العدد 555 - السبت 13 مارس 2004م الموافق 21 محرم 1425هـ

لمَ كل هذا الحقد

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

سألني أحد الشباب: هل قرأت البيان الذي أصدرته إحدى الجهات من دون ذكر اسمها؟ قلت لا. فسلمني ورقة تحت عنوان «المنبر التقدمي يميط اللثام عن وجهه القبيح». ما يلفت النظر إلى أنه يحمل كمّا من الحقد يكفي لنسف بلد بحاله. لماذا أيها الاخوة؟ هل هذا هو مبدأ التسامح والمناداة بالمحبة والسلام. فالإسلام الحنيف يعلن دستوره العظيم «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» (الأنفال: 61) كم هو رهيب ألا نفتح الباب لمن يمدون أيديهم للسلام علينا فنسحب أيدينا عنهم!

ولا أظن أن العبارة التي استشهدت بها الجهة التي أصدرت البيان موفّقة، فقول بيان المنبر «إن هذه الذكرى -عاشوراء - قد غدت ملحمة للبطولة والتضحية ضد الظلم والطغيان» وانتقادها لهذه الكلمات الصادقة التي تنم عن وعي وصدق لماهيّة ثورة الإمام الحسين (ع) وأبعادها أمر لا يستقيم مع صدقية ما ذكره البيان ، ألم تغدُ عاشوراء فعلا ملحمة للبطولة والتضحية ضد الظلم والطغيان في كل زمان ومكان؟ لماذا تريد الجهة التي أصدرت البيان أن تستنكر عليهم مثل طرح هذه الحقيقة فقط لأنها مختلفة معهم في توجهاتهم الفكرية؟ وسواء ذكروا في مرحلة التأسيس انهم ماركسيون أو غير ذلك فإن تغيرات حدثت، وان كثيرا من القياديين في الأحزاب الماركسية لم يكونوا ملحدين وظلوا ينتمون إلى فكرها الاقتصادي من دون فكرها الايديولوجي في جانبه العقائدي. ألم يكن الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب يترك اجتماع المكتب السياسي بمجرد سماع الأذان لأداء صلاته؟ لماذا توصد الباب أمام مئات العناصر الذين انضموا إلى جبهة التحرير الوطني البحرينية التي ناضلت ضد الاستعمار البريطاني وتحققت مكاسب وطنية خدمت الإسلاميين قبل غيرهم بسبب نضالاتهم ونضالات هذا الشعب العظيم، ألم يكن الانفتاح وعودة المنفيين ثمرة هذا النضال؟

لماذا تستنكر هذه الجهة عليهم عبارة «ان المنبر الديمقراطي تحيي ذكرى عاشوراء» أين التجاوز في ذلك ولو قالوا عكس ذلك لتهربوا من الحقيقة. إن المئات الذين انضموا إلى هذه الجبهة لم ينضموا كماركسيين، بل انضموا إليها كتجمع نضالي يطالب بالحقوق المشروعة لهذا الشعب الطيب الذي عانى الكثير. لنتعلم التسامح من أخلاقيات الرسول (ص) الذي دخل مكة منتصرا وقال معلنا عفوه عن ألد أعدائه: «من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن»

العدد 555 - السبت 13 مارس 2004م الموافق 21 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً