العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ

اتقوا تصريحاتكم

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

الحشود ورنّة المايكرفون من أكثر ما يثير من يتصدى للخطابة لكي ينساق في كلامه إلى مواقع غير محمودة، ربما يندم عليها تاليا، أو يؤاخذ عليها مستقبلا.

أليس هذا الحاصل محليّا على صعيد الوزراء والمسئولين الذين يكثرون من طرح المشروعات، و«تمر السنون وتأتي السنون» ولا يتحقق شيء منها، بما يدخل اليأس إلى نفوس الناس، ويبيتون غير مصدقين للتصريحات، وخصوصا تلك المشروعات من عيار عشرين مليون دينار فصاعدا؟

في المقابل يئس الناس أيضا - أو يكادون - من تصريحات كثرة من النواب بتبني ملفات محددة، وحين «العرض» تجد أن الحماس لم يكن وحده كافيا لحمل الملفات، والأمر ذاته ينطبق على المعارضة. وخارجيا، فإن مقولات طالبان في العام 2001 بأن غزو أفغانستان لن يكون إلا بمثابة مقبرة كتلك التي لاتزال قائمة منذ عقود للإنجليز عندما فعلوا ذلك، ناسين أن الزمن تغير كثيرا منذ ذلك الحين، وهم وحدهم لم يتغيروا.

وعندما جاء دور العراق لتدك كل مقومات الدولة فيه، قال مسئولوه ما معناه «لا تحسبوا أننا أفغانستان»، ووعدوا بتساقط الغزاة على أسوار بغداد كما تتساقط الحشرات بالمبيدات... وما حدث أن أفغانستان دكت بقنابل وصواريخ بما لا تتحمله بنيتها الهشة، وبما لم تتوقعه من كمية النيران، وتعلم الأميركيون لعبة الحروب الجديدة، ببسط الأرض بسجاد القنابل قبل أن ينزل أشاوسهم إلى الأرض الممهدة، وهذا ما فعلوه مرتين في العراق. أما إيران فقد صرح قادتها بأن إيران ليست كالعراق، وأن قوى الاستكبار ستندم، ويا له من تصريح، وما أشبهه بتلك التصريحات التي سبقته، فما الذي لدى إيران من مكامن للقوة لا تعلمها القوى العالمية، وما الذي تراهن عليه؟

يمكن لأي قريب من الحدث أن يفسر الأمر بأنه لازم لحفظ الكرامة الوطنية، وأن لحم هذا البلد أو ذاك مرّ. التصريحات النارية لا تغري إلا أكف التصفيق، أما العارفون فإن اعتقادهم بأن ألف قذيفة من كلامٍ لا تساوي قذيفة من حديد

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً