وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الدعوة أمس إلى حزب العمل «المعارض» لبدء محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في إجراء يساعد على تجنب إجراء انتخابات مبكرة ويمهد الطريق للانسحاب المزعوم من غزة.

ويأتي هذا العرض بعد أن صوتت اللجنة المركزية لحزب الليكود أمس الأول بالموافقة على التراجع عن قرارها حظر التفاوض مع حزب العمل لتشكيل ائتلاف حكومي.

وبينما يشعر كثير من أعضاء الليكود بالقلق بشأن دخول حزب العمل في حكومة معهم فإن تصويت اللجنة المركزية للحزب بغالبية 62 عضواً واعتراض 38 لصالح الدخول في ائتلاف مع «العمل» يبين أن قلة فقط هم الذين لديهم رغبة في إجراء انتخابات قبل عامين من الموعد المقرر.

ويمثل هذا الإجراء «ضربة» كبيرة للمتمردين المتشددين في حزب الليكود الذين يعارضون التخلي عن القطاع أو أي أراض احتلتها «إسرائيل» في حرب العام 1967 وحاولوا منع الدخول في شراكة مع حزب العمل المؤيد للانسحاب وسيلة لوقف ذلك.

هذه هي الاستراتيجية المتبعة من قبل اليهود، الاتفاق بينهم مهما تكن درجة الاختلاف في الرؤى، وما كان يتوقع غير ذلك لأن مصلحة كيانهم الصهيوني تأتي أولا، فمهما اختلفوا فيما بينهم فإن التوحد ضد العرب والمسلمين ومن أجل استمرار احتلال فلسطين وتقوية الصهيونية العالمية وزيادة نفوذها يجب أن يتفقوا عليه ويأتلفوا فيه، وسنشهد في الأيام المقبلة نتائج هذا الائتلاف، فمتى نعي الدرس ونترك الفرقة ونعمل معاً بصدق وحكمة واستراتيجية واضحة من أجل تحرير فلسطين وتحرير أنفسنا من الاحتلال والاستعمار بشتى صوره؟