العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ

ماذا حصد العراق من اجتماع وزراء الداخلية لدول الجوار؟

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

فاروق حجي مصطفى

فيما كانت الأنظار تتجه نحو الأزمة الانتخابية في العراق وإلى نتائج ومقررات مؤتمر «شرم الشيخ»، عقد في  

دون شك ان الوضع في العراق يفرض على الجميع العمل لإنقاذه، بما فيهم إيران وتركيا. وكان من المفترض ان تشاطر هاتان الدولتان (إيران وتركيا) سورية وتسبقها في إيجاد صيغة للحل الأمني.

ربما اجتماع وزراء دول الجوار كان مفيداً وهو سيساهم في حل جزء من المشكلة، إلا ان ما لا تدركه هذه الدول هي الطلبات العراقية الأخرى الكثيرة، فمثلاً ربما يطالب العراق من الجوار أيضاً ان يجتمع وزراء الإعلام، إذ يعتقد بعض العراقيين انه الجزء الباقي والأهم. بمعنى آخر ستطلب واشنطن أو العراق من هذه الدول ان تعتمد سياسة إعلامية معينة تجاه الحال العراقية، والسؤال هو: هل سنرى يوماً مطالبة لاجتماع وزراء الإعلام في دول الجوار؟ إذ ربما يعتقد البعض ان هناك مشكلة إعلامية، وهذه المشكلة تبدو أكثر للحكومة العراقية، وربما لهذا السبب أغلقت الحكومة مكتب الجزيرة في بغداد (إذ مايزال مكتب الجزيرة مغلقاً منذ أكثر من ثلاثة أشهر)، وكان الحديث يتكرر عن القنوات الأخرى مثل العربية وغيرها.

لا أحد يختلف على ان العراق بحاجة الى دعم الجوار بجميع الأشكال، والجوار أيضاً بحاجة الى العراق واستقرار العراق يفيد الجميع، والكل يعرف انه بحاجة الى المساعدة الأمنية والإعلامية والسياسية. وربما حصد العراق نصيبه من المساعدة السياسية في اجتماع «شرم الشيخ»، بينما يحتمل أن يكون العراق قد حصد الجائزة الأمنية في اجتماع طهران، لكن السؤال الكبير الباقي هو كيف بوسع هذه الدول ان تؤمن الديمومة لمثل هذه التفاهمات؟

ما شاهدناه وسمعناه عشية اللقاء كان مفيداً للعراق، إذ مر الاجتماع بهدوء غير متوقع وبتفاهم غير متوقع أيضاً، فلولا العتابات المتبادلة لكان الاجتماع ناجحاً بامتياز. وربما وصف مؤتمر طهران بأنه لا يقل أهمية عن مؤتمر «شرم الشيخ» بالنسبة للعراق وذلك بناءً على عدة اعتبارات، بدا للجميع ان هناك حاجة فعلية على مستوى الدول الحضور لضبط الحدود وإدانة الارهاب المفرط.

دون شك ان مؤتمر طهران له رونقه الخاص، وذلك لأن إيران ربما من أكثر الدول التي أرادت ان يتم تغيير النظام السابق، وهي أكثر من أية دولة أخرى، باستثناء الكويت، التي تضررت من النظام السابق، وهناك نقطة أخرى هي أن الكثير من القوى التي لها حضورها الآن في حكم العراق، انما خرجت من رحم إيران وحصلت على الدعم الكافي منها، وهي تمتلك الآن علاقات ودية وجيدة مع طهران الى حد الآن.

بقي القول ان تفاهم هذه الدول على ان العراق يمر بوضع صعب وانه يعيش تحدياً حقيقياً هو بحد ذاته يسجل إنجازاً بالغ الأهمية بالنسبة للعراق، وهو بالتالي سيخلق آفاقاً رحبة للتعاون والشراكة وتتبلور ثقافة حسن الجوار بشكل افضل وأمتن

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً