العدد 828 - السبت 11 ديسمبر 2004م الموافق 28 شوال 1425هـ

البريطانيون ليسوا مستائين من فضيحة بلانكيت

مهدي السعيد comments [at] alwasatnews.com

تثير فضيحة وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت (ضرير، وكان تعيينه محل احترام لانه يمثل المعوقين في المجتمع) المتعلقة بعلاقته غير الشرعية مع إحدى السيدات الأميركيات مزاج الشارع لإبداء الطرائف والنكات عن هذه القضية التي تحاول الصحف البريطانية تسليط الأضواء عليها يومياً.

فقد أشارت استطلاعات الرأي التي نشرتها صحيفة «ذي صنداي اكسبرس» إلى البريطانيين لا يتخذون موقفاً غاضباً من تصرف بلانكيت ولا يحمّلون هذه المشكلة اكثر من كونها وسيلة للتسلية في أعياد الميلاد، إذ يحتاج الناس إلى فسحة من التندر.

ويبدو ان طواقم السياسيين من أطراف مختلفة تحاول تغذية صحف الهجوم على بلانكيت بالمزيد من التحريض، فقد طالبت بعض قيادات حزب المحافظين بإقالته من منصبه بسبب هذه الفضيحة، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني بلير لا يجد ثمة مبرراً قوياً لاتخاذ مثل هذا الموقف، ولاسيما انه عبر عن معرفته بهذه العلاقة. والواضح ان المزاج الشعبي البريطاني والغربي عموماً، كما حدث مع فضيحة الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون ومونيكا، يعتبر مثل هذه التصرفات شخصية وانها ربما تزيد من تعاطف الجمهور مع صاحب الفضيحة «الغرامية». فالرأي العام البريطاني منقسم بين اتجاهين في هذه القضية، الاتجاه الشعبي ربما يلوم كلا الطرفين اي بلانكيت وعشيقته ولكنه لا يذهب بعيداً كما يذهب إليه الاتجاه الآخر المتمثل في شريحة السياسيين وخصوصاً المحافظين.

وتحاول الصحف البريطانية اللعب على وتر هذه الفضيحة، والواضح انها تعاني حالياً من فراغ إعلامي، بعد أن انشغلت فترة طويلة بقضايا سياسية تهم رئيس الوزراء طوني بلير فيما يتعلق بالحرب على العراق والموقف من تفخيم القضية المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل العراقية. وحين انتهت تلك القضايا لم تعد الساحة الإعلامية البريطانية قادرة على سد الفراغ، لذلك أخذت تبحث عن قضية جديدة، فوجدت في فضيحة بلانكيت وعشيقته المتزوجة كمبرلي كوين فرصة ذهبية للإبقاء على امتداداتها الإعلامية في أوساط الناس.

المشكلة أن الصحف البريطانية لم تتوقف عن علاقة كمبرلي كوين (ناشرة مجلة «سبكتيتور») وبلانكيت، فقد توصلت في خضم الحملة ضد الوزير إلى وجود علاقة أخرى بينه وبين موظفة شابة تصغره بعشرين عاماً كانت تعمل في وزارته إذ كان وزيراً للتعليم، وهكذا تستمر المشكلة ولا يتوقع ان تنتهي إلا بعد انتهاء أعياد الميلاد والدخول إلى العام الجديد، فالناس متعطشون إلى التسلية وان كان ذلك على حساب سمعة السياسيين

العدد 828 - السبت 11 ديسمبر 2004م الموافق 28 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً