العدد 583 - السبت 10 أبريل 2004م الموافق 19 صفر 1425هـ

يوم الأربعين... يوم الحسين... المعنى والهدف

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

في ذكرى الأربعين، تقفز إلى الذهن معان كبار، وفي يوم الأربعين تُثار أسئلة حري بها أن تُثار:

هل الحسين للشيعة وحدهم؟ هل الحسين للمسلمين وحدهم؟ هل الحسين للعراق، لإيران، للخليج؟ هل الحسين لبقعة معينة من الأرض؟ هل الحسين لأمة خاصة من الأمم؟ هل الحسين لزمان معين من الأزمنة؟ هل الحسين لشعب مخصوص من الشعوب؟

وتأتي الاجابة قاطعة حاسمة: لا، لا، وألف لا. فالحسين لم يكن صغيرا كسائر الصغار، ولم يكن هدفه محدودا كسائر الأهداف. لم تكن نظرته ضيقة كنظرة الآخرين، ولم تكن غايته عند قدميه حتى يحده زمان أو مكان.

إن الحسين ورسالته الخالدة امتداد لجده العظيم ورسالته الشاملة التي لا تفرق بين الألوان والأجناس والمواقع والقوميات، إنهما معا رحمة للعالمين «حسين مني وأنا من حسين». إنه بحجم الدنيا، بل إن الدنيا لتصغر أمام عظمة الحسين. الحسين مصلح لا كسائر المصلحين الذين عرفتهم الأرض على مر التاريخ. الحسين هو ذلك النهر الدفاق الذي وصل معينه إلى كل جذر، الحسين هو ذلك النور الوهاج الذي أخذ طريقه إلى كل ضمير، الحسين هو ذلك الشعور الإنساني الفياض الذي تسرب إلى كل قلب، الحسين هو ذلك النموذج الحي الفريد للإيثار، للتضحية، للفداء من أجل الحق، ومن أجل الإنسان، من أجل إنسانية الإنسان.

فلا غرابة أن نرى الحسين أنشودة عذبة يرددها كل إنسان، وأن نرى أهدافه الكبيرة مطمحا عزيزا لكل واع حر شريف من بني الإنسان.

لقد غدا الحسين رمزا لكل القيم النبيلة التي ينشدها الإنسان في كل مكان، فها هو الإنسان العربي، والإنسان الهندي، والإنسان المسلم، والإنسان الهندوسي، والإنسان الآسيوي، والإنسان الإفريقي، والإنسان العالمي، هاهم جميعا وقد توحدت مشاعرهم، والتقت ألسنتهم وقلوبهم في يوم الحسين وتحت راية الحسين، فغدا الكل يهتف باسم الحسين، وصار الجميع يترسمون خطى الحسين، ويسيرون على درب الحسين، وينشدون أهداف الحسين، ذلك أن الحسين صار يعنى لديهم جميعا «مصباح هدى وسفينة نجاة» كما وصفه جده الأكرم (ص).

إنه الفتح العظيم الذي بشر به أبو الشهداء «من لحق بنا استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح».

وها هو العالم بأسره يلبي نداء الحسين «لبيك يا أبا عبدالله»... «لبيك يا حسين»... وما أعظمه من فتح، أجل إنه الفتح المبين، في يوم الحسين... يوم الأربعين

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 583 - السبت 10 أبريل 2004م الموافق 19 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً