العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ

أحمد ياسين: أيها الشاهد والشهيد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أيها الشيخ الجليل... لقد عشت بين قومك شاهدا على ظلم الصهاينة لهم واحتلال أراضيهم، ورحلت شهيدا مخضبا بدمك. رحلت من هذه الدنيا الفانية من دون أن تحني رأسك إلى من أراد إذلال شعبك المظلوم الذي يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من نصف قرن... دافعت عن شعبك وعشت معهم واستشعرت آلامهم وعرفتهم حق المعرفة، وعرفوك حق المعرفة... دافعت عنهم ودافعوا عنك وأبيت إلا أن تصمد معهم مهما حاول المحتلون الذين يدعون أنهم أصحاب حق إلهي وأنهم رواد ديمقراطية... لقد كنت شاهدا على زور ما يدعون، وكنت شاهدا على نفاق دول كبرى تدعي مناصرتها للديمقراطية واذا بها تضرب بكل هذه المفاهيم في فلسطين الحبيبة.

لقد كنت شاهدا على عصر الاستكانة والإذلال الذي أراده البعض لنا، وأبيت ان تكون أحد الذليلين الذين يخضعون للزيف والعدوان والادعاء على الله وعلى الإنسانية... لقد كشفت لكل الإنسانية ان ما يقوله أدعياء الديمقراطية ليس إلا غلافا لجوهر عنصري غير إنساني وليست له علاقة بمفاهيم الحق والحقوق.

لقد كنت شاهدا وقلت لشعبك إن الله أكرم كل البشر ولا يمكن لاي جهة سواء كانت مدعومة من قوة عظمى أم غير مدعومة أن تسحق كرامة الإنسان... لأن ذلك ضد إرادة الله في خلقه.

لقد كنت شاهدا على المحتلين الذين ادعوا زورا أن الله قال لهم إن فلسطين لهم وإن عليهم قتل الفلسطيني. حاشا لله ذلك، فالله سبحانه وتعالى لا يأمر إلا بالعدل والاحسان، لا البغي والعدوان.

لقد كنت شاهدا على عصرك، وانتفضت ومن معك من المستضعفين ضد هذا الإذلال الدولي الذي أوكله البعض لمجموعة إرهابية يقودها أسوأ الإرهابيين في العالم... فهذا هو الإرهابي ارييل شارون الذي أشرف على مذبحتي صبرا وشاتيلا قبل أكثر من عشرين عاما يصبح الرئيس الديمقراطي ورجل السلام في عيون الذين لا يعترفون بحق شعوبنا في العيش بكرامة وأمان في أوطانهم.

كنت الشاهد على كل أنواع الظلم وعلى كل أنواع البغي... وكنت الشاهد والمساند والقائد لشعبك ضد أبشع أنواع الاستعمار والاستحمار ورفضت أن يستحمر أحد شعبك... فانتفضت وانتفضت... وقدمت روحك فداء لشعبك... فداء لدينك... فداء للإنسانية التي تبحث عن كرامتها وترفض أن يسحقها إرهابيون من أمثال شارون.

أنت الشهيد القتيل الآن... أنت الشهيد الحي الذي سيبقى ذكره يلاحق المحتلين الظالمين الباغين... أنت الشهيد الذي التحق بالرفيق الأعلى مبتسما سعيدا وتركت خلفك نوعين من البشر: نوع تعيس يظلم ويحتل أو يعاون الظلمة... ونوع سعيد يقاوم الظلم والاحتلال ويرفض إلا أن يعيش بعزة وإباء... فنم قرير العين يا شيخ المجاهدين لأنك لم تمت وإنما التحقت حيا بربك وحيا في مجتمعك حتى يأذن الله بنصر منه

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً