العدد 547 - الجمعة 05 مارس 2004م الموافق 13 محرم 1425هـ

طبول تقرع

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

تفاوتت التحليلات والاستبصارات المختلفة لما حدث في العراق أساسا، صبيحة العاشر من محرم الجاري، وذلك بعدما طوحت المتفجرات بالأجساد البريئة في بغداد وكربلاء، فكانت «القاعدة» أول من لاح في الأفق، على الطريقة ذاتها التي لاح بها اسم بن لادن بسرعة مذهلة عقب حوادث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وإن كانت «القاعدة» لا تنفي - غالبا - ولا تؤكد العمليات التي تتم في مناطق متعددة من العالم، فإنها هذه المرة سارعت إلى نفي الأمر عن نفسها، فأوقعت الجميع في مهمة البحث عن «الفاعل».

السؤال الذي يعقب حوادث من هذا النوع، يدور غالبا حول دائرة واحدة: من هو المستفيد من الأمر؟

إن قتل مئات - أو حتى آلاف - من فئة أو مذهب أو طائفة معينة، لا يعجل في انكفائها، بل ربما يزيدها قوة وتماسكا، والتاريخ يشهد على الكثير من الأعراق والمذاهب التي حورب أتباعها وطوردوا في بقاع الأرض، ولكنهم لم يتلاشوا، فالتاريخ يقول إن أحد حكام بني أمية جهز حملة على الأكراد، فأبادهم عن شأفتهم، وتثبت القرون التالية، أنه لم يتمكن من ذلك فالأكراد بالملايين اليوم... إذا، من المستفيد؟

تتعقد الأمور في العراق أمام الحكومة الأميركية، التي لا تستطيع وقف الهجمات ضد أفرادها من جهة، أو الحفاظ على الوضع الأمني العام مستقرا، وخصوصا في ما يعرف بـ «المثلث السني»، بينما الشيعة يتململون في انتظار فتوى صريحة بـ «الجهاد» ضد قوات الاحتلال... إذا، من المستفيد؟

إن شعار «العراق الموحد» معرض اليوم للتشظي إذا ما بدأ سباق التمترس وراء الحوادث والمخاوف ولم يتمكن عقلاء الأطراف من التصدي لمن يريد النفخ في جمر حرب أهلية يُسمع قرع طبولها من بعيد

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 547 - الجمعة 05 مارس 2004م الموافق 13 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً