العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ

معركة الموصل... وما بعدها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

معركة الموصل بدأت فجر أمس الإثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وهي معركة تتعدَّى الجانب العسكري. فهذه أول مرَّة تتمكن فيها القوات العراقية التابعة إلى الحكومة المركزية من أن تتحرك بتنسيق كامل مع المقاتلين الأكراد، الذين تديرهم حكومة إقليم كردستان العراق من اربيل. كل ذلك حدث بتنسيق أميركي مباشر، وبغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بهدف استعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من مخالب تنظيم «داعش» الذي يسيطر على المدينة منذ (يونيو/ حزيران 2014).

القوات التركية المتمركزة بالقرب من الموصل لا يمكنها أن تشارك؛ لأنَّ تواجدها ليس ضمن التحالف الدولي، وليس برخصة من الحكومة العراقية، وبالتالي فإنَّ الجانب التركي سعى إلى تحقيق نصر عبر دعم عمليات في مدينة دابق السورية. وهذا بالطبع يؤشر إلى أنَّ خريطة المنطقة الجغرافية - السياسية تغيرت بالفعل، وأنَّنا نمر بالمرحلة الأخيرة من إعادة توزيع النفوذ، بصورة ربما تشبه ما حدث قبل 100 عام بعد اتفاق سايكس - بيكو على اقتسام تركة الدولة العثمانية.

النصر العسكري ليس هو المسألة الأهم، فالهزيمة إنَّما حدثت في 2014؛ لأن وحدات وفرقاً من الجيش والشرطة انهارت بسبب الخلاف السياسي، وبسبب مخططات أكبر من العراق كانت تسعى إلى الاستفادة من الفراغ السياسي. أمَّا الآن فإنَّ الوضع يختلف، وبالتالي فإنَّ التحديات الماثلة بعد الانتهاء من معركة الموصل تتمثَّل في معالجة جذور المشكلة المرتبطة بانتشار الفكر الذي لا يقبل بوجود الآخر.

هناك تحديات عديدة يتمثل بعضها في الحفاظ على سلامة المدنيين داخل المناطق الآهلة بالسكان، وفتح ممرات آمنة لحماية الذين سيضطرون إلى الخروج من مناطق القتال.

كما أنَّ هناك حاجة إلى معالجة العملية السياسية بحيث تكون شاملة لجميع فئات المجتمع بصورة منصفة، وأن تتغلب الهوية الوطنية الجامعة على الهويات الإثنية والطائفية. هذا سيحتاج إلى بُعد نظر من كل الفرقاء لمنع تفكك الدولة العراقية (بعد استرجاع الموصل وما حولها) إلى ثلاث دول منفصلة.

مؤشرات مشجعة برزت من جانب الأكراد الذين قللوا في الأسابيع الماضية مطالبهم الانفصالية، وهناك رأي ربما يسود مستقبلاً بأنَّ أي انفصال لا يمكن أن يتمَّ إلا بصورة سلمية وعبر حوار واتفاق مع بغداد وبتوافق إقليمي. مؤشرات إيجابية أخرى تمثلت باشتراك سياسيين ومقاتلين من مكونات المجتمع العراقي في معركة الموصل.

إنَّ التحديات عديدة وصعبة، لكنها قابلة للحل والتوافق عبر إرادة حكيمة مشتركة. أمَّا إذا حدث انهزام سياسي مرة أخرى - بعد الانتصار العسكري المرتقب - فإنَّ ذلك سيعني عودة تنظيمات مشابهة لـ «داعش» في المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 11:54 ص

      الله يحفظ العراق والعلماء
      اللهم وصلى على محمد وآل محمد

    • زائر 22 | 6:41 ص

      وما النصر الا من عند الله والله يحفظ شعب العراق الشريف

    • زائر 21 | 5:44 ص

      شكرا استادى المسلمون الله رزقهم محمد واله \\ص\\ وقال ليهم اتبعوهم فهم نجاة الامه الجهلة الذين تسببو فى تدمير البشريه بمعاونة امريكا عدوة الشعوب كل الثروات البلدان العربية استخدمة لقتل البشريه البريئه والحين هم عقب ما سلمو امريكا كل فلوس البلدان العربيه الحين امريكا المتجبرة عدوة الاسلام انقلبت عليهم بعد مادمرت الاوطان العربيه وانه اقول الى العرب اتبعوا رسول الله واهل بيته تفلحون وتنتصرون على امريكا عدوة الشعوب والله يهلك اعداء الاسلام

    • زائر 19 | 4:08 ص

      الله يحمي العراق وتتغلب الهوية الوطنية الجامعة حتى تنتهي ماساة 15 سنة بعد المجرم لأن تأسيس أحزاب على الإثنية والمذاهب لايبشر بخير

    • زائر 18 | 3:45 ص

      الله يحفظ العراق بجميع طوائفه من شر داعش ومناصرينها

    • زائر 16 | 2:27 ص

      ضدهم مزلزل الدواعش
      اللهم انصر اهل العراق على حثالة داعش الذين عاثوا في الأرض فسادا ودمارا
      هم ليس من الإسلام في شي لذا لاداعي للبكاء والعويل عليهم يامن ترضون بافعالهم
      حشركم الله معهم يامن توالونهم في قعر جهنم
      الخرافة زائلة :)

    • زائر 13 | 1:40 ص

      صباح الخير

      النصر المؤزر للعراق والعراقيين والحشد الشعبي والاكراد وفزاعه السنة والأقلية والبشر والحجر والانتقام كله زوبعة في فنجان تردده دول في الأصل لا تعترف بقيم ووجود البشر وحقوقه وأكثرها دموية وداعمه للإرهاب الدولي وأما لتركيا ستندحر وترجع دليله خائبه ومهزومه بإذن الله تعالى

    • زائر 12 | 1:38 ص

      طبعا اول ما دخل داعش الى الموصل هللوا وفرحوا والقنوات الطائفيه ادعت زورا وبهتانا انها ثورة عشائريه ولكن بعد ان جربوا حكم هؤلاء الاوباش والذين هم من العصور الوسطى ايقنوا ان الجيش والقوات العراقيه افضل مئات المرات من حكم هؤلاء الهمج الرعاع

    • زائر 9 | 1:27 ص

      يا للعجب يا للجعب
      اسمع صوت العواء والنواح واللطم ومآتم العزاء في مواقع التواصل الاجتماعي على ما يحصل لداعش وكأنهم فاقدين اعزّ ما لديهم، هؤلاء الذين اعترضوا على بكائنا على سبط الرسول وسيد شباب أهل الجنّة لكنهم لا يتوانون في البكاء والصراخ من اجل داعش الارهابية

    • زائر 8 | 1:05 ص

      المعركة على الدواعش في الموصل والعويل في دول أخرى وفي وسائل الإعلام وكأن الإبن الغير شرعي ضربه يؤلم قلبهم فلا يستطيعون الا ان يرفعوا صوتهم بالعويل

    • زائر 7 | 12:55 ص

      الامل أولا وأخيرا بالله سبحانه , اللهم صل على محمد وآل محمد .

    • زائر 6 | 12:52 ص

      سؤال : هل الظالم سيكون ف أمان ف هذا العصر ؟ أم الله جل جلالة سيعاقبة ف الدنيا قبل الاخرة , وهل نحن سنشهد ذلك , يارب .

    • زائر 5 | 12:39 ص

      يا تباشير الفرح هلي ... معركة الموصل ستكون فاتحة خير على جميع الامم المظلومة وتسقط الدواعس وأتباعها ومووليها قولوا آميييين .

    • زائر 4 | 12:34 ص

      من نصر لنصر بعون الله يا قاهر الظالمين .

    • زائر 3 | 12:07 ص

      الله ينصرهم

      على المجرمين القتله ويرد كيد اعداء اﻷمه اﻹسلاميه في نحورهم ويقطع دابر الكفار والمنافقين يارب العالمين حفظكم الله يامن تدافعون عن دينكم واوطانكم واعراضككم

    • زائر 2 | 12:03 ص

      نعم....!!!

    • زائر 1 | 10:22 م

      الموصل

      لولا الخيانات من الكتائب العراقية التابعه للجيش العراقي وهم من أهل الموصل لما إستطاع أي داعشي تكفيري الدخول للموصل في 2014 ،،، والآن جاءهم العراقيين أولاد الملحه الغيارى ليعلمون داعش ومن يمولهم دروسا في التضحية والفداء.

اقرأ ايضاً