العدد 5165 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ

ماء الأذن

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء، وهي الأذن الخارجية التي تتكوّن من الصيوان والقناة السمعية وطبلة الأذن، والأذن الوسطى التي تتكوّن من تجويف الأذن الوسطى التي تحتوي على هواء مع ثلاث عظيمات وعظمة الأذن وقناة إستاكيوس، والأذن الداخلية التي تتكوّن من القوقعة والقنوات الهلالية، ويخرج من الأذن الداخلية العصب الثامن ويتكون من جزئين أحدهما مسئول عن السمع والآخر مسئول عن التوازن من الأذن إلى جذع المخ وثم إلى المراكز السمعية في الدماغ.

ماء الأذن عبارة عن سائل قد يكون مائياً أو مخاطياً أو مصحوباً بدم في حالات نادرة، ويكون موجوداً في تجويف الأذن الوسطى بدلاً من الهواء، وعادة تتسرب تلك السوائل المائية أو المخاطية من الأذن الوسطى إلى البلعوم عن طريق قناة إستاكيوس، حيث تلعب تلك القناة دوراً أساسياً في تهوية الأذن الوسطى.

إن تراكم ماء الأذن قد يحدث لجميع الأعمار، ولكن المشكلة شائعة لدى الأطفال في السنين الأولى من أعمارهم، وذلك لعدة أسباب أهمها المشكلة الوظيفية في نمو قناة إستاكيوس، حيث تكون قصيرة ذات قطر فسيح وعرضية، وتتغيّر في شكلها مع النمو في بدء العقد الثاني في الأطفال، حيث تتحوّل مع البلوغ لتصبح طويلة ذات قطر ضيق ومائلة، هذا بالإضافة إلى كثرة الإصابة بالإلتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي لدى الأطفال، ووجود لحمية الأطفال في التجويف خلف الأنف المجاور إلى فتحة قناة إستاكيوس.

قد لا يؤدي إلى أية أعراض تذكر في حال وجود ماء الأذن لفترات قصيرة التي قد تمتد ما بين أيام إلى أسابيع، ولكن حتماً ستكون هناك مشاكل في حال استمرت المشكلة لعدة أشهر، ومنها مشكلة السمع الذي قد يتأثر. وقد تظهر المشكلة في تأخر النطق لدى الأطفال في المراحل العمرية الأولى، أو قد يتأثر التحصيل العلمي في حال المراحل العمرية أثناء المدرسة، أو ملاحظة رفع صوت التلفاز لمستويات عالية، وفي حالات نادرة يتم ملاحظة تغير في سلوكيات الأطفال حيث يصبحون مشاغبين على غير العادة الروتينية.

يتم تشخيص ماء الأذن بالكشف الإكلينيكي على طبلة الأذن، وذلك بعد أخذ السيرة المرضية من الوالدين، وعادةً يتم قياس ضغط الأذن الوسطى بواسطة جهاز في خلال ثوانٍ، حيث يمكن معرفة كمية ومشكلة ماء الأذن، ويمكن معرفة ما إذا حدث ضرر في السمع وإلى أي مدى بواسطة اختبار قياس السمع الذي يتم بالطرق الروتينية في الأعمار من الرابعة وصاعداً، أو بجهاز الكمبيوتر في الأعمار الأصغر من ذلك.

يكون العلاج طبياً في أغلب الحالات، ويتكوّن من المضادات الحيوية أو مضادات الحساسية في حال بقاء ماء الأذن لفترة تطول عن عدة أسابيع، ولكن يتم اللجوء للعلاج الجراحي في حال وجود صمم أو تأخر في النطق في حالة وجود ماء الأذن لعدة أشهر، وتتم العملية تحت تأثير المخدر العام في الإقامة القصيرة وتستغرق عدة دقائق باستخدام الميكروسكوب الجراحي، ويتم تثبيت أنبوب تهوية لمدة تتراوح بين ستة إلى اثني عشر شهراً، حيث يتم طرد الأنبوب تلقائياً وبدون حدوث أية آلام تذكر.

إن الوقاية خيرٌ من العلاج، ووجب التوعية بفوائد الرضاعة الطبيعية التي تلعب دوراً أساسياً في التقليل من التهابات الأذن الوسطى، وبالتالي عدم تكوّن ماء الأذن، بالإضافة إلى التدخين وخاصةً إذا كان من قبل الأبوين، فهو يزيد من معدل حدوث ماء الأذن في الأطفال الرضع، ولهذا وجب التنويه والتوعية بهذا الشأن.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 5165 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً