العدد 662 - الإثنين 28 يونيو 2004م الموافق 10 جمادى الأولى 1425هـ

العراق في حقبة جديدة ما بعد صدام

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سلّم الحاكم المدني الأميركي بول بريمر السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة بشكل مفاجئ قبل الموعد المحدد في 30 يونيو/ حزيران الجاري، بحضور رئيس الجمهورية غازي الياور ورئيس الحكومة إياد علاوي في احتفال بسيط غادر بعده بريمر بغداد، مخلفا وراءه مسئولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة الجديدة في تثبيت الأمن والاستقرار في ضوء الحوادث الدامية التي يشهدها العراق منذ احتلال العراق بحجة امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل تهدد أمن المنطقة. فكان نهاية مارس/آذار 2003 أول تحرك أميركي للإطاحة بنظام صدام، حتى يوم التاسع من ابريل/ نيسان من العام نفسه وسقوط تمثال صدام في ساحة الفردوس أمام جماهير غفيرة هتفت فرحا لسقوط نظام ظالم خلف الفساد والدمار في عراق الحضارة والتراث. وبذلك تم تدشين مرحلة جديدة كانت باكورة أعمالها تشكيل بول بريمر بعد استلامه السلطة بعد غارنر مجلس حكم انتقالي مكون من 25 عضوا وهي أول سلطة تنفيذية ما بعد صدام. تلا ذلك إعلان الحكومة العراقية وحل المجلس السابق، فاحتل اليارو منصب رئيس للجمهورية وهو رجل عشائري بمعاونة نائبين ثم تسمية علاوي رئيسا للحكومة، لكن الغريب والمفاجئ تسليم السلطة قبل الموعد المعلن في نهاية يونيو والمتزامن مع موعد انعقاد قمة الناتو في اسطنبول بمشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش وموافقة الحلف على تدريب قوات الأمن العراقية وغموض الموقف السائد بشأن مكان التدريب هل هو في العراق الجريح الساري نحو الشفاء من دماء ملايين الأبرياء الذين سقطوا شهداء أم عراق يحقن دموع الثكالى وداء الشهداء واليتامى؟ فلننتظر ونرَ، وكما يقول الشاعر الجاهلي المخضرم طرفة بن العبد:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

العدد 662 - الإثنين 28 يونيو 2004م الموافق 10 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً