العدد 5244 - السبت 14 يناير 2017م الموافق 16 ربيع الثاني 1438هـ

الأستاذ بونر

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قابلت إلين ديجينيريس في برنامجها الشهير «ألين شو» الأستاذ مايكل بونر، وهو مدرّس في إحدى المدارس الابتدائية الأميركية بولاية نورث كارولينا، والمقابلة كانت أكثر من شيّقة ومؤثّرة، فمدرّس من أصول إفريقية يحاول جهده مع طلبة في حيّ ينتشر فيه الفقر المدقع، حتى يصنع منهم قادة.

فكرة بسيطة بدأها هذا المدرّس العظيم الصغير في العمر، من أجل طلبة بعضهم يحضر إلى الصف وهو يبكي من الجوع والآخر يبكي من الضرب، والبعض يبكي من حاجته إلى النوم.

ما عرضته إلين ديجينيريس في برنامجها عمّا قدّمه الأستاذ بونر، حول آليّة تعليم الطلبة عن طريق الموسيقى، وجعلهم مواطنين يشعرون بالمسئولية، فالأستاذ بونر لم يكتفِ بالتدريس فقط، بل إضافة المتعة إلى مادّته، وأيضاً وضع في يد الأطفال مبالغ حتى يشعرون أنّ الأستاذ بونر ذا الأصول الإفريقية حصل على المال بطريقة شرعية وقانونية عن طريق التدريس، وأصبح عنصراً مفيداً في المجتمع.

كم مدرّس مبدع لدينا في البحرين؟! كم مدرّس أخذ على عاتقه إيصال المعلومة بطريقة سلسة وبمتعة حقيقية؟! عندما كنّا صغاراً كنّا لا نريد التغيّب عن المدرسة، والسبب هو الأمان والمتعة التي نشعر بها مع أمّهاتنا في المدرسة.

هناك... في كلّ مدرسة من مدارس البحرين معلّم متميّز ومعلّم أمتع طلبته وأثّر فيهم بشكل كبير، وهناك... في كل مدرسة من مدارس البحرين معلّم يجب أن نقدّم له التحيّة ويتم تكريمه وتشجيعه على مستوى الدولة، ونعلم بأنّ وزارة التربية والتعليم تُكرّم المدرّس، ولكن ما نريده هو البحث عن ذلك الذي يُقدّم شيئاً مغايراً ويساعد بها الطلبة، نريد ذاك المعلّم الذي استخدم الرسم أو الموسيقى أو أية لعبة كانت من أجل تعليم الطلبة بأبسط الطرق، هذا المعلّم المبدع يجب أن يشاركنا في فكرته حتى نعمّمها على بقيّة المدارس.

كذلك نتمنّى التنسيق بين وزارة التربية والتعليم وبين وزارة الإعلام من أجل اكتشاف هذا المدرّس المبدع، ومفاجأته كما فاجأت إلين ديجينيريس، الأستاذ بونر، ففي بعض الأحيان الإحباط وعبء العمل يجعل المدرّس يبتعد عن فكرة صنعها من أجل طلبته.

المُعلّم هو الأساس في العملية التربوية والتعليمية، وإذا أرحنا المعلّم واهتممنا به زاد العطاء وارتفعت نسبة النجاح وتغيّرت الأجيال، فبالمعلّم نصنع العالم والطبيب والرئيس والمهندس، وبالمعلّم نزيد من نشر ثقافة الانتماء والمواطنة، لأنّه البوصلة التي تحرّك الكثير من الأبناء.

مازلنا نتذكّر معلّمينا، ومازلنا نذكرهم بالخير، فلقد كانوا قدوة لنا في كلّ شأن من شئون حياتنا، وكانوا لنا العون والأصدقاء والأهل وقت الحاجة، ولم يبخلوا بوقتهم ولا بمشاعرهم ولا بعطائهم لنا... فتحيّة كبيرة لإلين ديجينيريس لمشاركتنا عمل هذا المعلم العظيم، وتحيّة كبيرة للأستاذ بونر الذي جعلنا نتذكّر معلّمينا، وتحيّة كبيرة أيضاً لكل معلّم يُعطي لأبنائنا وينهض بالتعليم في البحرين الحبيبة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5244 - السبت 14 يناير 2017م الموافق 16 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:59 ص

      المعلّم هو الحلقة الأضعف في العالم العربي للأسف الشّديد.

اقرأ ايضاً