العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ

عبد الحسين ميرزا « والادارة الحديثة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مساء أمس نظم مركز البحرين للدراسات والبحوث ندوة حاضر فيها وزير الدولة عبدالحسين ميرزا عن «فلسفة الادارة الحديثة وعوامل نجاح المؤسسات». ولقد كان الحضور نوعيا ومميزا من خلال مشاركاته بعد استعراض راق على المستوى الاكاديمي والخبرات نفسها التي يمتلكها ميرزا.

وقد استعرض عوامل نجاح المؤسسات من خلال الدراسات والبحوث والتنظيرات التي يطرحها الخبراء الغربيون واليابانيون (وأكثر من 90 في المئة من التنظيرات أميركية) حول المؤسسات الناجحة. ومن تلك العوامل الانحياز للعمل (بدلا من التركيز على التنظير والكلام)، والحرص على القرب من الزبون (والقرب من المواطن في حال كون المؤسسة تختص بالحكومة)، ومنح الصلاحيات لمن يقوم بالعمل لكي يشعر بأنه متمكن ويستطيع ان يبدع، والتركيز على زيادة الانتاجية من خلال الموارد البشرية المتطورة، وان يعتمد المديرون على معرفتهم عن قرب بالعمل وبمن يقوم به وكيفية اداء العمل، وان تركز المؤسسات على المهمات التي تستطيع زيادة القيمة فيها، وان تعتمد المؤسسات على هيكلية مبسطة وان تكون القيادة مرنة وفعالة، وان تكون العلاقات شبكية ومتداخلة وليست صارمة او متجمدة... الخ.

وقال ميرزا ان بعض الناجحين يصيبهم الغرور، وهنا يبدأ فشلهم، مستشهدا بقول احد الخبراء الاداريين: «لاشيء يفشل كالنجاح». وأكد دور القيادة وثقافة المؤسسة وكيف ان كل هذه العوامل يجب ان تكون متوافرة لكي يتحقق النجاح. فالبيئة التي تفتقد القيادة الديناميكية والفاهمة لا تستطيع النجاح، كما ان البيئة التي لا تملك ثقافة مؤسسية ناجحة لا تنجح. وأشار في معرض حديثه الى قرارات صدرت حديثاً في أميركا بشأن سقوط المركبة الفضائية «كولومبيا» في 2003، وبشأن انقطاع الكهرباء في نيويورك في العام نفسه الى «خلل في الثقافة المؤسسية». واعتبر ان اعتراف القانونيين والمحققين بعامل الثقافة دليل على صحة ما يقوله خبراء الادارة من ان الثقافة التي تنتشر داخل المؤسسة لها عامل حساس في النجاح وهي توازي عامل القيادة التنفيذية.

غير ان ميرزا أثار إحباط أحد الحضور عندما قال إن تغيير الثقافة المؤسسية يحتاج إلى 15 عاماً، وهو ماحدى بإحدى الأخوات إلى التساؤل عن هذه المدة وكيفية تقصيرها.

وفي الواقع، فإن الوزير ميرزا يشير الى التغيير الثقافي التدريجي الذي يحتاج الى هذه الفترة، فهناك أساليب اخرى لإحداث «الهزات» الثقافية التي تنتج التغيير المطلوب (تغيير العقلية) .Paradigm Shift

والملاحظة المهمة الاخرى، التي طرحها أمس ايضا، هي ان التنظيرات الغربية تتحدث عن وضع يتطلب وجود التكنوقراط، او ما يسمى بـ «طبقة الاحترافيين» Professional Class ، وان تكون هذه الطبقة ذات نفوذ فعلي ولها احترام وتقدير وان تكون متطورة ولها قدرات واضحة وخبرات ناجحة. والواقع لدينا هو ان هناك محترفون، ولكن كثيرا منهم «خاضعين» خضوعا مهينا في بعض الاحيان للطبقة السياسية. والعلاقة بين السياسي والمحترف في بلداننا ليست كما هي في اميركا واوروبا واليابان وغيرها. فعلى رغم وجود نخبة محترفة، فإن المرء يستغرب كيف تتصرف بعض هذه النخب وكأنها من فئة «العبيد» الذين لاحول لهم ولا قوة، بل وتراهم في كثير من الأحيان وكأنهم أغبى الأغبياء، بسبب خضوعهم على حساب احترافهم.

إننا ننظر إلى الخبرات المتفوقة - ومن بينها الوزير ميرزا - ويحدونا الأمل بأن نستطيع الاستفادة من التنظيرات والخبرات الإدارية والقيادية الغربية، وهذا يتطلب ان نرفع شأن المحترفين وان نعترف بهم على أسس تختلف عما هو عليه الأمر حالياً في بلداننا العربية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً