العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ

المراجعات

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

في أي عمل سياسي، يكون الانصياع الكامل، وتكتل التيار كله في جناح واحد غير متعدد المقاعد، بين يمين ويسار ووسط، وتفريعات أخرى في كل الأطراف، إنما هو دليل على مرض يوشك أن يقع في هذا التيار، فالتوافق إلى حد التطابق، إنما يدل على وجود خلل في التيار، إما لهيمنة قلة قليلة على مجريات الأمور ورسم السياسات، وإما على عجز وقلة وعي من أعضاء التيار أو التوجه، الأمر الذي لا يمكنهم من أن يجهروا برأي مخالف، إما خوفا وإما عجزا عن بلورة هذا الرأي وكشفه على الملأ. وفي اليومين الأخيرين، أي منذ أن تم الإعلان عن تحركات تجري في جمعية «الوفاق» بين أكثر من فصيل، كان هناك بعض المنتمين إلى الجمعية أو المتعاطفين معها، ممن أبدوا «أسفا» على ما يجري، و«خشية» من انفلاش الجمعية كلها إثر هذا الحراك الداخلي الذي أثبت أن هناك أكثر من مقعد، على أكثر من جناح داخل الجمعية، وراحوا يتبارون في تحميل المسئولية إلى أناس بعينهم قادوا الوضع إلى ما صار عليه، وربما إلى ما يخشونه في المستقبل.

إلا أن الناظر إلى أساس تكون هذه الجمعية، يدرك أنها كانت «توافق» اتجاهات شيعية معارضة متفاوتة تحت سقف واحد بغية تأمين أكبر قدر من الزخم لحركتها، وكان متوقعا أن «تتململ» بعض الأطراف عندما تقف عند القرارات الكبرى التي يجب على الجمعية اتخاذها.

ربما تنقسم الجمعية وتخرج من تحت عباءاتها جمعيات أخرى تمثل تياراتها الخاصة، ربما تتألف فيها جماعات ضغط (لوبي)، وربما يصار الأمر إلى تآلف بين التيارات، ولكن كل هذا لا يعني أن الحراك أمر سيىء، وأن المراجعات مرفوضة، وأن «شق عصا الطاعة» سيىء على إطلاقه

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 592 - الإثنين 19 أبريل 2004م الموافق 28 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً