العدد 5077 - الأحد 31 يوليو 2016م الموافق 26 شوال 1437هـ

تيسير قُبعة... وداعاً أيها المناضل الفلسطيني الكبير

رضي السماك

كاتب بحريني

‏‫ما كادت قوى التحرر الوطني الفلسطينية خاصة، وقوى التحرر العربية عامة تنهي احتفالها بالذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد المناضل والمُبدع والإعلامي الفلسطيني الكبير غسان كنفاني (رئيس تحرير مجلة «الهدف « الناطقة باسم الجبهة الشعبية) والذي اغتالته أيدي «الموساد» الإرهابية الإجرامية في اليوم الثامن من شهر يوليو/ تموز العام 1973، حتى تشاء الأقدار أن يغيّب الموت في الحادي والعشرين من شهر يوليو 2016 رمزاً نضالياً كبيراً آخر، ألا هو تيسير قُبعة أحد جيل الروّاد والمؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة القوميين العرب، وذلك بعد صراع مرير مع المرض عن عمر يناهز الـ 78 عاماً، ولاشك في أن رحيله يشكل خسارةً كبيرةً لحركة التحرر الوطني الفلسطينية وحركة التحرر الوطني العربية على السواء.

يُعد تيسير قُبعة من جيل المؤسسين الأوائل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي كانت تعتبر ثاني فصيل مُسلح من حيث القوة بعد «فتح « في منظمة التحرير الفلسطينية. وكحال معظم رفاقه المؤسسين للجبهة انخرط قُبعة قبل ذلك في حركة القوميين العرب، وكان أيضاً قيادياً مرموقاً في الحركة الطلابية الفلسطينية في إطار الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وبفضل دوره في تأسس أكثر من 40 فرعاً للاتحاد في معظم عواصم العالم الشهيرة، وقد تدرج الفقيد في المناصب القيادية لتنظيمه المناضل، حتى استحق انتخابه لعدة دورات عضوية اللجنة المركزية ثم المكتب السياسي.

وعلى الصعيد الوطني الفلسطيني العام كان من المشاركين في أول برلمان فلسطيني (المجلس الوطني) العام 1964 الذي انعقد في عاصمة الوطن (القدس) إبان ما كانت تحت عُهدة الأردن قبل النكسة المشئومة في يونيو/ حزيران 1967، كما اُنتخب قُبعة لعدة دورات متتالية في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، فعلاوة على المجلس الوطني اُنتخب كذلك في المجلس المركزي، واللجنة التنفيذية، ومنذ العام 1988 وحتى وفاته ظل يتكرر انتخابه لمنصب النائب الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، كما اُنتخب أيضاً عضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب العالمي المعروف بنصرته ودعمه للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر الوطني العربية، هذا عدا عن تمثيله منظمة التحرير في الكثير من القمم العربية واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من الاجتماعات والمهرجانات العربية والعالمية الأخرى.

وعلى رغم ما هو معروف عن مواقف الفقيد الراحل المبدئية التي لا تلين في التمسك بكامل حقوق شعبه الفلسطيني، ورفضه الجازم المساومة عليها، إلا أنه كان من أنصار الحوار من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط الكبير، السلام القائم على أسس تسوية متينة مُنصفة لشعبه، ولذلك نال عن جدارة واستحقاق جائزة الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط لدوره الكبير في هذا المجال.

وإذ عاني هذا المناضل الفلسطيني الكبير في السنوات الأخيرة من حياته من الإجحاف والتهميش من قِبل الرئاسة الفلسطينية، بلغ المس بكرامته إثر قرار بقطع راتبه (سميح خلف، تيسير قبعة مع قطع الراتب، فلسطين أون لاين)، فإن المأمول وخاصة في هذه الظروف العصيبة الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية، أن يُعاد الاعتبار لهذه القامة النضالية الفلسطينية الشامخة بما يليق من مكانة نضالية تبوأ بها، وبما قدمته من تضحيات وتفان ونكران للذات بلا حدود منذ صباها، ولعل إقامة مهرجان تكريم واسع في أربعينيته المنتظرة يُشارك فيه ممثلو القوى والتنظيمات الفلسطينية، فضلاً عن ممثلي مختلف قوى وحركات التحرر الوطني العربية هو أقل تكريم معنوي ينتظر من الرئاسة الفلسطينية أن تبادر إليه.

إقرأ أيضا لـ "رضي السماك"

العدد 5077 - الأحد 31 يوليو 2016م الموافق 26 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:06 م

      تزايد تدهور وتحلل الثوابت الوطنية الفلسطنية خلال العقدين الأخرين نتيجة للصراعات الشخصية والجشع والانتهازية السياسية بأوجهها المتعددة ، اصبحت سمة بارزة في سلوكيات وممارسات عمل المؤسسات الفلسطينية الرسمية والغير رسمية،لذا فلا غرابة من قيام المسئولين القائمين على إدارتها بتلك الممارسات المجردة من أبسط الأخلاق والقيم الإنسانية..مع التحية س.د

    • زائر 1 | 1:23 ص

      اليوم اصبحت فلسطين ليست قضيتنا انما الفكر والواعز الدينى هدفنا .

اقرأ ايضاً