العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ

أنابيب النفط ومخاطر لم تكن في الحسبان

هناء بوحجي comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

دقت حادثة تسرب النفط من الأنابيب المارة بمنطقة الصخير جرس انذار لابد من أن يسمع في مجلس ادارة شركة نفط البحرين "بابكو" قبل أن تتوالى الحوادث المشابهة في أماكن أخرى تمر بها أنابيب النفط.

وعلى رغم أن الأنابيب التي أصطدمت بها سيارة مسرعة كانت أنابيب ناقلة للنفط البحريني من الحقل الى خزانات الشركة فان الحوادث من الممكن ان تتكرر مع أنابيب النفط الناقلة للنفط بين حقول نفط بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية والبحرين والتي تنقل 230 ألف برميل يوميا، هذا على رغم أن هذه الأنابيب تعرضت لحوادث مشابهة فإنها لم تتسبب لها في أي تسربات بسبب قوة احتمال هذه الأنابيب.

ويعود السبب في أهمية المسارعة في تغيير مسار هذه الأنابيب الى أنها عندما بنيت في أربعينات القرن الماضي وفق أعلى مستويات الجودة ولم تتجاوز عمرها الافتراضي حتى الآن كانت تمر بأرض خالية الا أنها ومع مرور الوقت بدأ العمران يزحف عليها.

وهذا ما أكد عليه مدير عام التكرير بالشركة حسين تدين في مقابلة سابقة مع "الوسط" عندما ذكر أن هذا المشروع مهم واستراتيجي للبحرين والمسألة فقط مسألة وقت، وهو أكد أيضا في المقابلة ذاتها أن أهمية المشروع على رغم ان هذه الأنابيب في حال ممتازة ليس فقط على الجانب البحريني وانما على الجانب السعودي، إذ تمر هذه الأنابيب تحت البحر، والطرفان "أرامكو" و"بابكو" يقومان بصيانة دورية لضمان سلامة هذه الأنابيب وعدم تسببها في التلوث، وللتأكد من محافظة هذه الأنابيب على قوة احتمالها لتلافي مخاطر الاتفجار في حال ارتفاع الضغط.

فأهمية اعادة بعث المشروع الذي ركن ليس لها علاقة بجودة الأنابيب وانما بتولد أخطار محتمله بعد أن أصبحت بعض المناطق التي تمر بها منطقة آهلة بالسكان والمؤسسات العامة والخاصة أي أنها تحظى بمرور كثيف للسيارات وبالتالي أصبح موقعها يشكل خطورة لم تكن مأخوذة في الحسبان قبل ستين عاما.

ربما أوجب كل ذلك على "بابكو" الانتباه الآن الى ضرورة بعث مشروع اعادة بناء أنابيب النفط التي يبلغ طولها حوالي 64 كيلومترا منها 27 كيلومترا داخل الأراضي البحرينية والذي حددت دراسة جدواه منذ عدة أعوام قدرت كلفته بحوالي 70 مليون دولار أميركي.

بعض المسئولين يشيرون إلى أن تغيير المسار يتطلب أيضا أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين، ربما كانت الحادثة الأخيرة حافزا لتسريع ودفع مفاوضات الطرفين من قبل الجانب البحريني الذي أصبح لديه من مبررات المحافظة على سلامة البشر والبيئة مايدعم موقفه أمام شريكه السعودي

إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "

العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً