العدد 5301 - الأحد 12 مارس 2017م الموافق 13 جمادى الآخرة 1438هـ

تدابير خاصة للحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين: نهج جديد

أنتونيوغوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة

(تقرير أصدره بعنوان «تدابير خاصة للحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين: «نهج جديد»).

إن تلك الأعمال الوحشية ينبغي ألا تحدث على الإطلاق. ومن المؤكّد أن أي شخص يعمل مع الأمم المتحدة بأية صفة، ينبغي ألا يكون له أي ارتباط بهذه الجرائم المشينة والنكراء.

والاستغلال والانتهاك الجنسيان ليسا محصورين بقوّات حفظ السلام فقط، إنما ممكن أن يحدثا داخل أي منظمة كما في أي جزء آخر في الأمم المتحدة. لذلك، من الضروري أن تعالج الأمم المتحدة هذه المشكلة من خلال اعتماد نهج جديد على نطاق المنظومة.

الغالبيّة العظمى من أفراد قوات الأمم المتحدة وموظفيها يؤدّون عملهم بفخر وكرامة واحترام للأشخاص الذين يقدّمون لهم المساعدة والحماية، في ظروفٍ كثيراً ما تكون محفوفة بالمخاطر والمصاعب، مقدّمين في ذلك تضحيات شخصيّة كبيرة، غير أن منظمتنا لا تزال تصارع آفة الاستغلال والانتهاك الجنسيين، على رغم الجهود الكبيرة التي بذلت على مدى سنوات كثيرة للتصدي لها.

وترتكز الاستراتيجية التي محورُ تركيزها على الضحايا، وجذورُها الشفافيّة والمساءلة وضمان العدالة؛ على أربعة مجالات رئيسيّة هي: وضع حقوق وكرامة ضحايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين في طليعة جهودنا؛ ترسيخ المزيد من الشفافيّة في إعداد التقارير والتحقيقات في محاولة لإنهاء إفلات المدانين بارتكاب الجرائم والانتهاكات من العقاب؛ بناء شبكة من الجهات المعنيّة المتعددة لدعم جهود الأمم المتحدة في منع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والاستجابة لهما؛ إذكاء الوعي وتبادل أفضل الممارسات لإنهاء هذه الآفة.

إن الاستغلال والانتهاك الجنسيين يتجذّران بعمق في اللامساواة والتمييز بين الجنسين. ومقتنعٌ بأن زيادة عدد النساء في جميع أنشطة الأمم المتحدة، بما في ذلك الخدمة في قوات حفظ السلام العسكريّة، من شأنها تعزيز جهود الأمم المتحدة لمنع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والاستجابة لهما.

إن النهج الجديد لمكافحة الاستغلال والانتهاك الجنسيين يسعى أيضاً إلى بناء شراكة وثيقة مع الدول الأعضاء للقضاء على هذه الآفة، الأمر الذي يتطلّب من جميع الجهات المعنيّة أن تجد القوّة في وحدتها. وندعو كل الأطراف إلى تحقيق هذه الأهداف معاً، فلنفعل ذلك من أجل كل الذين يتطلعون إلى الأمم المتحدة كي توفّر لهم ما يحفظ حياتهم من حماية ودعم، ومن أجل عشرات الآلاف من موظفي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم الذين يقدّمون المساعدة بشجاعة والتزام بالمثل العليا.

نحن مدينون للشعوب التي نخدمها، لكل هؤلاء النساء والرجال والأطفال الذين يعتبرون علم الأمم المتحدة رمزاً قيّماً بقدر ما هو غير مادي، ألا وهو الأمل.

إقرأ أيضا لـ "أنتونيوغوتيريش"

العدد 5301 - الأحد 12 مارس 2017م الموافق 13 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً