العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ

جمعيات لا تتعاون!

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

يمكن تقسيم الجمعيات الشبابية في النشاط والحيوية إلى قسمين، الأول نشط وفاعل في الساحة الشبابية، والآخر ضعيف وغير قادر على تسيير أموره التنظيمية الداخلية. ولكن هناك سمة مشتركة لدى معظم هذه الجمعيات، وإن اختلف حجمها طبقا لقيادات كل جمعية. وتظهر هذه السمة بشكل واضح في علاقة الجمعيات بالوزارات والمؤسسات الحكومية، وهي علاقة جفاء معلن وتصل إلى درجة القطيعة في بعض الأحيان.

تبدأ القطيعة في الغالب بعد إصدار "وزارة العمل والشئون الاجتماعية" سابقا قرارات إشهار الجمعيات الشبابية، ثم تتأكد بعد أن تظهر الجمعية الشبابية الجديدة إلى العلن وتواجه الصعوبات العادية، وهي تحديات البقاء، فليس لديها موازنة أو حتى مقر، وعندما تفكر في اللجوء إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة فإنها ستصطدم بمحدودية الموازنة المخصصة للشباب، وبالتالي ستتخذ موقفا مباشرا من ذلك، وتعتبر المؤسسة مقصرة تجاه الشباب وتجاه جمعياتهم.

بعد ذلك تكون نظرة الجمعيات تجاه الوزارات والمؤسسات الحكومية مرتبطة بموقفها من المؤسسة، إذ نجد كل جمعية تتحفظ على التعامل أو التعاون مع أية وزارة لقناعة القائمين على الجمعية بأنه ليس بإمكانها أن تحقق أية مكاسب من هذا التعاون أو التعامل، فلن تحصل على مقار أو موازنة جيدة بإمكانها أن تسير بها أمورها لفترة.

لا اتفق تماما مع هذه النظرة السائدة بوضوح لدى القائمين على الجمعيات الشبابية، بل أرى أن هناك فرصا كبيرة للتعاون، وإمكانات كثيرة في الحصول على دعم بل وتوفير مبالغ مالية ممتازة من التعامل مع الوزارات والمؤسسات الحكومية. ولكن كل هذا يتطلب تفكيرا عميقا، وعملا دؤوبا من أجل تحقيق هذا الهدف. ولو كنت مستشارا لإحدى الجمعيات الشبابية لاقترحت عليها، أن تقيم كل فعالياتها وبرامجها وأنشطتها تحت رعاية إحدى الشخصيات الرسمية سواء كانت في السلطة التنفيذية أو التشريعية، أو حتى كبار المسئولين في مؤسسات وشركات القطاع الخاص، والقصد من ذلك هو الحصول على الزخم الإعلامي المناسب والكفيل بإبراز مكانة هذه الجمعية في المجتمع البحريني، ومن ثم الحصول على الدعم المطلوب من قبل الشخصيات الرسمية الراعية سواء كان هذا الدعم معنويا أو ماديا. وبعد فترة سيتطور الأمر وتحصل الجمعيات من كل فعالية على دعم مادي وإن كان محدودا، ولكنه في مجمله إيجابي، وبالإمكان أن يساهم هذا التعاون في إحداث تعاون أكبر على مستوى القطاع الخاص.

وهناك ثلاث جمعيات شبابية أدركت أهمية هذا التعاون بعد أن كانت علاقاتها مع المؤسسات الحكومية في جفاء شديد، وغيرت توجهاتها، وأصبحت علاقتها مع تلك المؤسسات إيجابية، وبدأت تحصد مكتسبات جراء هذا التعامل والتعاون. ولذلك ينبغي أن تكون الريادة في قيادة الجمعيات الشبابية لهذه الجمعيات بدءا من جمعية أطفال وشباب المستقبل، فجمعية الشبيبة البحرينية، وملتقى الشباب البحريني. ولابد للجمعيات الأخرى أن تدرك الخطوات التي تقوم بها هذه الجمعيات، وما حصدته من وراء تعاونها مع المؤسسات الرسمية.

وإذا كان الشباب يسعى لنيل حقوق ومطالب معينة فلابد أن يسعى إليها ويبعد عنه أية شعارات أو مطالب مثالية

العدد 864 - الأحد 16 يناير 2005م الموافق 05 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً