العدد 5276 - الأربعاء 15 فبراير 2017م الموافق 18 جمادى الأولى 1438هـ

لماذا المماطلة في توفير الدواء؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

نسمع كثيراً عن القصور والسلبيات والشكاوى الكثيرة التي ترد بخصوص وزارة الصحة، كالأخطاء الطبية المتكررة التي تؤدي إلى كوارث صحية للمرضى أو إلى وفاتهم، وهو أمرٌ نعلم أنه قد يحدث في أي مستشفى في العالم بشكل نادر أو متكرر، حسبما تحمله هذه المستشفيات من سمعة، إضافةً إلى تأخر المواعيد وعدم كفاءة بعض الأطباء في بعض المراكز الصحية، حتى صارت بعض الغرف فيها محل تذمر وسخرية وغيرها من الشكاوى والسلبيات. لكن أن يصل الأمر إلى حرمان مواطن من توفير دواء لا يتوفر في أي صيدلية خاصة، فذلك أمر غريب ويدعو للوقوف عنده.

فقد وردتني شكوى من أحد الآباء بهذا الخصوص، إذ اعتذرت وزارة الصحة متمثلةً في مستشفى السلمانية، عن صرف دواء لطفله ما يزيد عن العام، وهو دواء مهم وضروري يقيه مضاعفات قد تؤدي إلى تأخر نموه، وعدم قدرته على المشي لاحقاً!

الطفل يعاني من نوع نادر من الكساح الذي يتسبب به نقص أملاح الفوسفات وليس أملاح الكالسيوم كما هو شائع، وهذا النقص يؤدي إلى لين وتقوسات وتكسر في العظام، وآلام شديدة في المفاصل مع عدم القدرة على المشي والحركة والنمو البطيء كما وصف الحالة الطبيب المعالج، ولهذا من الضروري أن يأخذ هذا الطفل دواءً يسمى (Phosphate sandoz)، إضافةً إلى جرعات من دواء آخر يساعد على امتصاص فيتامين «د»، هذا الدواء الأخير يمكن تواجده في بعض الصيدليات الخاصة، ولو أن شراءه مكلف لارتفاع سعره، أما الدواء الأول وهو العلاج الوحيد والرئيس لهذا الطفل فلا يتواجد في أي صيدلية خاصة في البحرين ولا في غيرها من الدول العربية، وقد حاول أهل الطفل توفير الدواء من خلال البحث عنه في كل دول الخليج بلا فائدة، قبل أن يعرفوا أنه غير متواجد أبداً إلا في المستشفيات الحكومية في بعض الدول، وبطبيعة الحال لا يمكن شراؤه من المستشفيات الحكومية في الخارج!

قام أهل الطفل بتقديم شكوى طالت مدة البت فيها، بعد أن انتظروا الدواء لفترة طويلة، إذ كانت آخر جرعة صرفت لهم تحمل تاريخ انتهاء في فبراير/ شباط 2015! ولكن وكما أخبرتهم موظفة علاقات المرضى أن الشكوى رفضت من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الطبية، وبهذا يكون أملهم في توفير دواء طفلهم قد تبخر!

كيف يمكن للهيئة أن ترفض دواءً تعلم أنه العلاج الوحيد كما وصفه الطبيب لمواطنين لا يملكون حلاً إلا اللجوء للمستشفى الحكومي؟ وكما يعاني هذا المريض لابد أن غيره يعاني تأخر صرف مثل هذا الدواء، فأين حق المواطن في العلاج الذي ينص عليه الدستور في البلاد؟

نتمنى أن يجد المرضى حلاً لهذه المشكلة في أقرب وقت قبل أن تسوء حالاتهم الصحية وتتفاقم المشكلة وحينها لن ينفع أي دواء أو ندم .

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5276 - الأربعاء 15 فبراير 2017م الموافق 18 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:12 ص

      كثرة الآسيويين المعالجين في المراكز الصحية والسلمانية هى سبب شحة الدواء
      على المواطن المريض وشئ طبيعي أن يحصل هذا الأمر لكن السؤال لمن الأولوية
      عند وزارة الصحة في توفير الدواء للوافد أم للمواطن .

    • زائر 6 | 4:00 ص

      يجب إعادة إصلاح وزارة الصحة بكافة أفرعها وإداراتها خاصة إدارة المراكز الصحية حيث كثرة الشكاوي
      وتذمر المرضى من سوء إدارتها للمراكز بحيث لا يخلوا إسبوع من مشاكلها وليس العيب في الميزانية المخصصة لها لكن لسوء إدارتها للأسف ، ما معنى وجود إداريين في المراكز الصحية لا يشرفون
      على الخدمات في بقية الأقسام وما فائدة مراقبين صحيين خمسة لكل محافظة وهم
      الذين لا يعرفهم أحد ، أين هؤلاء المراقبين الصحيين للمحافظات ولماذا لا يعرفهم أحد وماذا يفعلون وأين يذهبون .

    • زائر 5 | 2:57 ص

      أصبحت في الآونة الأخيرة أشتري دواء البلاكونيل Plaquenil و هو دواء مهم في علاج الذئبة الحمراء و غيرها من الأمراض، كان سابقًا متوفر دومًا و لكن في الآونة الأخيرة صار ينفذ بسرعة بين الحين و الآخر من السلمانية و المراكز الصحية، و المشكلة أنه غير متوفر كذلك في الصيدليات الخاصة، و لعدم توفره لفترة طويلة أضطر لشراءه من خارج البحرين، و لكن هل من حل له و لغيره من الأدوية؟!

    • زائر 4 | 2:50 ص

      لماذا هذا الاستهتار في صحة المرضى؟ يوجد هنالك أيضًا أدوية مختلفة أصبح على المريض في الآونة الأخيرة شرائها بنفسه حيث ينفذ الدواء و تمر فترة طويلة حتى يتم توفيره مرة أخرى، مثال ذلك البلاكونيل (Plaquenil) يستعمل في علاج الذئبة الحمراء و غيرها من الأمراض و من المفترض أن يستلمه المريض من السلمانية أو المراكز الصحية، و لا يتوفر في الصيدليات الخاصة، و علينا الذهاب لشرائه من خارج البحرين لضمان عدم حدوث مضاعفات، و تطول القائمة في هذا الأمر و لكن هل من حلول؟!

    • زائر 2 | 11:17 م

      أدوية لامراض المزمنة كالضغط القلب لا تتوفر باستمرار في المراكز الصحية .. أمس ذهبت إلى المركز الصحي في قرية باربار طلبا لدواء الضغط إفادتني الصيدلانية بعدم توفره

    • زائر 3 زائر 2 | 12:26 ص

      الله يستر مردنا حتى الدواء للامراض المزمنة بنشتريه من جيوبنا

    • زائر 9 زائر 3 | 12:31 م

      وما المشكلة في أن تشتري الدواء
      في كل دواء العالم هكذا الحال
      المريض يشتري الدواء

    • زائر 1 | 11:12 م

      يقولون لك امفلسين

اقرأ ايضاً