العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ

الرحلات السياحية والإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

في كل مرة أتصفح فيها «فيسبوك» أو «انستغرام» هذه الأيام أجد كثيراً من الأهل والأصدقاء والمعارف يجوبون أصقاع الدنيا، لندن وبرلين وباريس وتبليسي وبانكوك، وصولاً إلى نيبال وجوبا وغيرها من الوجهات التقليدية أو الجديدة للسياح البحرينيين.

بعض الأصدقاء لديه من الاحترافية والحس الفني ما يجعلني أجوب معه مناطق تجواله من خلال ما ترصده عدسة جواله من صور جميلة وخلابة، لكن بعضهم الآخر لا يتعامل مع الموضوع باحترافية، ويكثر من «السلفي» التي تجعله محور كل الصور والجزء الأكبر منها والطاغي عليها.

الرسالة التي تصلني من الأول هو أنه مستمتع جداً لزيارته تلك الأماكن، أما الرسالة التي تصلني من الثاني فهو أنه يريد إخباري، وإخبار جميع متابعيه أنه الآن يزور تلك الأماكن.

لماذا لا نطبق الاحترافية في نقل الصور والمعلومات إلى متابعينا على مواقع الإعلام الاجتماعي؟

أنا لا أقول إن على المسافر أن يتبع دورة تدريبية في كيفية إعداد استراتيجية الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، ودورة احترافية في التصوير، وصياغة النصوص، ولكن ما عليه هو بذل بعض الجهود في التقاط صورة أو فيديو احترافي، ونشره في وقت مناسب من النهار، وكتابة بعض العبارات التوضيحية تحته، واستخدام بعض الهاشتاقات، ليس أكثر.

أعرف العديد من الشباب الذين كانوا ينشرون صوراً ومعالم عن رحلاتهم السياحية على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي باحترافية، وما هي إلا فترة حتى بدأوا يتلقون أسئلة كثيرة من المتابعين عن تلك الرحلات، وأجمل الأماكن التي ينصحون بزيارتها والفنادق والمطاعم التي ينصحون بارتيادها، وكم كلفة الانتقال بالتاكسي من منطقة إلى أخرى وغير ذلك من الأسئلة، حتى أن عدداً من هؤلاء الشباب تحول إلى «دليل سياحي» حقيقي، وبعضهم بدأ بتحول حساباته إلى «بزنس» عبر الحصول على رعاية من مكاتب سفر وفنادق وخطوط طيران وغيرها.

بل أذهب إلى حد القول إن السياح الذين يجيدون استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي باحترافية؛ والذين كانوا في تركيا إبان محاولة الانقلاب العسكري هناك؛ نجحوا في متابعة الحدث بدقة أكبر، وهو ما مكنهم ربما من تجنب أماكن الخطر بنسبة أعلى، كما أنهم كانوا أقدر على معرفة تفاصيل الأحداث وروايتها، ونقل رسائل طمأنة إلى ذويهم.

وإذا كنا ندعو كل من يسافر في رحلة سياحية إلى إغناء محتوى مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة والمعلومة المتميزة، إلا أن هناك من يكثرون من نشر الصور والفيديو على حساباتهم على مواقع الإعلام الاجتماعي لدرجة تبدأ تشعر بالممل والضيق من متابعتهم، كما أن بعضهم يجمع كل صور النهار وينشرها خلال نصف ساعة غالباً عندما تتسنى له فرصة الاتصال بالإنترنت من الفندق الذي يعود إليه آخر الليل عادة.

إذا كنا نريد نشر عدد كبير من الصور عن رحلتنا، بغرض نشر المعرفة، والأرشفة، يمكننا ببساطة إنشاء صفحة خاصة على «فيسبوك» بمسمى هذه الرحلة، ثم نقوم بدعوة الأصدقاء المهتمين لمتابعتها، والشيء ذاته يمكن أن نفعله على «انستغرام» عبر إنشاء حساب خاص بالرحلة.

رحلات سعيدة وموفقة للجميع، وأكتب هذا المقال وأتمنى أن يستفيدوا منه، وخاصة أنني أعتقد أن أحداً منهم لن يعود إلى البحرين قريباً، طالما أن موجة الحر اللاهبة مستمرة، هذه الموجة لا تستدعي أن نصورها نحن باحترافية وننشرها على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا نعيشها فعلاً ولا يمكن حتى للمحترفين التعبير عنها كما هي في الحقيقة.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:49 م

      بعض الناس الفوا مجلدات مما راوه من رحلاتهم السياحية ????

اقرأ ايضاً