العدد 5319 - الخميس 30 مارس 2017م الموافق 02 رجب 1438هـ

يوم الجمعة يزيد الدعاء

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ذكر أحد الأساتذة الجامعيين عن دراسة سردية له بشأن موقع التواصل «فيسبوك»، أنّ أكثر ما يكتبه الفرد في هذا الموقع يكون عن ذاته، وما يخجل أن يبوح به بالكلام يبوح به من وراء «الكيبورد»، وأنّ يوم الجمعة هو اليوم الوحيد من كل أسبوع الذي يزيد فيه الدعاء.

بالفعل صدق الأستاذ الجامعي، فالكثير منا على مواقع التواصل الاجتماعي نزيد في الدعاء، وأيضاً نهشتقه ونرسله للأصحاب والأحباب، ويكون اليوم روحانياً، ذلك لأنّنا نظن بأنّ يوم الجمعة هو يوم عيد المسلمين، وأنّ الدعاء يُستجاب أكثر في ساعات معيّنة من هذا اليوم، ولذلك يسعى البعض أو الكثير منا إلى التقرّب إلى الله وإلى توزيع الدعاء على من يحب.

ولكن هل نحن بحاجةٍ للدعاء في يوم الجمعة فقط؟ أم في هذه الأيام بالذّات نحتاج إلى تكثيف الدعاء وتوزيعه على بعضنا البعض، فإن لم تكن لدينا حيلة في حياتنا، فلدينا الدعاء والله سيسمعنا من فوق سابع سماء.

وما هو الدعاء الذي نريد نشره في البحرين؟ هل هو دعاء التقرّب من الله؟ أم دعاء زيادة البركة والخير؟ أم دعاء الذرّية الصالحة؟ أم دعاء تدمير الأعداء وتشتيتهم؟ أم دعاء التفريج عن الهم والحزن؟

الدعاء هو لغة الصامتين، وهو يُعبّر عمّا يكنّه الفرد في نفسه ولا يبوح به لأحد، وهو ملزم دائماً بطلب، سواء طلب الذرية أو البركة أو الصحة أو تدمير الأعداء، وبعضهم يطلب من الله وينتظر تحقيق الطلب، والبعض الآخر يطلب من الله ويحاول السعي من أجل الحصول على ما يريده، وبين هذا وذاك لابد للإنسان أن يحاول السعي من أجل ما يريده.

هناك الكثير من الأمّهات على سجّادتهنّ يصلين ويدعين بحفظ الأبناء، وهناك كثير من الأمّهات يدعين إلى التوفيق في الحياة وإلى الستر، وهنّ أيضاً يدعين إلى السلام والأمن والأمان في الوطن، فهل يتحقّق ذلك بالدعاء فقط؟

يتحقّق بالدعاء وبالعمل، إذ لا يكفي أن نجلس وندعو الله أن يحل الأزمة التي تفاقمت، بل لابد من العمل من أجل التعايش والسلام وردم الطائفية والقضاء على المتمصلحين والفاسدين والمطأفنين، فالدعاء مهم ولكن أهم منه هو العمل، فالله ينظر إلى ما نقوم به وما نخفيه في صدورنا، وإن كنّا نعمل بإخلاص أو نريد شيئاً من وراء العمل من أجل الوطن!

أتذكّر أحد الكتّاب الذين يحسبهم البعض بأنّهم منافقون، كان يدعو الله بالخير والرزق والبركة وطرد أعداء الله من الوطن! ولا ندري إلى يومنا هذا من هم أعداء الله الموجودون في الوطن، ولكن ندري بأنّ الدعاء يجب أن يكون على قدر صاحبه، ويجب أن يكون في الخير.

اللهم احفظ البحرين وأهلها وقيادتها في هذه الجمعة المباركة، اللهم من أراد بنا سوءًا فرد كيده في نحره، واجمع ولاة أمورنا في الخير، وحقّق لنا التعايش والمصالحة والقبول بالآخر، إنّك على كلّ شيء قدير.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5319 - الخميس 30 مارس 2017م الموافق 02 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:39 ص

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جمعه مباركه (جعفر الخابوري

اقرأ ايضاً