العدد 5252 - الأحد 22 يناير 2017م الموافق 24 ربيع الثاني 1438هـ

تنمية وطن!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تصبغ المجتمع البحريني في الفترة الأخيرة حالة استياء شديدة جرّاء ارتفاع سعر النفط، ورفع الدعم عن اللّحوم، وزيادة الضرائب على الخدمات، وراح يطلق النكات ليعبّر عن الشعور بالاستياء، وليس هذا فقط، بل توجّه نحو التساؤلات بشأن الموازنة العامة، ويحسب أخماساً في أسداس بشأن فرقية سعر برميل النفط التي تحدّث عنها عضو مجلس الشورى فضيلة الشيخ عادل المعاودة! هذا كلّه يجعلنا نفكّر في التنمية، الآن قبل أي وقت مضى!

ما معنى تنمية وطن؟! هل هي تنمية البشر اجتماعيّاً؟! أم هي تنمية المال والاقتصاد؟ وحتّى لا نضيع في الجانب الفلسفي، التنمية التي نتكلم عنها، والتي تكلّم عنها علماء الاجتماع قبلنا، هي سلسلة من العمليّات الإدارية المخطط لها مسبقاً، تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تقود الطاقات والإمكانات إلى التفاعل والاستغلال الأمثل، وحفز جهود الدولة والقطاعات العامة التابعة لها، وإيجاد روابط اجتماعيّة بينها، وبين القطاع الخاصّ والمواطنين.

والسبب في التحدّث عن هذا النوع من التنمية هو سعي الجميع إلى خلق تغييرات على النشاطات والمجالات الاجتماعيّة السائدة، كالقيم والعادات والمعتقدات والنظم والمواقف، دون غياب عنصر الاهتمام بالحاجات الفسيولوجيَّة والخدميَّة والمعيشيَّة للأفراد، وتثمر التنمية الاجتماعية تحقيق الرفاهيّة لأفراد المجتمع على الصعيد الماديِّ والمعنويِّ.

حتّى نُحدث التغيير في المجتمع من حالة الاستياء والغضب العارم نحو الظروف الاقتصادية، لابدَّ من التوجّه الى التنمية المثمرة السريعة، التي يلقى صداها المواطن في القريب العاجل وليس في البعيد الآجل.

من أجل إحداث هذا التغيير، لابد أن نؤمن أوّلا بالمواطن البحريني العامل، على أنّه هو الطاقة الأولى للبحرين، واستبداله بالأجنبي، في كل التخصّصات وفي كل الجهات، حتّى في الوظائف الصغيرة، فدليل تقدّم المجتمع وتنميته هو الاعتماد الذاتي على نفسه، من الإبرة الى الإبل.

دراسة سلوك الشعوب ليست بالأمر السهل، وامتصاص غضبهم معادلة صعبة جدّاً جدّاً، والتنمية لا تحتاج إلى سنوات طويلة من الاستشارات، بل هي تحتاج الى أخذ الأمر بمحمل الجد، والبدء بالتصرّف نحو وضع الحلول المناسبة من أجل التنمية.

من منّا لا يريد الراتب القوي، والحياة السهلة المريحة، والبيت الجميل الذي يضم أبناءه، والسيّارة (الكشخة)، والأهم من منّا لا يريد أن يتخلّص من هموم الدين والقرض والجمعية والخوف من الغد؛ لأنه ليس لديه دينار في جيبه من أجل أبنائه منذ بداية الشهر؟!

جميعنا نريد الحياة الطيّبة الكريمة، وعليه هناك 4 شروط يجب وضعها في الاعتبار من أجل الوصول الى التنمية، وهي: التنظيم الراشد من قبل الحكومة + تعزيز الحماس + تقوية الروح المعنوية + الاهتمام القوي بالكفاءة = «تنمية وطن».

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5252 - الأحد 22 يناير 2017م الموافق 24 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:52 ص

      ياخوفى من قطع الغلاء وبدل السكن \\\\\\\\ هنيئا الى الاجانب عايشين عيشه هنيه \\\\\\\\ والمواطن قابع فى السجون تهمتهو انه يطالب بحقه \\\\\\\\ نفوض امرنه الى الله والله افرج عن معتقلينا جميعهم

    • زائر 10 | 1:11 ص

      سابقاً بارتفاع النفط لم يغير عيشة المواطن والآن عليه ان يدفع ميزانية دولة من جيبه ،خلوا المواطن حكومة

    • زائر 9 | 12:53 ص

      1-التنظيم الراشد: تقارير الفساد تتفاقم واستحالة استجواب الحكومة او ايقاف النزف
      2-تعزيز الحماس + تقوية الروح المعنوية + الاهتمام القوي بالكفاءة: الحماس والروح المعنوية وأدت وقتلت بعد تقصي الكفاءات والمواهب من بعض الطوائف ومحاولة احباطها فلا فمع تتبع المواهب والكفاءات ومحاولة احباطها فلا روح معنوية ولا هم يحزنون.
      ملفّ آخر لم تتطرقي له وهو المستنزف الأكبر والجميع يغض الطرف عنه وهو اكبر المصائب= التجنيس

    • زائر 8 | 12:00 ص

      ما أسهل القول وصعوبة التنفيذ يا استاذة. فالذي تطلبين تنفيذه والشروط للوصول الى جوهر التنمية في الوطن لا يمكن تحقيقه الا اذا توافرت المساعي الجادة للتنمية بكل اتجاهاتها. فالحفرة كلما تعمقت كلما زاد الركام الذي تخلفه بحوافها. البحرين وما أنتجته السياسة هي الحفرة والركام.

    • زائر 7 | 11:57 م

      صباح الخير

      كلام للدعاية والاعلام فقط لا يوجد صفر بالمئه مما تفضلتي به كله استهلاك إعلامي فقط على أرض الواقع من يتكلم عن حقوق فهو خائن أو إرهابي اذا الكلام من فضه فالسكوت من ذهب وانا أفضل الذهب حتى لو ما في جيبي فلس حرام

    • زائر 5 | 10:51 م

      ياوطني

      أخت مريم مشكورة على المفال ولكنك لم تضعي يدك على الجرح المواطن يريد العزة والكرامة والعدالة المتساوية في جميع الحقوق وليس فقط ان نحصر ذلك في الاموال متى ما استطعت الشعوب ان تكون سيدة قرارها ووجدت سلطة تستجيب لها فتاكدي بان الامور كلها بخير

    • زائر 6 زائر 5 | 11:53 م

      الكرامه ليسه كما تقول الملف الدستوري والسياسي والجمعيات و كما تقول انت وجمعيات فشلت ..انظر قطر والامارات لا دستوريه ولا بطيخيه مواطن و مواطنه اصليه واثق من نفسه وراتبه وعدم الحاجه و مد اليد جيب ماشاء الله مليان نسى كل امر سياسي او حزبي او طائفي راتب ممتاز وسكن و وظيفه وسيارة كشخه مما ينسى كل امر سياسي غبي ... الله سبحانه وتعالى قدم المال على البنون قال المال و البنون لم يقل الدستوريه والبنون .. لا تخدعون الشارع و تستخدمون افيون .. السياسه الدينيه افيون الشعوب من الفوضى الخلاقه في الوطن العربي

    • زائر 4 | 10:46 م

      التنمية والتمييز لا يجتمعان في مكان واحد ،لأن التمييز إذا ما وجد في أي بلد فأنه كفيل بطرد التنمية البشرية والإقتصادية والسياسية ،لأن التمييز بأدواته لا يتوافق مع التنمية في كل الأحوال والظروف

    • زائر 3 | 9:46 م

      صار لنه سنين نسمع ان البحرين تتمتع بتنوع مصادر الدخل و الحين يوم حقت حقايقها قلتون اعتمادنا 90% على النفط

    • زائر 2 | 9:17 م

      ،،،

      لا أتفق مع أي شرط من شروطك لتنمية وطن ،، الشرط الرئيس ولا غيره وهو : أن لا يكون هناك لصوص وحراميه تنهب خيرات البلد وبحاره وأنهاره وبل حتي محيطاته وذلك كله في وضح النهار .

    • زائر 1 | 8:56 م

      من يحب وطنه يجب ان يقول لا للتجنيس وتوظيف الاجانب وكأن خيرات البحرين توزع للاجانب صدقه جارية دون رقيب

اقرأ ايضاً