العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ

تحريك الجماهير

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

مجموعة اعتبارات سياسية وأخلاقية تدعو أي منصف إلى تقييم منهج المعارضة وأدائها السياسي بصراحة وشفافية أكبر، ومنها عدم حفاظ المعارضة على مكتسباتها السياسية والتاريخية، ومنها جمهورها العريض المهمل. وإذا انتقد البعض - ممن هم قريبون من صاحب المقال سياسيا ووجدانيا - مقاله الأخير «التكتيك البيني نموذجا»، فهذا النقد لا ينبغي أن يجره إلى مغالطات عاطفية، لأن لسان العقل يقول «صديقك من صَدَقَكَ لا من صدَّقك».

حقيقة أخرى لا يمكن تجاهلها أيضاً، وهي أن جمعيتي «الوفاق» و«العمل الديمقراطي» هما المتصديتان الفعليتان بمعية الجمعيتين الأخريين لأهم الملفات الوطنية، ولكنه ليس التصدي المطلوب الذي لا تشوبه النواقص، والأهم من ذلك: أنه لا يمكن اختزال الشعب في جمعيتي «الوفاق» و«العمل»، ولا يمكن أن يكون التكتيك البيني بين الجمعيتين ورموزهما بديلاً عن حركة الجماهير التي أهملت كثيراً، ففقد العمل السياسي عنفوانه. ولتسليط الضوء على منهج «تحريك الجماهير وقت الحاجة» يمكن الوقوف على تصريح رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الأخير في خطبة الجمعة، والذي دعا فيه الجماهير إلى التصدي لقانون الجمعيات السياسية، والسؤال لسلمان: هل دعوة الجماهير للتحرك هو عند الحاجة إليها فقط، ثم تتخذ الجمعيات السياسية موقفاً مغايراً للجماهير في غرفها المغلقة بعد تأجيجها بالخطب النارية على غرار ما حصل قبيل توقيع العريضة الدستورية؟ وهل الجمعيات الأربع مستعدة لمواجهة استحقاق معارضة قانون الجمعيات السياسية إلى النهاية؟ وهل تملك من الأساس آليات تحريك الجماهير بعد أن جعلتها ترقد في سبات عميق؟

أحد المتهمين بتجييش الشارع قال قبل أن يتضح الموقف من العريضة الشعبية وتأجيلها: لا أجدني قادراً على دعوة الناس لتوقيع العريضة، وقرار التوقيع لم يحسم بعد، وأنصحكم بعدم تجييش الشارع، لأن ذلك خلاف الأمانة مع الناس، فهل تملك الجمعيات شجاعة هذا الموقف إذا لم تكن بقدر التحدي؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً