العدد 5286 - السبت 25 فبراير 2017م الموافق 28 جمادى الأولى 1438هـ

قراءة في الخطاب السياسي العام

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الأسبوع الماضي أصدرت جمعيات التيار الوطني الديمقراطي بياناً بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية الذي أقرّته الأمم المتحدة والمصادف للعشرين من فبراير/ شباط من كل عام.

البيان الذي لم تتحمل أي وسيلة إعلامية «بخلاف الوسط» نشره أو حتى الإشارة إليه، جاء في معظمه عاماً وشاملاً، أي أنه لم يركّز على قضية بعينها، كما أنه كان معتدلاً في طرحه للقضايا التي تمر بها البلاد في المرحلة الراهنة.

ويمكن الإشارة إلى أهم ما جاء في البيان، وإلى الفقرة التي تشدّد فيها الجمعيات الديمقراطية على أنها «ستستمر في النضال والمطالبة الدؤوبة نحو تحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية، باعتبارها مطالب وطنية عادلة ومشروعة، لطالما ارتبطت بجملة من المطالب السياسية والاجتماعية والمعيشية التي ناضل ويناضل من أجلها شعبنا بكافة فئاته وشرائحة، خاصةً أن ظروف وتداعيات الأزمة السياسية الراهنة في البحرين تفرض على الدولة سرعة مباشرة مسئولياتها الدستورية لتحقيق العدالة ضمن مشروع وطني متكامل للإنصاف والمصالحة الوطنية، بعيداً عن عوامل الكراهية والأحقاد».

وفي السياق نفسه، وضمن مستوى الخطاب ذاته – وإن كانت بسقف أعلى قليلاً - جاءت خطبة الجمعة لرجل الدين السيد عبدالله الغريفي أمس الأول، داعيةً إلى ضرورة اعتماد خيارات الحوار السياسي بدلاً من الخيارات الأمنية القاسية وإنهاء كل المؤزّمات وإيقاف خطابات التأزيم الرسمية والشعبية.

ودعا في خطبته إلى عدم تغييب الرموز السياسية الراشدة والقوى السياسية الفاعلة... وترويج الخطب والكلمات والمعلومات التي تسهم في المحبة والتسامح والتقارب والتآلف، وإلى العدل والإنصاف والإصلاح والرفق والإعتدال.

ومن الواضح هنا أن الخطاب السياسي المحسوب على القوى المعارضة المعتدلة قد خفف كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، ولم يعد يشير إلى قضايا محددة بعينها أو تجاوزات يتحدّث عنها الشارع البحريني بشكل مباشر، وكل ذلك يمكن أن يكون مؤشراً على مستوى الشفافية والسقف المسموح به لطرح القضايا، ومرآةً للوضع السياسي والأمني الذي تمر به البلاد في المرحلة الراهنة.

في الجهة المعاكسة ومن المفترض أن ينحى الخطاب هو أيضاً منحى الاعتدال والتسامح، فقد وصل الأمر عند عددٍ من الكتّاب إلى حد التحريض على كبت أي صوت ينادي بالإصلاح والمصالحة مهما كان هذا الصوت معتدلاً وخافتاً.

هنالك من لا يريد أن يسمع الناس إلا صوته هو، وأن لا يترك في الوطن أي أثر أو همسة تصدر من أي إنسان مخالف لآرائه وأفكاره، ولذلك فهو يشنّ الآن حملة إعلامية مسعورة ضد القوى الوطنية الديمقراطية، رأينا مثلها في السابق ضد قوى وشخصيات وطنية كانت نتيجتها متوقعة مسبقاً... فهل نتوقع في قادم الأيام خطوات مشابهة...؟ الله يستر.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5286 - السبت 25 فبراير 2017م الموافق 28 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 11:28 م

      - جاءت خطبة الجمعة لرجل الدين السيد عبدالله الغريفي أمس الأول،
      هذا ليس تعليق
      وانما اشارة
      الاصح استخدام عالم الدين
      وليس رجل الدين ؛ لانه يشار لرجل الدين في الكنيسة .
      وشكرا لكم .

    • زائر 8 | 4:46 ص

      المشكلة يا استاذ ان الذين يعلوا صوتهم اليوم ويشنون الحرب الأعلامية ضد اي صوت غير صوتهم ان الساحة طوال تلك السنين ( المايكرفون لهم ) ولا زال اذا ينشرون ما يحلوا لهم من تحريض وسب وشتم ولا يتعرض لهم احد ، وما ان يصدر بيان او خطبة لراشد حيكم الا ( صار النواح والبكاء والعويل ) لديهم وتحس انك امام اطفال ، لما البكاء ولما العويل والساحة مفتوحة لهم لا تعلم ؟؟ فعلا لا يريدون سماع الا اصواتهم .

    • زائر 3 | 11:49 م

      (هنالك من لا يريد أن يسمع الناس إلا صوته هو، وأن لا يترك في الوطن أي أثر أو همسة تصدر من أي إنسان مخالف لآرائه وأفكاره)...
      امثال هؤلاء ينطبق عليهم قول احد الجبابرة... أنا ومن بعد الطوفان... في سبيل المصلحة الآنية فقط لا غير دون مراعاة لضمير او وازع ديني او مجتمعي...

    • زائر 2 | 11:31 م

      إذا أقنعت الذباب بأن الوردة خير من القمامة سيقتنع من يتعيش على القذارة بالوطنية.

    • زائر 1 | 11:26 م

      تسلم ايدك اخي العزيز لكن الواحد ويش يقول خلها على الله

اقرأ ايضاً