العدد 556 - الأحد 14 مارس 2004م الموافق 22 محرم 1425هـ

إنسان هذا البلد

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

أصعب شيء على إنسان هذا البلد الوقوف عاجزا أمام طغيان الآخرين وجورهم عليه وهو غير قادر على رد جورهم، لكونه لا يمتلك أدوات القوة التي تمكنه من ردعهم، ولا أدل على هذا الحال من ارتفاع أسعار مواد البناء والأراضي، وانتظار طلبات الإسكان والقروض لعشرات السنين، في حين ينعم بها وافدون أو مجنسون في فترة قياسية، فهذه أمور يقف أمامها إنسان هذا البلد بطيبته حائرا، لا يستطيع لها ردا ولا صدا، ولا يملك إلا أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

الحراك المجتمعي يتبلور في المستقبل في ظل تطور آليات الدفاع عن النفس، ووصول الضرر بإنسان هذا البلد إلى درجة لا يحتمل معها الصمت، باتجاه لا يتصوره الكثيرون ممن لا يرصدون نمو حركة الاحتجاج عند الكثير من أبناء الشعب، فمن يحتكر السلع ويرتفع بها إلى أسعار جنونية، ومن يمارس أشد الابتزاز لاحتياجات الناس اليومية، قد يتفاجأ مع إحساس الناس بالخسارة في كل الأحوال بالإضراب عن شراء سلع معينة أو أية حركة احتجاجية، وخصوصا إذا تبلورت طبيعة المجتمع المدني، وتحركت حركة الاحتجاج فيه باتجاه أكثر تنظيما.

إلى الآن، لا يمكن للمتأمل العادي رصد هذا النوع من التفكير في سلوك الناس تعويلا على طيبتهم وأريحيتهم، ويكون الرصد باتجاه سلبي، وهو قبول الناس وتكيفهم مع الأوضاع القاهرة، من دون القدرة على تنظيم خياراتهم الدفاعية، إلا أن الاتجاه العكسي لكل هذه الخيارات، سينتج عنه تغيير شمولي في آليات الدفاع، وخصوصا إذا ما تضافرت آليات الاحتجاج السياسي جميعها دفعة واحدة، وفي أكثر من موضع، عندها سيصل الأمر عند البعض إلى حد الانتقام من الواقع، وخصوصا إذا وجد أن الحلول لمشكلاته معدومة، فليراجع ذوو الشأن مواقفهم، وليرأفوا بإنسان هذا البلد

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 556 - الأحد 14 مارس 2004م الموافق 22 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً