العدد 556 - الأحد 14 مارس 2004م الموافق 22 محرم 1425هـ

في الحاجة إلى أجندة سياسية أخرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المراوحة والجمود في عدة جوانب على الساحة السياسية البحرينية ربما يعود إلى أن الاجندة السياسية لدى الحكومة والمعارضة لم تعد صالحة وليست قادرة على تحريك الوضع بصورة إيجابية تتخطى مشكلات الماضي وتقرب الجميع وتدفعهم باتجاه التنمية السياسية والاقتصادية المتكاملة مع هوية المجتمع وطموحات أبنائه. المعارضة تكرر أمورا من شأن بعضها أن تؤدي إلى الاصطدام أكثر من أي شيء آخر، والحكومة تركز على أمور من شأنها أن تباعد بين الحاكم والمحكوم. وقبل أن تتحرك الامور مرة أخرى بصورة أفضل فإن علينا جميعا أن نستشعر الحاجة إلى أجندة جديدة في العمل الوطني.

ولو أخذنا مثالا من علم الفيزياء الذي حرك العصر الحديث فإن قوانين ومكتشفات «إسحاق نيوتن» ظلت هي «الاجندة» الوحيدة التي تحرك عجلة التطور من القرن السابع عشر حتى مطلع القرن العشرين، غير أنه وفي مطلع القرن العشرين اكتشف العلماء أن «قوانين نيوتن» صحيحة ولكن ليس على كل شيء، اذ لا يمكن تطبيقها على الاشياء الكبيرة جدا (مثل المجرات) ولا يمكن تطبيقها على الاشياء الصغيرة جدا (مثل الذرات). ولذلك برزت الحاجة إلى فهم جديد آخر للفيزياء ومن هنا جاء دور «ألبرت آينشتاين» ليكتشف نظرية النسبية (Relativity Theory) التي من خلالها تمكن الانسان من التعامل مع الامور الكبيرة جدا وحل المشكلات المتعلقة بها وبالتالي سبر أغوار الفضاء. ثم كان اكتشاف نظرية ميكانيكا الكم (پuantum Mechanics) التي أمكن من خلالها التعامل مع الذرات والالكترونيات وماهو أصغر من ذلك (الكوارك). ما بين هذا وذاك تبقى قوانين نيوتن صالحة لأنها تقريبية وسهلة (نسبيا) على العلماء، بينما النظريات الأخرى دقيقة ومعقدة جدا وتحتاج إلى علم غزير وخبرة واسعة لفهمها واستخدامهما. ومنذ مطلع القرن العشرين والبشرية تطورت في كل الجوانب، وأكثر هذه التطورات تعود لاكتشافات «الاب الثاني لعلوم الفيزياء» ألبرت آينشتاين.

اننا بحاجة إلى أن نتحرك خارج الاجندة السياسية الحالية التي ربما نفعتنا كثيرا في الماضي، ولكنها بحاجة إلى تطوير من عدة جوانب وبحاجة إلى إعادة صوغ وفهم أوسع وأدق من الفهم الماضي. وعملية صوغ أجندة اخرى تحتاج إلى صفاء النفوس أولا لكي يتمكن كل طرف من الحديث بحرية وجرأة من دون أن يساء فهمه ومن دون أن ينتج عن ذلك اصطدام لسنا بحاجة إليه ولا ينبغي أن يسعى إليه أي طرف (سواء كان رسميا أو أهليا) إن كان هذا الطرف يحب البحرين ويعمل من أجل مستقبلها.

إنه لمن الخطأ أن نجمد عقولنا وأفعالنا على معادلات نستخدمها في أوضاع تزداد تعقيدا مع الايام. كما أن أي طرف (سواء كان رسميا أم أهليا) يعتقد أن بإمكانه استخدام أساليب نفعت في الماضي ما عليه إلا مراجعة جميع تجارب الامم. فلم يستطع أحد تكرار تجربة الحزب الشيوعي البلشفي الذي قاد الثورة الروسية في 1917 ولم يستطع أحد تكرار تجربة الثورة الاسلامية في إيران العام 1979. والسبب في ذلك هو أن الاطراف الاخرى تدرس التجربة وتغير قوانين اللعبة وبالتالي فإن الحاجة تبرز إلى أجندة جديدة لها أساليبها المناسبة لها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 556 - الأحد 14 مارس 2004م الموافق 22 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً