العدد 5271 - الجمعة 10 فبراير 2017م الموافق 13 جمادى الأولى 1438هـ

أبو المليارات... وينك؟

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

يتغنى واحد من الـ (سوبر مليونيرية) في الخليج في مقالات يكتبها في الصحافة الخليجية والعربية بين الحين والآخر، عن معاني الولاء والانتماء للأوطان والعمل من أجل رفعة شعوبها وتحسين مستوى المعيشة فيها، ويظهر في تلك المقالات وكأنه رمز من رموز العطاء للأوطان، على رغم أنه لا يسهم ولو بالحد الأدنى المطلوب منه تجاه وطنه ولاسيما في شأن تقديم الدعم وتنفيذ المشروعات الإسكانية والاجتماعية وأخرى من قبيل تطوير البنية التحتية في البلد.

بالطبع، هناك أثرياء في دول الخليج والعالم العربي، لهم إسهامات لا يمكن تجاهلها أو إغفالها، ومن بينهم عوائل تجارية خليجية تنتشر مشروعاتها النافعة للمواطن والمقيم في مختلف المواقع، إلا أن الأوضاع الاقتصادية السيئة في المراحل التي تتعثر فيها مشاريع حيوية، تعرضهم هم أيضاً لتحديات ثقيلة، وحتى لو انخفضت إسهاماتهم، فإن في سيرتهم ما يشفع لهم، فماذا عن أولئك أصحاب المليارات الذين يجنون أرباحاً ثقيلة هي الأخرى، ولا تجد لهم ولا فلساً واحداً يسند البلد وأهل البلد في الأوضاع الصعبة؟ أليست الأوضاع التي تمر بها الدول الخليجية والعربية تستلزم أن يساهم الهوامير الكبار ببضع ملايين مما أفاض الله بها عليهم من أجل تنفيذ المشاريع التي توفر فرص العمل وتدعم الدولة في تقديم خدمات أساسية لطالبيها؟ وهل نكحل أعيننا بكلام بعضهم عن المسئولية الوطنية وخدمة الوطن والمواطن عبر مقال هنا أو تصريح في صحيفة هناك أو لقاء في إحدى الفضائيات وكفى؟

السؤال: «ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه أصحاب المليارات من أثرياء الخليج في مساندة مواطنيهم والظروف المعيشية تزداد ضراوة وصعوبة؟»... لنذهب إلى بعض التقارير العالمية والمجلات المتخصصة مثل مجلة (فوربس) ولنرى بعض الأرقام: فهناك في دول الخليج ما يزيد على 8 آلاف ثري من أصحاب الملايين ممن تصل أصول ثرواتهم إلى 30 مليون دولار فأكثر، وعلى مستوى الوطن العربي، هناك قرابة 49 ملياردير يصل مجموع ثرواتهم إلى 172 مليار دولار (حسب بيانات العام 2016)... خير وبركة... عافية على قلوبهم... الله يزيد ويبارك، لكن إلى أي حد يساهم أولئك (لكبارية) بشكل واضح وفاعل في دعم بلدانهم وشعوبهم؟ وكيف يمكنهم المساهمة في تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الرضوخ للاقتصاد الريعي (الخانق) المعتمد على النفط فقط كمصدر للدخل؟

لاشك في أن العديد من الأُثرياء الشرفاء في كل دول الخليج العربي لم يقصروا طوال عقود من الزمن في تنفيذ المشروعات الكبيرة ذات الفائدة للاقتصاد الوطني وللشعوب، لكن مع شديد الأسف، لا يمكن الحصول على معلومات توضح مدى مساهمة قائمة كبيرة من الأثرياء ودورهم في رفد الاقتصاد، فلسنا في حاجة إلى من (يتشدق) في وسائل الإعلام بحب الأوطان في حين (يعز) عليه أن (يخرخش مخباه)، ويرد الجميل للوطن من خلال الإسهام في تغطية النفقات والمديونية على الأقل من أجل ألا يتضاعف الثقل على المواطن البسيط الذي تحرقه نيران ارتفاع الأسعار ورفع الدعم وضعف الأجور!

خلال عقد الثمانينيات والتسعينيات، تنوعت استثمارات أثرياء الخليج حتى وجدوا في الاستثمار خارج بلدانهم فرصةً ذهبية لتحقيق أرباح مذهلة، ولاسيما في قطاعات العقار وأسواق المال والفنادق والسياحة والمجمعات التجارية بل وحتى في أندية كرة القدم العالمية، وكان البعض يشكو من التضييق الذي يلحقه من جانب بعض الحكومات التي تعمل على (تطفيش وتعجيز) المستثمر الخليجي والعربي، وهذا ما لا يمكن إنكاره فبعض الحكومات أخطأت في التضييق على المستثمر وبعضها مستمر إلى اليوم، ما يدعو الحكومات الخليجية إلى فتح فرص الاستثمار أمامهم في الصناعات النفطية وسائر قطاعات الإنتاج الصناعي الحيوية، على اعتبار أن شراكة الأثرياء الاقتصادية وبدعم حقيقي، ستسهم في توفير آلاف فرص العمل لأبناء الخليج وعدم اقتصار حلمهم على العمل في القطاع الحكومي وحسب.

بالتأكيد، كلكم فيكم الخير يا جماعة الملايين، لكن نريد تقارير وبيانات وتغطيات إعلامية تتحدث عن مشاريع كبرى حقيقية جارٍ العمل على تنفيذها على طول الخليج العربي وعرضه وفي مختلف الدول العربية... ربما ليست لديكم ثقة في الحكومات، وهذا من حقكم، ولربما لم تحصلوا من دولكم على التسهيلات والامتيازات التي ضاعفت أرباحكم فتوجهتم للأسواق العالمية... وهذا لكم أيضاً، لكن في هذه الحقبة الصعبة جدّاً والتي لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى جراء التدهور الاقتصادي ومحدودية فرص تنويع مصادر الدخل، يصبح دوركم في غاية الأهمية... حسناً، لا تعطوا الحكومات أموالاً لا تثقون في مسار ذهابها... إذ يمكنكم أن تقدموا لنا تصوراً مبتكراً للاستثمار في القطاع الصناعي والاستثماري واستقطاب العمالة الوطنية ومنح الشباب فرص تأسيس مشاريعهم الإنتاجية الخاصة... مستقبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج تحديداً، وفي قطاعات الإنتاج الصناعي والحرفي، هو المنظور الأكيد لدعم اقتصاديات دول الخليج... فلا تبخلوا رحم الله والديكم.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 5271 - الجمعة 10 فبراير 2017م الموافق 13 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:02 ص

      السؤال هو أين عي أموال الزكوات و الصدقات و الأخماس أين تذهب لماذا لا يستفيد منها المواطن و لماذا تذهب للخارج نحن أولى بها و بالاستفادة منها

    • زائر 15 زائر 14 | 7:01 ص

      صدقت اين تذهب هذه الأموال

    • زائر 13 | 1:46 ص

      الكثير من الساسة و التجار الخليجين المدعين إنتمائهم للإسلام يبعثون بأموال كنزوها من الحلال و الحرام إلى البنوك الأجنبية بل حتى يسعون لقطع الأيادي الخيرة عن مد يد العون للمحتاج و إن تبرعوا بشيء فالتبرع لايكون إلا من المال العام. أتظن أن هؤلاء يؤمنون بيوم حساب؟ في حين تجد على النقيض، الغربيين يشركون المجتمع في أموالهم بمؤسسات خيرية و غيرها من الأمور. متناقضات تدلك على وجود اسلام و لا مسلمين في دول الإسلام و السياسة تسعى لسحق الإسلام و أخلاقياته و تسعى لتشويهه من خلال مساعدة المتطرفين

    • زائر 11 | 1:29 ص

      كم عدد المليارديريه؟
      وما هي مساهماتهم في حل مشاكل الوطن ؟
      او تنمية الاقتصاد
      نقول لهم اقرأوا عن المليارديرات في أوروبا
      ماذا يفعلون ؟

    • زائر 10 | 1:10 ص

      كلامك صحيح أخي العزيز سعيد محمد، ياأستاذ مطلوب حتى من أصحاب السمو والمعالي والشيوخ والتجار والأثرياء على حد سواء المساهمة في إنعاش الاقتصاد وتطوير البلد من خلال اقتصاد متنوع وخصوصًا المشاريع الصناعية على اختلافها.. نحتاج ننتج مو نستهلك.. وتبارك الله ما شاء الله بعض الهوامير عندهم مليارات ويبخلون على أوطانهم..
      اختكم أم نوف

    • زائر 7 | 12:07 ص

      قال تعالى : " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ 

    • زائر 3 | 10:33 م

      عزيزى ما تقوله أو ماتطلبه من (الهوامير) لن تحصل عليه شعوبهم أو اوطانه . لأنهم لم يحصلوا عليه من حلال ! لأنهم لو يزكوا او ينفقوا لما بقى فقير فى بلدانهم . او لربما لما وصلت ثرواتهم الى هذا الحد من الجنون.

    • زائر 1 | 9:10 م

      أي نعم..أنا واحد مليونير كونت ثروتي من مناقصات تحت لا تحت مع الحكومات ومستعد اتعاون مع الكاتب وتعمل للشباب مشاريع ومصانع بس مو على حسابي لأني واحد فقير هههههه
      علي ديووووون
      بموووووت
      بس ها ...الله كريم
      إن مع العسر يسرا

اقرأ ايضاً