العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ

بِع الثلاجة والمبردة واشتر «حِب» و«شب»

وصية «أبا مالك» العراقي

أحمد البوسطة comments [at] alwasatnews.com

كاد بعض البحرينيين أن يطبقوا «الحقيقة» التي توصل إليها «أبا مالك» العراقي، حين باع «الثلاجة والمبردة» واشترى بدلهما «حِب» - بكسر الحاء - للماء، وذلك لانقطاع الكهرباء لعدة من ساعات الدوام بطول البلاد وعرضها يوم الاثنين.

برر «أبا مالك» العراقي بيعه للثلاجة والمبردة على رغم إنها ملك العائلة والأولاد أكثر مما هي تخصه بقوله: «أنا أعرف بمصلحة عائلتي، ولم أفعل ما يضر بهم، بل بالعكس أنا ضربت عصفورين بحجر واحد... فقد خلصتهم من أشياء لا فائدة ترجى من ورائها... سوى التعب: «كل ساعة طفي... أشعل وطفي» وضمنت لهم وجود الماء البارد والصحي طوال الوقت...! وأعدت لهم أمجاد يا عرب أمجاد... جدي وأبي وملّة خضير فقليل من «الشب» نحركه في حب الماء، وعلى هذا الأساس... وفرت لهم الماء البارد طبيعياً والمعقم بالشب وخلصتهم من التذمر والتعب، وكلٌ مروحته اليدوية في كفه وضمنت لهم مصروف شهر كامل بهذه الدنانير التي ترونها أمامي».

زمان، كان البحريني لا يحتاج إلى الثلاجة ولا إلى المثلجات، يتناول الأولون من أهالينا لحماً وسمكاً طازجين، والحليب والخضرة كذلك طازجة «من الدالية إلى البيت، أو من البيت نفسه إلى أهله»، وحين يشتد القيظ يملكون أكثر من خيار لطرد الحرارة والرطوبة و«الّلزوغة»، فالتربة خصبة، والينابيع والعيون العذبة كثيرة ومنتشرة في كل زاوية من زوايا البحرين، وهي بالمناسبة (العيون)، تخضع لملكية «مشاعية» لا تعرف «الخصخصة» ولا الملكية الخاصة؛ وأما الزراعة من النخيل والأشجار فهي كثيرة ومتنوعة، فالأرض خضراء «والبساط سندسي» تتخلله نسمات هواء بارد يأتيك من كل الاتجاهات، أمّا الآن فالخيارات محدودة ومحدودة جداً، اللهم إلا عند المقتدرين و«المتنفذين» ومن خارج الحدود عن صيف البحرين القاتل، وإن كانوا كما تشاء الظروف، موجودين على هذه الأرض الطيبة، فإن الانقطاع الكهربائي لا يمسهم بسوءٍ لاعتبارات الوجاهة، والمحظوظ من الأهالي سينعم بهذه الخدمة الجليلة إذا صادف أن يكون بيته في منطقة هذا المسئول.

خيارات الفقراء ومتوسطي الدخل، وأكثر من 90 في المئة من الشعب الذي حصلت بلاده الرقم (1) في التنمية البشرية في الوطن العربي؛ وأعلى مراحل التنمية تعني: كهربة كل البلاد، كانت كالتالي: أما الجلوس في البيت بانتظار الفرج، أو تكديس العائلة و«الجمل بما حمل» في السيارة المكيفة (إذا كانت مكيفة فعلاً) والاتجاه بها نحو المطار أو مستشفى السلمانية، أو الدوران بالشوارع حتى ينضب وقودها، و«تبركن» مع آخر قطرة نفطية في مكان الله وحده يعلم أين!

هذا الذي حصل فعلاً، وازدحام الشوارع ليس بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن الإشارات الضوئية، وإنما لكثرة الهاربين من منازلهم ومن أعمالهم بسبب الحر نتيجة لانقطاع الكهرباء عن البحرين كلها؛ والأنكى من ذلك، يستفزك راديو البحرين بأغانٍ وطنية تشجعك على «الصمود وتحدي الصعاب»، وكأنك في معركة حقيقية مع «العدو»، بينما جل الذين يفتحون الإذاعة مصابون بالقرف ومتعطشون لسماع أخبار عن عودة التيار الكهربائي أو سبب انقطاعه، وكم ساعة سيستمر ومراحل تصليحه... إلى آخره من معلومات تنبئ بالفرح القادم، وتعود الطيور إلى أعشاشها!

مسجات

* سأل أحدهم صديقه: أي محطة بترول مفتوحة لتعبئة سياراتنا؟

- يقال فقط «محطة الخميس»، لكن المشكلة أن السيارات في الطابور واصلة إلى «السبت!».

* لا تخافون (...): هذي مفاجأة من فعاليات مهرجان «البحرين غير وغير!».

* «لعبة الموت!»... مش سيارتك من غير إشارات مرور

العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً