العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ

لجنة الحوار الوطني

عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

الاقتراح بإنشاء لجنة دائمة للحوار الوطني بناء ومفيد وجدير بالاهتمام من طرف الجميع. هذه اللجنة إذ ما تشكلت فبإمكانها فتح أبواب واسعة لتبادل الأفكار والآراء في قضايا الوطن وهمومه في كل اتجاه وتعمل على تعميق الجدال الدائر بأفق رحب فيه بُعد نظر وتأمُّل ضمن قيم ومبادئ اجتماعية عالية. حتما سيكون الحوار نقطة نلتقي فيها جميعا انطلاقا من حرصنا على الدفاع عن هويتنا الوطنية المشتركة التي هي جوهر وجودنا وكينونتنا.

فتح الحوار من قبل الناشطين السياسيين والجمعيات السياسية والجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الداخلية أصبح ضروريا ويتطلب تحركا سريعا متناغما مع التغييرات التي تشهدها هذه الوزارة السيادية، إذ إن لها صلة مباشرة بالشارع البحريني، سواء في الماضي أو الحاضر، وهي التي تملك الملف الأهم كما نعلم جميعا.

الحوار مع القيادة الجديدة في وزارة الداخلية يتمثل في فتح صفحة جديدة ناصعة البياض وطي صفحة الماضي بكل ما تحويه من ذكريات مؤلمة، والعمل على ترسيخ أسس وقواعد لعلاقات جديدة أساسها المؤازرة والتعاضد.

يمكن أن تتشكل هذه اللجنة من الشخصيات الوطنية المستقلة والحقوقيين وممثلي الجمعيات السياسية ومسئولي وزارة الداخلية، ممن هم على درجة من الدراية والثقافة الضروريتين لمثل تلك الحوارات.

تضع اللجنة أسس وقواعد العمل المشترك والتنسيق في إدارة الجلسات النقاشية ومتابعة الأمور المطروحة، ضمن ثوابت وطنية وفي جو من الشفافية والثقة المتبادلة.

الفرصة مواتية تماما، ولكن إشهار اللجنة يتوقف على مدى استعداد وتجاوب الجهة الرسمية ومدى تقبلها للفكرة، بعد أن قالت الأوساط الشعبية كلمتها.

يبدو لي أن هناك خيوط أمل يمكننا التمسك بها، وخصوصا بعد تصريح وزير الداخلية الأخير، حينما أكد ضرورة فتح قنوات الاتصال والحوار والتشاور مع المجتمع على أوسع نطاق لكسب ثقة المواطنين. المواطنون استقبلوا التصريح، الذي جاء في قالب حضاري رائع، بكل ارتياح ويأملون أن يكون شعار الداخلية من الآن فصاعدا «الشرطة في خدمة الشعب». إن ما يجعل المواطن أكثر تفاؤلا هو تعيين رئيس جديد للأمن العام هو اللواء عبداللطيف بن راشد الزياني. هذا المنصب الذي كان في الماضي القريب تحت سيطرة حفنة من رموز البوليس السياسي الأجنبي، ممن سطروا صفحات سوداء في دفاتر وزارة الداخلية، وكانوا هم ومرتزقتهم ينهبون المال بيد ويقمعون أبناء البلاد بيد أخرى. وهناك أخبار أخرى تتحدث عن إصلاحات قادمة، تشمل تغيير قيادات أمنية كبيرة وإخراج عناصر كانت مسئولة في السابق وإحلال كوادر جديدة محلها. نرجو أن تكون هذه التغييرات جادة وتأتي بعناصر وأشخاص يكون حرصهم الأول والأخير على الوطن والمواطنين، وتعميق العلاقة المشتركة من خلال اللجنة الدائمة للحوار الوطني بعد إشهارها

العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً