العدد 580 - الأربعاء 07 أبريل 2004م الموافق 16 صفر 1425هـ

الصحافة الحرة مسئوليتنا جميعا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اجتماع رؤساء تحرير الصحف اليومية أمس بادرة حسنة نأمل استمرارها؛ لانها تهدف الى الخروج بميثاق شرف وضوابط ذاتية للصحافة البحرينية. فالبحرين تمر بمرحلة انتقالية باتجاه مزيد من الديمقراطية والحريات العامة. والمخاطر امامنا عدة، واسوأ خطر يكمن في تخلينا عن المسئولية في الطرح، والحيادية في نشر الانباء، والتعريف بمختلف وجهات النظر في المجتمع، والتقريب بين مختلف الاطراف، والوقوف امام التطرف والممارسات التي من شأنها ان تحرف المسيرة الإصلاحية أو تقود الى الفوضى او الى الدكتاتورية أو نفي التعددية.

ما ميز اجتماع الامس هو استعداد رؤساء الصحف لممارسة النقد الذاتي ومصارحة بعضهم الآخر بشأن ما يرونه من ممارسات خاطئة قد تضر بمصالح البلد والمواطنين. والسؤال الذي تردد هو: مَنْ سيدفع الثمن غير الشعب فيما لو لم نمارس عملا مهنيا ملتزما بمبادئ المواطنة البناءة والفاعلة والمشارِكة في الشأن العام؟

إننا نشارك المخلصين من ابناء البحرين والحقوقيين الذين يطالبون بالمحافظة على كرامة المواطنين، وعدم التعرض لقضايا تثير الحزازت والطائفية، وعدم نشر أسماء وصور تضر بسمعة الاشخاص الذين توجه لهم اتهامات قبل ان يحاكموا او قبل ان يثبت ما قيل ضدهم. إننا نشارك المخلصين الذين يدعون إلى مراعاة ما ينشر لكي لا يتم تعظيم بعض الذين يمارسون نشاطات لا تخدم الوطن او يصرحون تصريحات مثيرة ولكنها هزيلة وتؤدي للإضرار بمصالح البحرين الاقتصادية والسياسية.

إننا ايضا مع دعاة الحرية والديمقراطية والعمل الوطني المسئول الذين يطالبون بتعريف الرأي العام بالحوادث من المصادر المحلية من دون ان يحتاج إلى الرجوع للمصادر الخارجية او السرية لمعرفتها، وخصوصا اذا كانت الحوادث تتعلق بمصلحة عامة او تهدف الى تنوير الرأي العام او تهدف إلى طرح الخيارات الاخرى لتعزيز مبدأ التعددية.

الصحافيون الذين يلتزمون بمهنتهم لا يقبلون نشر أخبارٍ على الاولى؛ لان هناك مَنْ سيعاقبهم او سيمنع عنهم الاعلانات اذا لم يُنشر هذا الخبر او ذاك بالالوان او على الصفحة الاولى.

الصحافي الملتزم هو الذي لا ينجرف وينهزم أمام الهدايا والرحلات المجانية التي يحصل عليها او الدعوات التي تنتج عنها تنازلات من شأنها تغيير مجرى التغطيات التي يقوم بها. والصحافي الحر هو الذي يتحرر من العمل الإضافي الآخر - مثل العمل في العلاقات العامة لمؤسسة ما او العضوية فيها - بحيث ينتج عنه نشر اخبار دعائية او منع نشر اخبار حقيقية تجري في تلك المؤسسة خوفا من فقدان ما يحصل عليه من عوائد مادية.

الصحافي الملتزم هو الذي يؤمن بأنه صاحب رسالة مقدسة هدفها الحقيقة والدقة وعدم الكذب او التزوير والصدع بالكلمة الحسنى. والصحافي الملتزم بأخلاقية المهنة هو الذي يستطيع التضحية بخبر او تغطية اذا كان النشر يعني انتشار الفتنة بين الناس او الإضرار الكبير بمصالح البلاد التي يحبها ويعمل من اجلها.

على أن كل هذا الكلام الجميل يمكن ان يتبخر على ارض الواقع اذا لم يكن هناك مجتمع حيوي يراقب بعضه الآخر. فالمجتمع الحيوي هو الذي يصون كل شيء، فالقوانين ومواثيق الشرف لا أثر لها بغير وجود مجتمع ناشط ومتفاعل مع قضاياه كما هي حال مجتمعنا البحريني. ويوازن كل ذلك تفهم الحكومة أن الحرية الصحافية تفترض وجود الازعاج أحيانا، ولكنه ازعاج يشبه صفارة الإنذار التي تحمي الإنسان، ولا تقضي عليه. وبإذن الله ستعمل «الوسط» ما في وسعها للتعاون مع الآخرين، ولكن كل ذلك يجب ان يكون من اجل خدمة البحرين وأهلها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 580 - الأربعاء 07 أبريل 2004م الموافق 16 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً