العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ

وزارات واستعراض العضلات

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكملت رؤية البحرين 2030، ثمانية أعوام منذ أن تم تدشينها، وتكمل عامها التاسع في (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وللمرة الأولى تتحدث الحكومة بشكل واضح وصريح عن أنها تقوم حاليّاً بمراجعة بعض السياسات والبرامج التي تم اعتمادها في العام 2008، لتستهدي بها البلاد طوال السنوات المقبلة وصولاً إلى العام 2030.

لو عدنا 8 أعوام للوراء وبالتحديد في أكتوبر 2008، واستعرضنا المبادئ الأساسية لرؤية البحرين 2030، سنجدها بحسب الأدبيات الرسمية ترتكز على 3 أسس، وهي: العدالة، الاستدامة والتنافسية.

الرؤية التي صيغت قبل أحداث فبراير/ شباط 2011، ركزت كثيراً على مفهوم العدالة، وطرحت فكرة «المجتمع العادل»، وقيل إنه «بوسع الجميع استيعابها؛ لأنها من صميم المبادئ الإسلامية، وتعكس تراثنا وتقاليدنا كأمة»، وأن الرؤية ستعمل على تعزيز «العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص».

فعلى صعيد الرعاية الصحية والذي كان من المفترض أن يكون «أكثر فاعلية وشمولية، يحقق من خلاله أعلى المعايير العالمية»، فإن الحديث حالياً عن رعاية مقبولة على أقل تقدير في ظل ما يوصف بشكل عام من «ترهل الخدمات الصحية»، وكثرة أخطائها، وضعف كوادرها، فضلاً عن توجه الجهات الرسمية لخيار الكوادر الأجنبية على خيار البحرينيين، وذلك ضمن توجه أصبح واضحا للعيان.

رؤية 2030 التي وضعت في العام 2008، رأت ضرورة بناء نظام تربوي يهدف إلى تنمية الإبداع وأخذ زمام المبادرة وروح القيادة، نظام للتعليم يحقق أعلى المعايير العالمية، هذا النظام الذي كان من المفروض أن يأتي ليعزز ما هو موجود من قبل من شفافية في توزيع البعثات على أبناء الوطن وضمن مفهوم العدالة المجتمعية، حدث عكسه، فبعد أحداث فبراير 2011، استحدث نظام جديد بعيد كل البعد عن الشفافية في توزيع البعثات الدراسية على المتفوقين، ولأسباب سياسية أخرجت المنظومة التعليمية في البحرين من أحد اهم أسس الرؤية الاقتصادية التي تقوم على «العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص»، فتدخلت «لجنة» في تحديد مصير البعثات الدراسية بعد أن كانت توزع بحسب المعدلات الدراسية بوضوح وشفافية.

وبما أن «رؤية مملكة البحرين الاقتصادية حتى العام 2030» تقوم على أساس «المواطن كونه أولوية»، سنجد أن القطاع التعليمي في البحرين، اتجه وبشكل واضح وصريح لخيار المعلم الأجنبي على خيار البحريني، رغم وجود خريجين كثر مازالوا ينتظرون دورهم في سلك التوظيف، فيما ترفضهم الوزارة لدواعٍ كثيرة، كلها لا تنسجم مع مبادئ «رؤية 2030».

ترى الرؤية قبل 8 أعوام، اعتماداً على مبدأ العدالة، أن الحكومة ملزمة بمعالجة المسائل القائمة والمتعلقة بكرامة المواطن البحريني وخاصة السكن الملائم وإيصال الدعم لمستحقيه من المواطنين، ويجب عليها توفير الإطار القانوني والنظامي الذي يضمن المعاملة العادلة لأصحاب الأعمال واستئصال الفساد والسعي الجاد للتطبيق العادل للقوانين.

ربما قضية الإسكان من أكثر القضايا تعقيداً في هذه البلاد، ومهما قلنا فيها، فلن نوفيها حقها، أما بشأن الفساد ومحاربته، فقد مر على صدور تقرير ديوان الرقابة المالية أكثر من 13 عاماً، ونحن نشهد كل عام جملة من «المفاسد» المالية والإدارية في مختلف المؤسسات الرسمية، ومع كل ذلك، فلا أحد معني بقضايا الفساد المالي والإداري في البحرين، ولا مسئولين يمكن محاسبتهم، ولم ولن تتم إقالة أو تغيير وزير بسبب ذلك الفساد، كون الفساد الموجود في مؤسسات الدولة الرسمية والشركات والهيئات التابعة لها يسقط من السماء.

ما تحدثنا عنه بشأن «رؤية 2030» كان في أساس واحد فقط وهو «العدالة» دون الخوض في الأساسين الآخرين وهما «التنافسية، والاستدامة»، فمجرد الحديث عن العدالة سنحتاج للكثير في مختلف الجوانب.

في الملتقى الحكومي الذي عقد مؤخراً وضع مؤشر لنجاح أداء أي مسئول في أي جهة حكومية خدمية وهو؛ «رضا المواطن عن الخدمات الحكومية»، في حال عدم الوصول إلى هذا الهدف فإن الجميع عليهم مراجعة أدائهم وتطويره وتحسينه لبلوغ ذلك.

واقعاً، هل توجد وزارة او جهة حكومية خدمية تحظى برضى المواطنين، صدقوني لن تجدوا ذلك، لا في الصحة، أو العمل والتنمية الاجتماعية أو الإسكان أو الأشغال والبلديات وغيرها، ولو وضعوا في اختبار حقيقي يقيس رضا الشعب سيسقطون جميعاً والحكومة تعي ذلك جيداً.

مع ذلك، تمنينا من الملتقى الحكومي أن يستعرض الإخفاقات الرسمية طوال السنوات الماضية في تنفيذ الجدولة الزمنية لرؤية 2030، تمنينا أن يخرج الوزراء والمسئولون والجهات الحكومية علانية لاستعراض «إخفاقاتهم» ووضع الحلول لها، بدلاً مما شهدناه أثناء وبعد الملتقى الحكومي من استعراض عضلات وإنجازات كنا نسمعها طوال سنوات طويلة، فلا يتلمسها سوى الوزير نفسه وبعض من هم حوله، فيما تغرق البلاد في ملفات شائكة ومعقدة بسبب إخفاقاتهم، ومشاريعهم.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 6:37 م

      نحن المتقاعدين صارت رواتبنا بما عليها لا تكفينا للمصاريف الروتينيه لعطل الاولاد بلا وظائف و بقائهم في رقابنا. حيث صار البحث عن الوظائف زيادة كلفه استهلاك سيارات و بترول و خطر طرقات و تعب جسدي و نفسي لهم و لنا في الوقت الذي يوظف الاغراب بيسر و سهوله و برواتب عاليه و بوظائف رئاسيه اولادنا اولى بها. و جلوسهم بالبيت أذى لهم و ارتفاع كلفة عيش علينا لا نتحملها و لا تتقبل المؤسسات المصرفيه تسليفنا. و الولاد صاروا يبلغون سن الرشد بلا زواج لعدم اقتدارنا معهم مجتمعين على التكاليف و الدولة في سبات عميق.

    • زائر 28 | 4:16 م

      بلدية الشمالي

      العداله ضاعت، وللاسف نفس المخطط ناس تحصل على رخص بناء تصنيف أ، وناس حدائقي لمساحة 320متر،كيف المسكين راح يبني الارض يا بلدية الشمالية، 4 سنوات ضاعت من رسالة لرسالة ومن تظلم الي تظلم وفي النهاية يجي رفض وين الوزير المحترم الفاهم بكل هذي الامور.

    • زائر 27 | 2:43 م

      مقالك نار. ومحد مفتكر بالبلد. بس إدعاءات بالولاء والمواطنة واتهام الآخرين بالخونة وعدم الولاء للوطن.
      هنا يتضح ولائكم المزيف. شكرا استاذ هاني

    • زائر 26 | 12:35 م

      بالنسبة للتوظيف
      فعلا وزارة العمل يبي ليها تشد شوي
      يعني شنو بامكان توظيف الاجانب دون البحريني بمقابل مادي!!
      احنا قبل صعب نتوظف ..دام طلع القرار مستحيل نتوظف

    • زائر 24 | 9:14 ص

      هذا الوضع الماساوي سيجر الناس مرة لتكرار ما حدث في الدوار كان الوضع يمكن اصلحه في ذاك الوقت _ الشباب الآن متدمر من الوضع الحالي وبعد ٥ سنوات ستزداد المأساة حيث لا مؤشر على تغير النهج ومن غير شك سيكون مصير ابناء الوطن امام حمام دم واتمنى ان اكون مخطئا بهذا الاستقراء

    • زائر 23 | 7:16 ص

      اني عندي نعليق على وزارة الصحة
      جايبة 15مضخة انسولين فقط متذ عام 2009لكل الشعب الي يعاني من السكر النوع الاول
      باقي دول الخليج خصوصا السعودية والكويت موفرة المضخات لكل مريض
      يا حكومة ولو كانت المضخة غالية بعض الشيء الا انها شيء مهم ..كون انخفضات وارتفاعات مريض السكر ليه مضاعقات كثيرة
      اني مريضة سكر مدة 26سنة وهلكلني ارتفاعات وانخفاضات السكر،ورغم اني جامعية الا ان حتى الشركات من يشوفون كل يوم طايحة عليهم ما يبوني
      الله كريم

    • زائر 17 | 4:13 ص

      مسكينة اختي تبكي وتقول بعد عشرين سنة من المعيشه في محكر الحمام بنتقل للمعيشه في گوطي وبعد ما فيه خصوصية درايش الجيران كلها تطل على بعض يعني المهندسين ما كسروا خاطرهم هالناس؟!

    • زائر 13 | 3:33 ص

      مجال التعليم في البحرين يحتاج الحديث فيه إلى مجلدات فالمجال مؤثر في كل الأصعدة وتعتمد الدولة في بنائها عليه ولكنا نراه يسير بخطى سريعة نحو الهاوية بعد أن اشتد عوده على سواعد خيرة أبنائه من المعلمين وأنا أحد أبنائه الذين عملوا جاهدين لخدمة الوطن والطالب ولكن ها نحن نضطر اليوم لتقديم الاستقالة للحفاظ على ما تبقى من آداميتنا وعلى قلوبنا التي لم تعد تتحمل ما يحدث من تدمير متعمد للتعليم لأهداف محددة.

    • زائر 12 | 3:18 ص

      بعد ثمان سنين وصلنا الى الآتي: كتب مستعملة وبعثات لناس وناس وبيوت أسكان(قرقور) وطوارئ بدون أطباء وشوارع مزدحمة بالسيارات وخريجين بدون وضائف وجزيرة بلا سواحل و4000 معتقل وقرى محاصرة ونسبة البطالة مرتفعة وبرلمان كسيح وأزمة سياسية وفساد مستشري والقادم أعظم والى الخلف سر !

    • زائر 10 | 1:50 ص

      رؤية البحرين 2030 مثل النخلة .. والنخلة كما هو معروف للجميع بحاجة لسنوات من الرعاية قبل الإنتاج .. ولكن الذي لا يعرفه الجميع ان هذه النخلة مصابة بالسوسة النخلة الحمراء! .. فظاهر النخلة قوية وباطنها خاوية بفعل هذه السوسة .. فهذه السوسة مدمرة تماما للنخيل .. لاسيما في توفر الظروف المناسبة كالتى تمر بها البحرين اليوم! .. فهذه الحشرة تعيش جل حياتها مختبئة داخل جدع النخلة تقضم الأنسجة وتتغذى على حساب قوت المواطنين .. مما يؤدي إلى موت النخلة

    • زائر 8 | 1:32 ص

      (وطرحت فكرة «المجتمع العادل) هذا مربط الفرس والمشكلة انما كان يطرح اعلاميا يخالف عمليا على أرض الواقع بل كانت هناك ملفّات مخيفة جعلت من الناس ان لا يصدّقوا كل الشعارات البرّاقة وافقدتهم الثقة بالكلام المعسول خاصة ملفّ التجنيس ..

    • زائر 7 | 1:30 ص

      هم يريدون اذلال المواطن واغراقه في المشاكل الحياتية لانتقام منه فقط بجرة قلم وجميع العاطلين سيتم توظيفهم كما فعل للمتطوعين بقدرة قادر جيوش تم توظيفها وابناء البطة السودة جالسين ينظرون للوافدين والمتمصلحين ياخذون وظائفهم ويزاحمونهم في التعليم والصحة وحتى في شوارعهم

    • زائر 6 | 1:13 ص

      استاذ هاني رؤية 2030 تطبق في معهد البحرين للتدريب ، خصوصا مبدأ العدالة ، قصص يشيب لها الرأس بدون حياء و بدون اي مسوغ قانوني او أخلاقي او ديني ، كل ذلك يحدث و لا حسيب و لا رقيب ، يأتون انتداب و في ليله و ضحاها يصبحوا مدراء و رؤساء أقسام .

    • زائر 5 | 12:58 ص

      حلمي يتغير وزير التربية
      اااااه من هالقرارات الفاشلة الي ايطبقها علينا الطلاب والمعلمين
      والله لو انا منه استحي علي وجهي واستقيل
      ايقص علي روحه والي وياه ايقصون عليه

    • زائر 15 زائر 5 | 3:54 ص

      المسألة ليست في الوزير فهو واجهة بهرجة
      ومن يصفق لوضع وزارته هم مصلحچية و انتهازيون
      المسألة في الحكومة بكبرها تحتاج إصلاح فعلي

    • زائر 4 | 12:22 ص

      مثل ما قلت كل شي تغير بعد محاوله ............... في 2011 حين ظهرت حقيقه نوايا البعض.

    • زائر 9 زائر 4 | 1:39 ص

      الظاهر اخونا انت لا تريد المشاركة والمطالبة بحقوقك كمواطن لكن الاستفادة من جهود الغير ...

      البعض ماذا فعل غير مطالبة بالحقوق كما ذكر الاخ العزيز المخلص والغيور النصوح على وطنه والذي دائما وابدا يذكر بالقصور والتأخر في خدمات الوطن لكي لا نرجع الى الخلف ونتأخر عن باقي الدول ، والصديق المخلص من صدقك بفتح الصاد والقاف لا من صدقك بفتح الصاد وتشديد الدال ، وشكرا لاسرة الوسط الابداع والتجدد والاخلاص والتفاني في خدمة الوطن .

    • زائر 11 زائر 4 | 2:01 ص

      نوايا البعض سواء كانت حقيقة أو اتهامات معلبة لا يمكن تعطل إستراتيجيات أي حكومة....

    • زائر 3 | 11:49 م

      نعم لا يوجد رضا
      الحين بيطلع ليك كم واحد وبقول ليكم احمدو ربكم
      الحكومة ما قصرت معاكم

    • زائر 2 | 11:11 م

      رتبة كل سنة

      بعد تحملنة وظيفتين في بريد البحرين قامت الادارة باعطا بعض الموظفين الجدد رتبة علي رتبة كل سنة يعني في خمس سنوات تصبح عشر سنوات مانقولة هو موثق من قبل تجمعنا علاقة حميمة مع اخواننا الجدد لكونهم جدد ونحنو اقدم منهم لم يراعونةبل همشونة هدي نظرة ٢٠٣٠

    • زائر 1 | 11:10 م

      صحيح لا يوجد وزير كفؤ
      انا عاطل عن العمل من ست سنوات ، ست سنوات و انا اقدم في وزارة التربية ولا في اي فايدة ، لما اراجعهم يقولون ليي ما اجتزت الامتحان، تخيلوا ست سنوات ما اجتاز الامتحان و انا خريج جامعي ؟؟، وكتبت رسائل الى الوزير و مساعده اشرح لهم ظروفي ولكن ما من مجيب، وراجعت وزارة العمل و طلبت مقابلة الوزير او مساعده ، قوبلت بالرفض ؟؟، ورجعت الى مسؤلين ، و وعدوني بتأمين لي وظيفة مناسبة ، و ما شفت الا السراب ؟؟ ، هل يوجد وزارة عمل و وزارة تربية بهذه القسوة و انكار المواطنين؟؟
      شكرا هاني

اقرأ ايضاً