العدد 5339 - الأربعاء 19 أبريل 2017م الموافق 22 رجب 1438هـ

بين يوم الأسير والإفراج عن الجربوني

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

ربما لا يقدر القيمة الحقيقية للحرية إلا أولئك الذين افتقدوها فعلياً. الذين عاشوا أيامهم ولياليهم في مكان واحد على أرض واحدة. تتشابه أوقاتهم كثيراً، ولا يكاد يطرأ عليها تغيير إلا نادراً. أولئك الذين افتقدوا الحرية يعرفون جيداً معنى أن تكون سيد وقتك، سيد حركتك، وسيد مكانك.

ولهذا أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1974، باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، يوم 17 أبريل/ نيسان، يوماً للأسير الفلسطيني. وهو يوم تَضامني مع الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وفاءً لهم ولتضحياتهم ومساندةً ودعماً لحقهم في الحرية.

وبحسب هيئة شئون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نحو مليون عملية اعتقال جرت ضد الفلسطينيين منذ يونيو/ حزيران 1967، فيما يقبع في السجون الإسرائيلية نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، ومن ضمن هذا العدد توجد 57 امرأة و300 طفل وفتى دون سن 18 عاماً.

ولأن الأسرى يعانون الكثير في سجون الاحتلال، إذ يعاني 150 أسيراً من أمراض مزمنة وخطيرة، وتوجد نحو 700 حالة مرضية مختلفة، في ظل إهمال طبي شديد ومتعمد، فقد عمد الأسرى إلى إضراب عام في فترات متعاقبة مطالبين بتعديل ظروفهم دون فائدة. وبحسب إحصاءات منشورة، فإن 210 أسرى استشهدوا داخل سجون الاحتلال جراء القهر والتعذيب والإهمال الطبي. كما يخضع نحو خمسمئة أسير فلسطيني للإعتقال الإداري من دون إدانة أو لوائح اتهام أو محاكمة.

وقبل يوم من هذه المناسبة، أفرجت سلطات الاحتلال عن عميدة الأسيرات الفلسطينيات لينا الجربوني، بعد أن قضت 15 عاماً من حكمها، لاقت خلالها شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، كما أحيلت للعزل الانفرادي، وتردّى وضعها الصحي جراء الإهمال الطبي؛ إذ عانت من التهابات حادة في البطن، وخضعت لعملية استئصال المرارة، إضافةً إلى أورام مختلفة في الجسد، وأوجاع في القدمين.

كل هذا لم يمنع الجربوني من النضال داخل السجن؛ فقد تحوّلت إلى متحدثة ومدافعة عن حقوق الأسيرات الفلسطينيات، وأسهمت في تعليمهن اللغة العبرية، إضافةً إلى تعليمهن التطريز والخياطة، وكذلك إقامة دورات كثيرة منها أحكام التجويد والتفسير، كما ذكرت قناة «الجزيرة» الإخبارية».

هكذا خرجت الجربوني من الأسر قويةً مناضلةً، لم تخضع للإحتلال ولم تهادن. لتشارك في يوم الأسير الفلسطيني الذي يقيمه الفلسطينيون في السابع عشر من أبريل بهدف التعريف بمظلومية الأسرى وبالقضية الفلسطينية، وهو ما لا يغفله الفلسطينيون في الشتات أيضاً.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5339 - الأربعاء 19 أبريل 2017م الموافق 22 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً