العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ

الجراد... آفة أخرى تقض مضاجع إفريقيا

محمد الاسباط comments [at] alwasatnews.com

كان المشهد كوميديا عندما التأمت قمة وزراء زراعة دول شمال وغرب إفريقيا الأسبوع الماضي في السنغال لبحث الآليات المثلى لمكافحة الجراد الصحراوي الذي بات مهددا جديا للمحاصيل الزراعية التي تعتبر أهم منتجات تلك البلدان بعد انتشاره الكاسح فيها. وفيما كان الوزراء يجولون في إحدى المزارع النموذجية الحكومية هجمت عليهم أسراب كثيفة من الجراد الذي كان يتطاير من حولهم حتى غطى السترات والقمصان والأجساد وحجب الرؤية في بعض الأحيان. لكأن الجراد أراد أن يعلن تحديه مسبقاً للوزراء المغلوب على أمرهم.

وتقول تقارير «الفاو» ان محاصيل الحبوب في منطقة الساحل الإفريقي قد تتأثر لأسباب أهمها موجات الجراد الصحراوي، ولكأن إفريقيا في حاجة إلى كوارث أخرى تتهددها لتضاف إلى سلسلة من الكوراث التي ظلت تعانيها لعقود من الزمان في تزامن مع مؤشرات جدية ببدايات نهضة اقتصادية مع تزايد الاهتمام بمستقبلها كينبوع نفط بالغ الغنى. غير أن الأقدار تضيف لإفريقيا كوارث طبيعية أخرى إلى كوارثها المزمنة من نحو الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية وانتشار «الإيدز» و«الملاريا» والأوبئة والفساد وسوء الإدارة... وغيرها من الأمراض التي قعدت بهذه القارة العامرة بالخيرات والوعد.

وتعاني العديد من الدول في شمال وغرب افريقيا من مهددات الجراد الصحراوي الأحمر اللون الذي بدأ التكاثر بأعداد ضخمة منذ نحو شهرين. وتقول منظمة الأغذية والزراعة «فاو» إنها رصدت ظاهرة انتشار الجراد في وقت متزامن في منطقة تمتد من السعودية إلى موريتانيا لكنه لن يسبب أضرارا على الأرجح في مصر مع انخفاض درجات الحرارة.

والمعروف عن الجراد الصحراوي أن سرباً متوسطاً منه من الممكن أن يغطي مساحة تتراوح من 10 كيلومترات إلى 100 كيلومتر مربع، في حين يمكن أن يغطي السرب الكبير منه نحو 500 كيلومتر مربع. ويقدر الخبراء أن الجرادة البالغة تستطيع أن تأكل مثل وزنها تقريبا أو نحو غرامين من النباتات يوميا. وعلى ذلك يمكن لجزء صغير من سرب متوسط الحجم يصل وزنه إلى نحو طن من الجراد أن يلتهم ما يأكله يوميا نحو عشرة أفيال أو 25 جملا أو 2500 إنسان. ويقول خبراء ان الجراد يحتاج إلى حرارة لا تقل عن 30 درجة مئوية حتى يصبح في حال نشاط كامل وانه يأكل كميات قليلة للغاية إذا انخفضت الحرارة.

وكان خبراء «الفاو» حذروا فعلاً السلطات في السودان والسعودية لمراقبة الوضع. وكانت أسراب من الجراد قد وصلت إلى بلدان مثل كريت ولبنان من النادر أن تشهد مثل هذه الظاهرة.

ترى هل يستطيع الجراد التي يتكاثر بكثافة مذهلة أن يعوق خطط واحتمالات نهوض القارة الإفريقية أم أن القارة التي تنتظر ما تدخره الأقدار لها قادرة على تجاوز الأزمة كما هو تاريخها العامر بالأزمات

العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً