العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ

أنفرح أم نحزن؟

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

كيف تُفهم مفردة الانتصار الجديدة لحزب الله، ولقائده المظفر والأسطوري السيدحسن نصرالله في عملية التبادل الجديدة للأسرى؟ وما دلالة هذه الطاقة الكامنة في هذا القائد لتتحول كل كلماته إلى أمر واقع؟ هل ينفذ الصهاينة ما يفرضه من شروط، وهم مغمضو العينين عن تضخم نفوذه في نفوس الملايين؟ إن انتصارات نصرالله تجعلنا نخاف بقدر ما نفرح، ففي زمن البؤس العربي والهزيمة للواقع كله، وفي ظل تقهقر المعارضة في البلدان العربية، وتأله الحكام وتجبرهم أكثر فأكثر، يبدو أن هذا النصر في نفوسنا لن يتعدى صدى صوتنا المجنون بفرحة النصر جنونه بالهزيمة، ما لم تهزم الإرادة المتجبرة والظالمة التي تخنق الواقع وتكتم أنفاسه.

كما تشعرنا انتصارات نصرالله بالزهو المفتعل، وكأننا أصحاب هذه الانتصارات، فإنها تشعرنا بأن هذه الانتصارات لا يمكن لها أن تلامس عمق شعورنا بالهزيمة أمام الواقع الظالم، فبقاء النخب المثقفة مهادنة ومتخاذلة عن أداء واجبها، وبقاء التقيح الثقافي والسياسي يستهلك من شعورنا بالاحباط الدائم أمام مفرداتنا الدينية والسياسية العاجزة، وأمام المواقع الشاغرة التي تحتاج إلى من يملؤها حيوية ونشاطا وعملا متواصلا. بقاؤنا هكذا نرمق الانتصارات من مواقع الهزيمة لن يحرك الواقع الداخلي، كما لن يجعلنا نعيش التّماس الفعلي مع استحقاقات الواقع الخارجي الضخمة، لأننا مقطوعون ومجتثون من كل واقع يكبرنا ويتفوق علينا، فتفوق الحكام علينا وعلى إرادتنا أكبر فأكبر.

هذه دعوة إلى أن نعيش إرادة نصرالله كما هي، طاقة كامنة متفجرة تتجاوز الحدود المغلقة التي أغلقها الحكام على كل ريح صرصر تقتلع قيم الفساد والظلم، وقد أعطانا نصرالله الدرس بتحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب جنبا إلى جنب مع الأسرى اللبنانيين، في وقت تستخدم فيه جنسيات عربية وأجنبية أداة لضرب الواقع السياسي وتعقيده، وتحريكه باتجاه التهاوي، فشتان ما بين الموقفين

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً