العدد 578 - الإثنين 05 أبريل 2004م الموافق 14 صفر 1425هـ

وقت للتجدد

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

بعد هذه الشهور التي مرت من جهد كبير بذلته جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع للتوصل إلى سبل لحل القضايا المعلقة، والتي باتت محاور أساسية في لغة الخطاب، بات من الواضح أن هناك حاجة ماسة لوضع «عدة القتال» لفترة ولو قصيرة من الزمن، والتأمل مليا في ما آلت إليه الأمور، وكيف يمكن للبحرين أن تخرج من هذه الدائرة التي توشك أن تنغلق من دون أن تجد لها حلا.

لقد كان الانغماس المبالغ فيه في قضايا بعينها (من أهمها ما أطلق عليه القضية الدستورية، التجنيس السياسي، البطالة، التمييز... الخ) قد أسهم في افتقاد المشهد العام، فهذه الملفات الكبيرة التي تحتاج إلى النقاش الجدي، الحوار المباشر بين أطراف العملية جميعا، كونها ملفات بالغة التعقيد وكثيرة الأشواك، وبالتالي، فإن دفعها إلى الساحة التي لم تستقر آلياتها بعد، ربما أسهم في نفرة أطراف في الصف الشعبي نفسه، كان من الواجب إدخالهم في هذه القضايا حتى لا تصبح المطالبات فئوية، أو مقتصرة على شرائح معينة من الشعب.

وكما أسهم الأمر في هذه النفرة، أسهم أيضا في ارتباك الحكومة التي اعتقدت أنها «نظفت» كل الملفات السابقة وأنها ستبدأ من جديد لتجد أن الملفات ذاتها لا تزال تلاحقها، فأسقط في يد عدد من رموز السلطة، وبات البعض يفضل لو لم تكن هناك فسحة لكل هذه المطالبات.

وفي خضم هذا التدافع، لا تزال آراء تتردد من الداخل والخارج على السواء مفادها «هل الإصلاح نقمة على البحرين؟»... والجواب دائما «إنما هي فترة تختبر فيها الأطراف مكانتها في الوطن، وعما قريب يهدأ الغبار ويتسق دوران التروس».

سنحتاج فترة نتجدد فيها ونفكر في الخطاب من كل الأطراف، نبتعد على اللوحة قليلا، لنراها أكثر وضوحا

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 578 - الإثنين 05 أبريل 2004م الموافق 14 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً