العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ

عندما نحزن!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما نحزن لا نستطيع التنفّس، ويعصر قلوبنا الألم، ونشعر بالمرض، مع أنّ أشكالنا لا تدل على الحزن العميق، وقد نحزن لعمل ما أو لفراق الأحبّة أو لأنّ حياتنا فارغة ليس بها سعادة.

لماذا نحزن ولا يرى الآخرون هذا الحزن؟! وقد يرونه ولكنّهم يقفون أمامنا بجمود ولا يستطيعون مساعدتنا؟! هذا الحزن العميق الذي في النفوس أساسه الحب، وأساسه الفراق، مهما كان سبب الحب وسبب الفراق، فالألم بداخل الإنسان لا يفارقه إلَّا مع مضي الوقت، وقد لا يفارقه أبداً، فتبقى هذه المشاعر موجودة ولو حاول إبعادها وإخراجها.

في بعض الأحيان نسأل أنفسنا لماذا فارقنا الحبيب ولماذا ابتعدنا عن الأحبّة؟! أو نسأل أنفسنا لماذا نشعر بالتعاسة بعد فراقنا عن عملنا؟! مع أن هذه هي طبيعة الحياة، نفارق ونتلاقى ونفارق من جديد!

عندما تحزن لا تحاول أن تكبت الحزن الذي بداخلك، ولا تحاول التصرّف بعنف، ولا تهرب مما تشعر به، بل واجه نفسك، وانظر في أمرك، واطلب ربّك، فهو القريب المجيب، ولا أحد في هذه الدنيا يشعر بما تشعر إلا هو.

قد تكون هذه الكلمات مكرّرة لدى البعض، وقد تكون مملّة لدى البعض الآخر، فالألم والحزن لا يذهبان بين لحظة وأخرى، بل قد يبقيان طوال العمر، ولكن هناك من يريد إيقاف الألم والحزن، والرجوع إلى حالة السعادة التي تزيد من الراحة والرضا.

الراحة والرضا يأتيان من شخصية الإنسان، فهناك من يتوكّل على ربّه ويقبل واقعه ويحاول البحث عن السعادة، أمّا البعض الآخر فهو حبيس الحزن، ولا يعرف كيف يسعد، وللأسف هؤلاء كُثر.

نقول لهم إنّ الدنيا ليست سهلة وبابها ليس للسعادة فقط، فنحن نتحمّل جميع المشاعر، وخاصة السوداء منها، تلك التي تضر بنا بقوّة ونحتاج إلى كل قوّتنا لنتخلّص منها، والمحيطون بنا لهم دور في تخلّصنا من الهموم والشقاء والحزن والألم، وفي بسط السعادة حولنا بكل بساطة.

نعم هناك أيّام تجعلنا نبكي بحرقة على ما مضى، وهناك أيّام نستعيد فيها ذكرياتنا الجميلة ببكاء حار، فعلى سبيل المثال وجود الأم حولنا وخروجها من حياتنا ألم ما بعده ألم، فهي السند والعضيد وكل مشاعر الحب، ولكن الله يُبدلنا بالخير كما وعدنا.

نصيحة لمن يحزن، لا تحزن، فالله من فوق سابع سماء ينظر بحالك، ويعلم بما في داخلك، ويرأف بك، ويلطف بك، ويرحمك أكثر من رحمة والديك عليك، فلا تحزن، وانهض وحاول الانشغال، وابحث عن السعادة من جديد، فهي قد تكون مفتاحاً لخير لا تعلمه والله يعلمه.

إلى الفتاة الحزينة التي ترسم ابتسامتها دوماً على رغم الشدائد التي تعرّضت لها في حياتها، أقول لها إنّها في مصائبها لم تتوقّف عن ذكر الله، ودوماً تدعو (اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها)، فكوني على يقين بأنّ الله سيخلف لكِ الخير وسيعطيكِ الرضا وراحة القلب، وصبر جميل.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 2:34 م

      التخبط

      هذا سياسة تخبط تبدا من البعثات، وتنتهي بموت الناس،لان الشخص المناسب ليس بالمكان المناسب. 99% يبعد من بعثتة ، وياتي بشخص بالواسطه محله اقل مستوي،متخرج هش، فلا بد ان يكون الاصلاح من وزارة التربية،وابعاد النفس الطائفي عن هذه الوزارة لمصلحة الوطن.

    • زائر 11 | 8:15 ص

      هل العيون مفتوحة ع المواطن لتنتيفة بالضرايب واغماض العيون عن الاجانب؟

    • زائر 9 | 5:47 ص

      سياسة البلد خلت المواطنين كله حزينين والاجانب فرحانين وكو شو على كل شى المحرق اصيح من الاجانب الي لاعبين لعبتهم فى البلد

    • زائر 8 | 2:00 ص

      والله محد اتعس حياتي و احس ضيع احلى ايام عمري خلال المتابعه السياسيه كما قالت الاعلاميه كوثر البشراوي .. نحنو فهمنا الحياة غلط تسيس المجتمع من الحذاء الى مشط الراس اول كان ايام حلوه لا يفكر الواحد عن سياسة جمهورية زمباوي ولا في بلده حتى كان حيتنا كلها رحل البر و ايام التلفزيون كان حلو جدا افلام الكرتون والعربي ومسلسلات الساعة 7 العربي دنيا حلوه لا تتبدل صرنا ايدلوجين ومتيمين بعوار القلب كل واحد يقول قضيتة اصعب من فلسطين الاجتماعيه والسياسيه ..كانت الناس بسيطه تأكل نخي وباجله ايام زمان والحمدلله

    • زائر 7 | 1:56 ص

      أكبر حزن في زماننا هذا هو الحزن على ما أصبح عليه حال المسلمين من ضعف وهوان و ذلة وتفرقة وابتعاد عن الدين.

    • زائر 6 | 1:15 ص

      أي هذا الشاكي وما بك داءُ كن جميلا ترى الوجود جميلا.

    • زائر 4 | 10:43 م

      مقال جدا رائع
      هون عليي مانزل بي انه بعين الله
      الحمد لله

    • زائر 3 | 10:30 م

      الحزن ربما يتولد من فراق حبيب و هذا لايصيب إلا عدة أشخاص و لمدة محدودة و قصيرة و لكن هناك أحزان تتولد فتصيب مجتمعات و تلك بسبب أوضاع و سياسات خاطئة تجعل المجتمع يشعر بالكآبة و الحزن و هذا ضرره أكبر.
      عندما تهمش مجتمع أو تحاربه في عقائده و رموزه و رزقه و عندما تقنن للكتم على أنفاسه فإنك تجعل من هذا المجتمع سلبيا.
      رب البيت يفرح أبناءه إن كان واضحا معهم و يطلعهم على حقائق الأمور فإنهم يتقبلون منه التقتير عليهم لعلمهم بأنه ليس أفضل منهم و لكن حين يعاملهم كأغراب فإنهم سيناصبونه العداء

    • زائر 1 | 9:13 م

      اي دمعة حزن فى البحرين لا لا لا .. اي دمعة حزن على وزارة الصحة لا لا لا .. اي دمعة حزن على وزارة التربية والتعليم لا لا لا .. اي دمعة حزن على وزارة الأسكان لا لا لا .....

اقرأ ايضاً