العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ

زهرة لن تنبت

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

الأزمة التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية، ليست جديدة على الأمة العربية، فإذا اتخذت الأنظمة الحاكمة من «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» شعارا، والمعركة هنا تعني تحرير فلسطين، فما بالنا بالوضع داخل فلسطين نفسها، فـ «المعركة» هناك مقدسة إلى الدرجة التي ألهت الجمهور الفلسطيني عن البحث عن جذور مشكلاته، والتعامل مع الانعكاسات والنتائج، وهذا ما يجعله لا يتقدم كثيرا، بل يفقد الجهات الخارجية التي دأبت على إحاطته بالحدب والعون والرعاية.

إن طلب أطراف في السلطة أو ممن هم قريبون منها، أو من المستفيدين من بقائها على وضعها الحالي، أن تتوقف المطالبات بالإصلاح، والنظر إلى العدو من خلال فوهة كلاشينكوف واحدة، ورص الصفوف، كلها مطالبات تقول بغض الطرف عما يحدث وراء الكواليس من نهب منظم للمقدرات والمساعدات الإنسانية، والفساد الإداري والمالي الذي هز السلطة أكثر من مرة، ولكن هناك من يؤجلها دائما بداعي أن «الإصلاح» ليس وقته الآن، فالآن وقت النضال السياسي والعسكري، وبالتالي المطالبة ببقاء الوضع على ما هو عليه حتى ترى زهرة من زهرات فلسطين رافعة العلم الفلسطيني على بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

والذي يعلمه جيدا المؤجلون للإصلاح، والواضعون العصي في عجلاته، أن هذه «الزهرة» لا تكون لها قدمان ما دام النخر يتم دورته في كل مناحي البيت النضالي الفلسطيني، وأن هناك من يستفيد بتمثيل الأدوار المزدوجة، وان من مصلحتهم ألا تنكشف الحسابات، وألا تبيضّ الدفاتر، وألا يُعرف من صفى هذا المناضل أو ذاك، ومن تسبب في أن يخسر الشعب الفلسطيني - وبالتالي «القضية» - كل هذا الوقت بلا تقدم سياسي أو عسكري.

هناك اليوم من يصم المطالبين بالإصلاح بشتى الأوصاف المرتبطة التي تحوم حول الخيانة ومرادفاتها، بصفتهم يشقون الصف الفلسطيني، الذي لم يكن صفا أساسا ليشق، لأن ما «فاح» من مآس، قد جعله صفوفا منذ زمن ليس بالقصير

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً