العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ

عز نفسك تنعز دارك

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لو كان عندي مسجّل لسجّلت هذه العبارة التي خرجت من فيه والدي سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولو كان باستطاعتي نشرها لنشرتها حتى يسمعها كثير من النّاس... فعلاً «عز نفسك تنعز دارك».

أستغرب من بعض النّاس الذين لا يستطيعون تذوّق الكرامة، ولا يحبون العزّة لأنفسهم أو إخوانهم، بل هم والغرباء على إخوانهم، وتجدهم في مواقف عديدة يقفون مع الغريب ولا يقفون مع إخوانهم، مع إن إخوانهم هم مصدر عزّتهم وكرامتهم، وعند الشدائد لن يقف معهم إلا من أخرجتهم الأم من بطنها!

من لا يعز نفسه ولا يعز إخوانه ولا يرتبط بأهله ليس لديه قوّة، بل هو تعيس وشقي، يشقى في هذه الدنيا من دونهم، ضعيف وهش بلا حدود، فتفسير بُعده عنهم إمّا أنه يظن أنّه أفضل منهم أو لأنّ الحب لم يصل الى أعلى المراتب بعد، وقد تمر الأيام ويعلم بعدها بأهمّية الأخوة والأحباب، ولكن كما يُقال بالإنجليزي ( TOO LATE).

من يحبّك يحرص على رؤيتك ويخاف أن يُصيبك مكروه، ولا يرضى عليك لا من قريب ولا من بعيد، ولا يقبل لأحد أن يُهينك أو يستصغرك، ولكن من لا يحبّك دائم السخرية والضحك عليك، وما إن تقرب وتدنو منه حتى يبتعد، ولا ينسى لك زلّاتك ولا أخطاءك، بل ينتظرها ويعشق اللحظات التي تُخطئ فيها، حتى يبدأ هو بطاقته السلبية.

مسكين هذا الذي لا يحب العزّة لنفسه ولا يجلس في مجلسه، ولا يكون حول إخوته وأصدقائه وأحبابه، فهو فاقد لشيء عظيم لا يعلمه، يفقد الحب بإخلاص، فالأخ ينصر أخاه ويسانده ويُعطيه، وان احتاج الأخ إلى قلب على سبيل المثال، سيستنفر الإخوة والأحباب لتقديم قلوبهم له، فهم لا يبخلون في الحب ولا في العطاء.

هذه هي الدنيا، بعض النّاس لا يحب العزّة، وليس لديه كرامة، هذا ان كان يعرف معناها، فمعناها عميق عميق جدّاً، معناها أنّ من يُحبّني ويحترمني يحترم إخوتي وإلا فلا حب ولا احترام من دونهم، فكرامتي من كرامتهم، وعزّتي من عزّتهم مهما حاول المنافقون تضليل الوجوه.

أكتب هذه الكلمات الى الذين لا يعرفون معنى العزّة، والى الذين لا يتذوّقونها، والى الذين يخذلون من يحبّونهم بصدق، وستمر الأيام وسيعلم هؤلاء من يحبّونهم ومن لا يحبّونهم، ومن يقفون معهم ومن لا يقفون معهم.

الذي يحبّك بإخلاص لا يريد منك شيئاً، يريدك أن تقف معه في وقت حاجته، ولا يطلب ذهبا ولا مالا ولا أمرا مستحيلا، بل يطلب أن تعز نفسك حتّى تعز دارك، فلا تبخل على من يحبّونك بأشياء تستطيع تحقيقها لهم. وصدق خليفة بن سلمان عندما قال: «عز نفسك تنعز دارك».

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً