام السليم، البعيد عن الهفوات الجسيمة وغير اللائقة.

أما في المدرسة، فالنداء يتوجه أولا إلى مدرسي ومدرسات اللغة العربية، الذين يُفترض فيهم ويُطلب منهم استعمال اللغة العربية الفصحى الصحيحة مئة في المئة داخل الصف، والحرص على ذلك خارج الصف قدر المستطاع، بل يمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك، فنطلب من مدرسي ومدرسات سائر المواد استخدام اللغة العربية حسب إمكاناتهم اللغوية حتى لا تكون هناك ازدواجية في تعاطي اللغة العربية بين مدرِّس وآخر، ومدرِّسة وأخرى.

إنها لغتنا، أمنا التي يجب أن نحوطها بعنايتنا ونمنحها برَّنا، بل من حقنا أن نفخر بها أيما فخر، ونعتز بها أيما اعتزاز، لأنها لغة القرآن، ولغة أهل الجنة... فهل نستجيب؟

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 506 - السبت 24 يناير 2004م الموافق 01 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً