العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ

تفجيرات عاشوراء

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

التفجيرات المنكرة التي حصلت عند ضريحي الإمام الحسين (ع) والإمام الكاظم (ع) تأتي بعد اغتيال آية الله السيدمحمد باقر الحكيم قرب ضريح الإمام علي (ع)، وهي بحد ذاتها لها دلالة عميقة جدا، فالمشهد السياسي في العراق يتجه إلى انتزاع السيادة بالطرق السلمية، ويحكم قبضته على آليات العمل السياسي السلمي بالخطوات الحكيمة التي يقودها آية الله السيد علي السيستاني، ويرسخ المطالب العراقية في انتخابات حرة مباشرة تؤكد حق العراقيين في السيادة على قرارهم السياسي، ويضيق الخناق بشكل تدريجي على الخيارات الأميركية، ما يجعل هذه التفجيرات الدامية في صالح الأميركان مباشرة.

الفاعل بحسب تداعيات الحوادث التي تشهد قتل العراقيين باستمرار هو الجماعات المتشددة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة، فهذه الجماعات ليست لها علاقة بمفهوم التعايش السلمي بين الطوائف والأديان، لأنها لا ترى إلا أفكارها الظلامية، ومرجعياتها الدينية الضيقة على مستوى الشخوص والمنطلقات العقائدية، فهي لا تمتد إلى كبار العلماء المتنورين في مصر ولبنان وسورية، وإنما هي محصورة فيمن يمثل خط العنف والقتل والوحشية، فمشكلتها مع الطائفة الشيعية هي ذاتها مع المختلفين معها من أبناء الطائفة السنية، ما يعني أن خيار هؤلاء لا يلتقي مع كل المسلمين، ويهدد وحدتهم في مواجهة الأعداء.

والسؤال: بعد الاختراق الأميركي لأفغانستان والعراق، والتدخل المباشر في الشئون الداخلية للدول العربية، وبعد أن أصبح الوجود الأميركي يعيش بين ظهرانينا من خلال مؤسساته ومعاهده ورموزه، هل يمكن التصديق أن تنظيم القاعدة لا يعمل كطرف مواز للسياسة الأميركية، إن لم يكن طرفا تنسيقيا في تحقيق الأهداف الأميركية الكبرى؟ ألا يضع هذا حدا لأسطورة بن لادن وتنظيم القاعدة وعدائهما للأميركان، فقد حققا كل ما يحلمون به؟ ألا يعني حصول ضربة أخرى دامية للوجود الشيعي في العراق انتهاء المشروع السياسي التحرري، وخصوصا مع تواطؤ حكام المنطقة مع هذا الخيار؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 545 - الأربعاء 03 مارس 2004م الموافق 11 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً