العدد 802 - الإثنين 15 نوفمبر 2004م الموافق 02 شوال 1425هـ

التربية والقضايا المعاصرة في مملكة البحرين

محمود العلوي comments [at] alwasatnews.com

عرفت البشرية في تاريخها نوعين من مناهج التربية، المنهج الالهي والمناهج الارضية على اختلاف انواعها، تبعا لتصوراتها لطبيعة الحياة والانسان والعلاقة بين الفرد والمجتمع، والمجتمعات بعضها بعضا. والإنسان باعتباره موضوع التربية لا ينظر اليه مستقلا فهو لا يعيش الا في مجتمع، والتربية هي التي تشعره بالانتماء الى مجتمعه بكل ما فيه من قيم واتجاهات وآلام ومصالح.

ويرى افاكون وب، في كتاب «مستقبل التربية» ان كلمة تربية تشمل سلسلة من العمليات المحددة المعالم، وهي التي يقوم الجنس البشري من خلالها بنقل المعرفة والمهارات والمواقف والاتجاهات والسلوك والادوار الى الاجيال الشابة.

اما التربية الإسلامية فهي التي تعد البيئة الصالحة التي لها اثر في تكوين الفرد فالرسول (ص) يقول «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه» لذلك فالتغير البيئي يشمل جميع جوانب الحياة ومؤثر في الفرد، وعليه فقد وضع الإسلام المنهج وحدد الأهداف «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد: الآية 11)، فالتربية الإسلامية كما يراها مقداد يلجن علم اعداد الإنسان المسلم لحياتي الدنيا والآخرة اعدادا كاملا من الناحية الصحية والعقلية والعلمية والعقدية والروحية والاخلاقية والاجتماعية والإرادية والابداعية في جميع مراحل نموه في ضوء المبادئ والقيم التي جاء بها الإسلام، وفي ضوء اساليب وطرق التربية التي بينها، وقد ازكت وظيفة الضمير ليقف حارسا يقظا يحول بين النفس وبين السيئ من القول والفعل فيما يختص بها ويختص بحقوق الآخرين.

إن الاساس الذي يجب ان يعتمد عليه في بناء مناهج التربية، طبيعة المجتمع وحاجاته ومشكلاته، خصوصاً ما يواجهه المتعلمون في كل مرحلة من مراحل نموهم من مشكلات مجتمعهم.

وهناك كثير من المشكلات والقضايا الاجتماعية، التي اظهرتها احدى الدراسات التي قمت بها في مملكة البحرين وشملت مئة من المسئولين في مختلف قطاعات المجتمع بحسب اوزانها النسبية، ومن اهمها الآتي: ضعف العلاقات بين الاقارب 75,66 في المئة، وانحراف الاحداث 80 في المئة، وضعف فاعلية وسائل الاعلام المرئية والمسموعة 77 في المئة، وتفكك العلاقات الأسرية 67,50 في المئة، وضعف سيطرة الاسرة على الابناء 65 في المئة، والاسراف في الاستهلاك 68 في المئة والاسراف في الحفلات 66 في المئة، والبطالة 70,66 في المئة، وسيادة وسائل الترفيه على التوجيه للعلم 71,66 في المئة، وازدياد حالات الطلاق 70,66 في المئة، والحسد 73,66 في المئة، والكذب 73 في المئة، والوساطة 65 في المئة، والنميمة 68 في المئة والغيبة 70 في المئة.

إن الدين الإسلامي نظام شامل متكامل، وضع نظما قيمية ومعيارية وانماطا للسلوك الاجتماعي بكل مظاهره الفردية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ولاشك في ان المؤسسات الاجتماعية والتربوية والاعلامية في المملكة تبذل جهودا مكثفة لحل هذه المشكلات، ومن يطلع على المناهج المطورة للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم يجد انها تراعي مناقشة المشكلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع بصراحة ووضوح وتضع حلولا لها في ضوء المعايير التي وضعها الدين الإسلامي

العدد 802 - الإثنين 15 نوفمبر 2004م الموافق 02 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً