العدد 862 - الجمعة 14 يناير 2005م الموافق 03 ذي الحجة 1425هـ

"زلزلة الحصون"

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

استراتيجية المقاومة الفلسطينية مستقلة عن المسار السياسي والمفاوضات، يعملون بصمت ولكن نتائج عملهم تدوي في العالم وليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، وهم في الوقت ذاته سياسيون لا يمانعون التحاور ولكن ليس الحوار الفارغ الذي لا يؤدي إلى تخليص الفلسطينيين من معاناتهم "الأزلية"، وإنما يرون أن الحوار يجب أن يكون من منطلق قوة يجعل الطرف المقابل يأخذهم على محمل الجد ويرضخ لتقديم تنازلات كما تفعل السلطة الفلسطينية. ومع غياب هذا الأمر في الجانب الإسرائيلي الذي لا يرى أن الفلسطينيين طرف قوي ينبغي التحاور معه على أساس أنه ند، فقد ارتأت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في القوة لغة مسموعة جدا عند الإسرائيليين وهم لا يعتدون عليهم وإنما يدافعون عن عزتهم وشعبهم وأرضهم وعرضهم من عدو لا يمتنع عن فعل أي شيء في سبيل استتباب احتلاله وإصراره على عنصريته المتمثلة في اعتقاده بأنه "العرق السامي".

فهاهي حركات "فتح" و"حماس" و"لجان المقاومة الشعبية" الفلسطينية تنفذ عملية "زلزلة الحصون" في معبر المنطار "كارني" في قطاع غزة وتسفر عن مقتل ستة إسرائيليين وإصابة أكثر من خمسة عشر آخرين بجروح.

واعترف عدد من المحللين والسياسيين الإسرائيليين بأن هذه العملية - وهي الثانية منذ تولي محمود عباس "أبومازن" رئاسة السلطة - تمثل قفزة في طريقة عمل حركات المقاومة، وهو خير اعتراف إذ جاء من العدو. ويظهر - مهما أنكر الإسرائيليون - مدى الرعب الذي يعيشونه بفضل عمليات المقاومة، وستكون القاومة هي فعلا القادرة على دحر الصهاينة وانسحابهم من قطاع غزة وجميع الأراضي المحتلة

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 862 - الجمعة 14 يناير 2005م الموافق 03 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً