العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ

السيستاني يصلي في «المرقد» ويجتمع بالصدر

مقتل 7 من المارينز في الفلوجة وواشنطن تقر بصعوبة مواجهة المقاومة

بغداد، واشنطن - عصام العامري، محمد دلبح، وكالات 

06 سبتمبر 2004

أدى المرجع الديني السيدعلي السيستاني صلاة الفجر في مرقد الإمام علي أمس - وللمرة الأولى بشكل علني منذ 20 عاماً - كما عقد في مكتبه في النجف اجتماعاً لتدارس الأوضاع الأمنية والخدمية في المدينة، حضره الزعيم الديني مقتدى الصدر، وعمّار الحكيم من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومحافظ النجف عدنان الذرفي.

وذكرت مصادر قيادية في التيار الصدري لـ «الوسط» أن كوادر الحركة تنهمك في نقاشات مع النخب بغية بلورة برنامج سياسي تشارك عبره في العملية السياسية. وأضافت أن العمل يجري على تدوين النظام الداخلي للحركة وأن «جيش المهدي» سيبقى في هذا الإطار وسيوقف عملياته.

إلى ذلك، قتل سبعة من «المارينز» وثلاثة من أفراد الحرس الوطني في الفلوجة في أعنف هجوم ضد التحالف منذ أشهر، وفي وقت لاحق أسقط مسلحون طائرة من دون طيار في المدينة ذاتها، واغتيل زعيم عشيرة بو دراج ونجله في منزله قرب سامراء.

وفي غضون ذلك، اعترف مسئولون عسكريون أميركيون بالبطء غير المتوقع في تطوير الجيش العراقي وإنهاء عمليات المقاومة. وفي الوقت ذاته، نفى المسئولون العراقيون أنباء القبض على نائب الرئيس المخلوع عزة الدوري، وانتقد نائب الرئيس إبراهيم الجعفري الطريقة التي تعاملت بها بغداد مع المسألة.

ومن ناحية أخرى، أفرج مسلحون عن خمسة رهائن، إلا أن المجموعة التي تختطف الصحافيين الفرنسيين طالبت - في رسالة على الإنترنت - بدفع فدية بقيمة خمسة ملايين دولار، وحددت مهلة 48 ساعة للاستجابة لشروطها، لكن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران شكك في صحة الرسالة.


السيستاني يزور مرقد الإمام علي (ع) «علنياً» للمرة الأولى منذ 20 عاماً ويبحث وضع النجف

سحب مزاعم اعتقال الدوري ومقتل 7 جنود أميركيين في الفلوجة

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات

قالت الحكومة العراقية أمس إنها لم تعتقل نائب الرئيس المخلوع عزة الدوري في تراجع مثير للحرج بعد يوم من إعلان مسئولين أنه اعتقل في غارة نفذتها القوات العراقية. وفي ضربة أخرى للحكومة والقوات الأميركية قتل 7 من مشاة البحرية الأميركية و3 من رجال الحرس الوطني في انفجار سيارة ملغومة في الفلوجة.

وجاء بيان الحكومة العراقية بأنها لم تقبض على الدوري، بعد 24 ساعة من الغموض بهذا الشأن. وقال الناطق الرسمي باسم الداخلية صباح كاظم في اتصال هاتفي مع «رويترز» «إن الشخص الذي ألقي القبض عليه في تكريت ليس هو عزة الدوري». وأضاف «بعد إجراء الفحوصات المطلوبة لمعرفة شخصية الرجل تبين انه ليس عزة الدوري بل شخص آخر من أقرباء الدوري وهو مطلوب للعدالة أيضاً». وأثار التخبط بين كبار المسئولين تساؤلات بشأن مدى فاعلية وتماسك الحكومة العراقية. وتكافح الحكومة التي تولت السلطة في أواخر يونيو/ حزيران لاحتواء المسلحين والتعامل مع أزمة الرهائن. ولم يرد على الفور توضيح من جانب الحكومة بشأن كيفية سقوط عدد من كبار المسئولين في هذا الخطأ. وهذه هي المرة الثانية التي تتراجع فيها الحكومة العراقية عن معلومات أعلنتها منذ تسلمها السلطة.

وكانت الحكومة قالت الشهر الماضي إن الشرطة دخلت مرقد الإمام علي (ع) في النجف من دون طلقة واحدة للسيطرة عليه وانتزاعه من رجال ميليشيا الصدر. واتضح أن التقرير زائف. وفي إشارة إلى وقوع التباس في الأمر نفى سكان تكريت وشرطتها وقوع أية عمليات في المدينة على علاقة بما تردد عن اعتقال الدوري أو أي شخص آخر على رغم محاصرتها منزل شخص يدعى صالح النعيمي وتفتيشه صباح الأحد. وأفاد أحد مواطني بلدة حمرين «إن الشرطة المحلية اعتقلت قبل يومين شخصاً اسمه عزة إبراهيم العبيدي للاشتباه بتورطه بإطلاق نار على ابن شقيق وزير الخارجية هوشيار زيباري على الطريق العام بين بغداد وكركوك الأسبوع الماضي». كما أكد المدير العام لصحة تكريت أنه لا صحة لمقتل 70 شخصاً في المدينة لليومين الماضيين».

وفي تطور آخر قتل 7 جنود أميركيين و3 من عناصر الحرس الوطني في هجوم بسيارة مفخخة بالقرب من الفلوجة. وأكد الجيش الأميركي في بيان أن سيارة مفخخة انفجرت قبيل الظهر قرب الفلوجة (...) وأدى الانفجار إلى مقتل 7 من المارينز و3 من الحرس الوطني». ويعد هذا أكبر عدد للقتلى بين القوات الأميركية في هجوم واحد منذ 5 أشهر.

وعقب ذلك قامت طائرات حربية أميركية بالإغارة على المناطق السكنية في مدخل شمالي الفلوجة وقصف عدد من المواقع فيها. وأفاد شهود بأن «المقاتلات حلقت فوق الحي العسكري وقصفت 3 منازل بالصواريخ ودمرتها بشكل كامل».

اعتقال مسئول أمني سابق

أفاد مصدر في الشرطة بأن سيارة مفخخة انفجرت في الموصل ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص بجروح. من ناحية أخرى قال مصدر آخر إن مترجماً عراقياً لدى القوات الأميركية قتل برصاص مجهولين في منطقة البكر بالموصل. ولقي أحد أفراد الحرس الوطني حتفه في بعقوبة وأصيب 3 آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة على دورية على الطريق العام غربي المدينة. كما ذكرت مصادر في الحرس الوطني أن 15 من أفراد الشرطة والحرس قتلوا وأصيب 28 آخرون خلال العمليات في اللطيفية. وذكرت شرطة كركوك أن مسئولاً أمنياً في عهد صدام اعتقل في إحدى ضواحي كركوك في إطار عملية مشتركة نفذتها قوات التحالف بالتعاون مع الشرطة والحرس الوطني.

خاطفون يطالبون بفدية

وحصلت الحكومة العراقية على دعم جديد بعد الأنباء بشأن إطلاق سراح 5 رهائن أجانب. وقال وزير الخارجية الأردني مروان المعشر إن 4 من سائقي الشاحنات وهم 3 أردنيين وسوداني أفرج عنهم أمس. وقالت أنقرة إن جماعة أخرى أفرجت عن سائق شاحنة تركي بعد أن تعهدت شركة يعمل فيها بوقف نشاطها.

ووصل وزير الخارجية العراقي إلى عمّان أمس لإجراء مباحثات مع المعشر بشأن ملفات أمنية واقتصادية تهم البلدين.

إلى ذلك طالبت المجموعة التي تختطف الصحافيين في رسالة نشرت على الإنترنت الأحد بدفع فدية بقيمة 5 ملايين دولار للإفراج عنهما محددين مهلة مدتها 48 ساعة للاستجابة لشروطهم. وقالت فرنسا أمس إنها ترى مؤشرات على أن الرهينتين سيفرج عنهما.

وقال مفاوض مسلم إن المحادثات بشأن إطلاق سراحهما في مراحلها الأخيرة. وقال فؤاد علوي أمين عام اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية إن الجهود لإطلاق سراح الرهينتين في مراحلها النهائية. وقال: «اعتقد أننا في مرحلة هي مرحلة يمكن أن أصفها بأنها مرحلة تسليم الرهينتين والتي تختلف عن مرحلة إطلاق سراح الرهينتين». في غضون ذلك، أعلن عن اختطاف مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الرمادي من قبل تنظيم لم يكشف النقاب عن هويته أو مطالبه.

وفي تطور متصل عقد المرجع الديني السيدعلي السيستاني بمكتبه في النجف أول اجتماع من نوعه لتدارس الأوضاع الأمنية والخدمية في النجف حضره الزعيم الديني مقتدى الصدر وعمار الحكيم من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ومحافظ المدينة عدنان الذرفي. وقال متحدث باسم السيستاني إن الاجتماع كرس لتطبيق مبدأ سيادة الأمن والقانون وحث الحكومة على الإسراع بعملية إعادة إعمار المدينة وتهيئة مستلزمات استقبال زوار العتبات وتدارس ما قامت به الشرطة وقوات الحرس في اقتحام مكتب الشهيد الصدر في المدينة.

وأضاف المتحدث أن السيستاني حث المجتمعين على ضرورة عدم خرق بنود الاتفاق المبرم مع مقتدى والعمل على تطبيق مبدأ سيادة القانون وتنشيط دور المرجعية في توعية المواطنين وإرشادهم ونبذ الخلافات وتعزيز الوحدة الوطنية وعدم سفك الدماء وإبراز دور الدين.

وزار السيستاني فجراً ضريح الإمام علي (ع) في أول ظهور علني له داخل الضريح منذ 20 عاماً، بعد أن كان رهن الإقامة الجبرية بأمر من صدام، وحث على الإسراع بإنجاز أعمال الصيانة قبيل افتتاح أبواب الضريح الأسبوع المقبل.

وعلى جانب آخر شارك المئات من سكان النجف في مسيرة سلمية أمام مكتب الصدر تعبيرا عن غضبهم من تدمير المدينة. وكانت قوات من الشرطة والحرس الوطني طوقت لبضع ساعات مقر الصدر بهدف تفتيشه قبل أن تنسحب.


مجلس الوزراء يقيل سالم الجلبي

بغداد - بنا

قرر مجا لس الوزراء العراقي إقالة سالم الجلبي من مهماته كرئيس للمحكمة الخاصة بالرئيس المخلوع صدام حسين وتعيين نائبه طالب الزبيدي بدلا عنه. ويأتي القرار بعد دعوات لنقل محاكمة صدام إلى الخارج إذ كان سالم من اشد المعارضين لنقل تلك المحاكمة. يذكر انه سبق أن صدرت مذكرة قبض بحق سالم لاتهامه بمحاولة الاشتراك في قتل مسئول بوزارة المالية الأمر الذي نفاه الجلبي مؤكدا حضوره إلى بغداد للدفاع عن نفسه بعد تغيير مذكرة القبض إلى استدعاء

العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً